الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قراءة فى المشهد الانتخابى الأخير.. (دلالات موحية وتمظهرات كاشفة، ورسائل مهمة )

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جاء حجم المشاركة التى حدثت فى الانتخابات الرئاسية المصرية كأهم حدث انتخابى  و نتيجة  على الاطلاق فى تاريخ مصر المعاصر، حيث ان نسبة المشاركة التى حدثت عبر تلك الانتخابات غير مسبوقة مصريا ونادرة الحدوث عالميا ايضا  (67٪) من 67 مليون هم اجمالى الهيئة الناخبة. وهى نسبة لم تحدث فى أى انتخابات مصرية رئاسية سابقة، حيث لم تتعدى المشاركة فى اكبر نسبها 51٪ فى العام 2012 (شفيق /مرسى)  والتى شهدت اعلى استقطاب واستنفار بين انصار الدولة الوطنية المصرية  وانصار ميليشا الاخوان  واتباعهم من كل فلول التنظيمات الدينية تليها نسبة  47٪ فى انتخابات  العام 2014 ثم 41٪ فى انتخابات العام 18

الدرس الاهم فى هذه الانتخابات  هو أن  المصريون يشاركون بكثافة تلفت انظار العالم  اذا شعروا بالخطر على الوطن أو الخوف على دولتهم الوطنية

الاستنتاج الاهم مما حدث  هو أن محددات ومنطلقات التصويت فى الانتخابات الرئاسية هى اعتبارات محض وطنية غير حزبية وغير اقتصادية ايضا وهو ماينفى ويبطل كل تحليلات المتابعين والمحليين الذين اكدوا طوال شهور ان الاوضاع الاقتصادية ستحول دون مشاركة المصريين

المنطق يؤكد انه قد  تستطيع أن تحشد 5 مليون ناخب، أو 10 مليون لكن لاتستطيع نهائيا أن تحشد شعب أن تحشد  45 مليون نسمة  

الانتخابات اكدت ان  الشعب المصرى شعب قديم تظهر خبرته وحكمته فى الظروف المفصلية التاريخية التى يتعرض لها الوطن او الدولة الوطنية الجامعة  

مجددا تأكد الرهان على وعى المصريين وحثهم الوطنى وانه  رهان رابح ومؤكد ومضمون

هذا الشعب عندما ادرك  ان تحرك ثورة يناير 2011 كاد أن يذهب  بالدولة الوطنية الى مصير الدولة الفاشلة، قاد فورا ثورة على الثورة فى 30 يونيه  2013 واسترد الوطن من خاطفيه  وحافظ على الدولة وعاد بها فورا بعد أن شعر انها تتسرب من بين يديه تسرب الماء من بين الاصابع، فنظر الى راحتيه فى رعب وانتفض بشدة

الرئيس السيسى تحمل مسؤليتان تاريخيتان الاولى كانت  استرداد الدولة فورا من مصير كانت ذاهبة اليه وهو  الدولة الفاشلة التى تحكمها الميليشيا  والثانية كانت اعادة بناءها فورا ايضا وليس استردادها فقط

الانتخابات الاخيرة أكدت بما لايدع مجالا للشك أن  اعتبارات الأمن القومي المصرى والالتفاف حول  الدولة الوطنية، ومسببات بقائها وحمايتها والخوف عليها، والحفاظ عليها، اصبحت  هي المحدد الأول والاخير والوحيد للسلوك التصويتي الانتخابى  للمصريين فى الانتخابات الرئاسية المصرية  ، وليست التحديات والصعوبات الاقتصادية التى نعانى منها  رغم قسوتها، وضغوطاتها علينا جميعا، هل ممكن أن يفهم الاخوان ذلك هل يمكن أن تدرك اسرائيل ذلك، وهل تعى الادارات الامريكية والمخابرات الامريكية ذلك

نسبة المشاركة الشعبية أكدت على إحساس المصريين بالمسؤلية الوطنية

 أحداث غزة ألهبت مشاعر المصريين الوطنية وحولت  الانتخابات الرئاسية الى معركة تحدى وطني وغيرة على الوطن وأمنه القومى

المصريون نجحوا فى  الفصل بين الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمرون بها والقضية الوطنية الطارئة عليهم  

موقف بريطانيا وأمريكا فى مجلس الامن عشية الانتخابات    بتمكين اسرائيل من المضى فى مخططها ضد مصر  ألهب وطنية المصريين ونزل بهم الى اللجان الانتخابية دعما للدولة وللرئيس  

رئيس مصر الفائز بهذه النسبة الضخمة  سيمارس مهام منصبه مدعوما بتأييد  وطنى وشعبى عارم، وسيتمتع بإحترام دولى كبير 
حزب الكنبة اختفى  والمصريون رفعوا شعار امن مصر القومى خط احمر والخريطة مش للبيع

التوسع فى اقامة لجان المغتربين ساعد الكثيرين على المشاركة والهيئة وفرت 361 لجنة على مستوى الجمهورية

النتائج اكدت أن أحزاب حديثه نجحت فى كسب حجم معتبر من الاصوات (الشعب الجمهورى والمصرى الديمقراطى) بينما اقدم الاحزاب المصرية جاء فى المرتبة الاخيرة.

اسباب حصد أصوات حزب الشعب الجمهورى لاترجع الى برامج سياسية معروفه ومختلفه ولا تعود الى أن رئيسه له تاريخ سياسى ولكن ترجع الى قدرات برلمانية وتنظيمية يملكها الحزب (أكثر من 50 نائب على الارض)

الحزب المصرى الديمقراطى نجح فى كسب قطاع معتبر من الرأى العام المعارض

ظاهرة الاصوات الباطلة التى وصلت مرة الى 7٪  تقلصت للغاية وجاءت فى المركز الاخير ونزلت  الى 1،1٪ وهذا يعنى انحسار مشاركة تنظيم الاخوان ويأسه من التأثير فى النتائج والتحكم فيها

كل التحية لمؤسسات الدولة المصرية المحترفة والمتمكنة  والتى سهرت من اجل  اخراج  المشهد الانتخابى الرئاسى  بكل هذه الروعة التى تليق بمكانة مصر الدولية، وكل هذا الرقى والنظام والانضباط والشفافية والحيدة والنزاهة، كل التحية للهيئة الوطنية للانتخابات ولكل مؤسسات الدولة المعاونه لها وفى مقدمتهم وزارة الداخلية، وكل التحية لجنرالات اجهزتنا الامنية الكبار، ولكل ضباط الشرطة المصرية العظيمة  وكل افرادها، وتحية خاصة للحملة الرسمية وقياداتها وشبابها وكل من فيها من احزاب مشاركة وتحيه خاصة  لتنظيم حزب مستقبل وطن وكوادره على الارض فى ربوع الجمهورية  ونوابه الافذاذ

بقى ان نؤكد ان هناك فرق كبير بين نجاح  الرئيس المصرى المنتخب ب 4 مليون صوت ونجاحه ب 40 مليون صوت، رئيس مدعوم بكل هذه الشعبيه العارمة هو رئيس يحسب له الاعداء والحلفاء ايضا ألف حساب
واضح التفويض الكبير للرئيس السيسى والدعم العارم والثقة الضخمة من قبل المصريين في شخص القائد الكبير
هذا الوطن له شعب يحميه وجيش عظيم يفديه وشرطة ماهرة تسهر على أمنه واستقراره