أصدقاء السوء.. دائمًا ما تكون نهاية الحرام جريمة قتل مروعة ودموية يرقد أحد طرفاها تحت التراب جثة هامدة، بينما ينتظر الطرف الآخر مصيره خلف القضبان، وهذا ما يحدث في العلاقات المشبوهة التي تقع تحت مسمي صداقة المصلحة وتدر على طرفيها المنفعة، فهي صداقة من أجل هدف ولا تعبر عنها كلمة الصداقة.
فهناك في حي بولاق الدكرور غرب محافظة الجيزة، وبالتحديد في شهر يونيو العام المنقضي، كان "يسري م" المتهم "مسجل خطر ولديه معلومات جنائية مسجلة"، يعد العدة لسهرة ممنوعة مع صديقه "حامد أ" داخل منزل الأخير، حيث جهز الممنوعات ودسها داخل ملابسه وتوجه ليلا إلى شقة صديقه ودلف إلى داخل المنزل.
قام المتهم بتجهيز سيجارتي حشيش "لفيتلك سيجارتين هيظبطوا دماغك.. بس أقولك هات 50 جنيه تمن السيجارة".. ليرد الآخر "هات يا شقيق نشرب وخد اللي عاوزه بعد كده".
لم يشعر المتهم من صديقة بالخيانة وقاما بشرب السيجارتين وبدأ الدخان يملأ الغرفة والشيطان قد حضر لرؤية جريمة قتل مروعة بين الصديقين.
ما إن انتبه المتهم لصديقه يطالبه بالـ50 جنيها، ليخرج الآخر من ملابسه 10 جنيهات، قائلا: "خد العشرة جنيه دي مش معايا غيرها يا زميلي".. "مليش فيه.. إحنا متفقين على 50".. "هجبلك منين يا شق.. خد العشرة ولا أقولك خليها في جيبي.. أنا كلتك وأعلي ما فخيلك اركبه".. ليستشاط "يسري" غضبا ويخرج من طيات ملابسه سلاحا أبيض "مطواة" وحاول تهديد صديقه لدفع المبلغ، ومع استمرار رفضه قام بغرز السلاح في صدر صديقه مسددا لصديقه 4 طعنات نافذة اردته قتيلا ويلوذ بالفرار.
كانت البداية بتلقي ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها العثور على جثة أحد الأشخاص داخل شقة سكنية بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ.
وبالفحص تبين العثور على جثة "حامد أ" به آثار طعنات نافذة وسط بركة دماء وبجواره مواد مخدرة، وبتشكيل فريق بحث بالتنسيق مع قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة توصلت جهوده إلى أن وراء ارتكاب الواقعة صديق المجني عليه المدعو "يسري م" بسبب خلاف مالي قدره 50 جنيهت ثمن سيجارة حشيش.
وعقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهم واقتياده إلى ديوان القسم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه وبالعرض على النيابة العامة بجنوب الجيزة، والتي واجهت المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وارتكاب الجريمة بدافع الانتقام.
وعليه انتدبت النيابة العامة طبيبا شرعيا لتشريح جثة المجني عليه وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثمان لذويه لاستكمال إجراءات الدفن.
كما أمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسه وقدمته النيابة إلي المحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات الجيزة، والتي أسدلت الستار على القضية وقضت بالسجن علي المتهم "يسري. م" بالسجن المؤبد لقتله صديقه طعنا بسبب خلاف على ثمن سيجارة حشيش.
