الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"المسيح" في الشعر العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كثيرة هي القصائد التي كتبها كبار الشعراء، عن السيد المسيح عليه السلام، عبروا من خلالها عن المحبة والتكريم لشخصه، وللقيم والمعاني النبيلة السامية،التي دعى لها، وجسدها في حياته وتعاليمه.

نعرض – في ايجاز – لبعض أمثلة من تلك القصائد..والبداية مع أمير الشعراء أحمد شوقي، والذي يضم ديوان أعماله الشعرية أكثر من قصيدة، او مقاطع من قصائد، تتناول ميلاد وحياة وتعاليم السيد المسيح...من ابزها قصيدته والتي مطلعها:

ولد الرفق يوم مولد عيسي             والمروءات والهدي والحياء 

وأزدهى الكون بالوليد وضاءت        بسناه من الثرى الأرجاء

وسرت اية المسيح كما يسري          من  الفجر في الوجود الضياء

تملأ الأرض والعوالم نورا           فالثرى مائج بها وضاء

لاوعيد، لاصولة، لا انتقام       لاحسام، لاغزوة، لادماء

***** 

ويورد الدكتور صبري أبو حسين قصيدة طويلة للشاعر الراحل عبد المجيد فرغلي، عن الميلاد المعجز للسيد المسيح، من أبياتها: 

هذا هو الطهر عيسى في قول حق محدد

نادى به القوم طفلا ميلاده كان مفرد

يعلم الناس علما ويخلق الطين مشهد

كهيئة الطير فيه ان ينفخ الروح يشهد 

ويوقظ الميت حيا بأذن من ثم يعبد 

هذا نبي كريم ذو معجزات تخلد 

في كل ميلاد عام فيه احتفال يجدد.

***** 

وينشر استاذ علم اللغة الدكتور أحمد هريدي، على صفحته مايراه أقدم قصيدة في الشعر العربي، مجهولة المؤلف، في مديح ذكري ميلاد السيد المسيح، من أبياتها: 

يا من رضيت الذل عني عاريا             مولاي لما أنا أتيت مؤنسا 

متأملا ببصيرة روحية أحزان                         أمك  اذ رأتك بداالأسى     

تبكي بكاء الطفل وهو يعوزه                         في ذلك البردالملم بك الكسا

 ياقلب مريم كيف كنت مؤلما                          اذ شاهدت أغنى الخلائق مفلسا  *****

والشاعر جبران خليل جبران، في ديوانه " النبي " يتناول القيم الانسانية ودعوة المحبة والتسامح التي نادى بها السيد المسيح، وكل الرسل والانبياء عليهم سلام الله، فيقول على لسان "النبي": 

إذا الحب أوما اليكم فأتبعوه 

واذا بسط عليكم جناحيه فأسلموا لهانفسكم 

واذاحدثكم فصدقوه 

إن الحب إذ يكلل هاماتكم..فكذلك يشدكم على الصليب 

ويضمكم الي احضانه..كما يضم حزمة قمح 

ويدرسكم لكي يعريكم 

ثم يعجنكم لتلينوا

ثم يسلمكم الي نارهيكله المقدسة 

لتصيروا الخبز المقدس لمائدة الرب المقدسة 

الحب لايعطي الاذاته 

ولايأخذ الامن ذاته 

فاذا أحببت فلاتقل "لقد وسع قلبي الله" 

بل قل: "وسعني قلب الله" 

*******                              

ومن أكثر الشعراء العرب تمجيدا وتحية للسيد المسيح، واستلهاما لمسيرة حياته وتعاليمه الشاعر العراقي بدرشاكر السياب وصلاح عبد الصبور والشعراء الفلسطنيين وابرزهم سميح القاسم ومحمود درويش، وماأكثر المواقف والمناسبات، التي ذكر فيها محمود درويش في قصائده السيد المسيح، ففي قصيدته الطويلة "القربان " يخاطب السيد المسيح قائلا:

من يطهرنا سواك؟ 

وقد ولدت نيابة عنا هناك 

ولدت من نور ونار 

وكنا نجارين موهوبين في صنع الصليب 

فخذ صليبك وأرتفع فوق الثريا 

فلاقربان غيرك..ياحبيب الله 

ياابن شقائق النعمان 

كم مرة ستعود حيا؟

كن نور البشارة 

وأكتب الرؤيا على باب المغارة 

وأهدنا دربا سويا 

وليحتفل بك كل من يخضر 

من شجر..وحجر 

وليحتفل بك كل من لم يمتلك ذكرى 

ولاقمرا بهيا 

والسلام عليك يوم ولدت 

في بلد السلام 

ويوم تبعث من ظلام الموت حيا.

****  

وفي مجال شعر العامية، أحتفى الكثير من شعراء العامية بذكري ميلاد السيد المسيح وتعاليمه، وكان في مقدمتهم، ابو الشعراء فؤاد حداد وعبد الرحمن الابنودي ونجيب سرور وسمير عبد الباقي وغيرهم الكثير.

ولعل اشهر قصائد العامية، التي استلهمت حياة السيد المسيح وعذاباته، تلك التي كتبها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، وتغنى بها عبد الحليم حافظ، وكانت القصيدة / الاغنية خير تعبير عن عرب القدس بعد احتلال اسرائيل للمدينة المقدسة في يونيو 1967،،،وكان مطلعها:

ياكلمتي لفي ولفي الدنيا طولها وعرضها 

وفتحي عيون البشر للي حصل على أرضها 

على أرضها طبع المسيح قدمه 

على أرضها نزف المسيح ألمه 

تاج الشوك فوق جبينه 

وفوق كتفه الصليب

دلوقت ياقدس إبنك زي المسيح غريب

*****