قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مقتل صالح العاروري فى بيروت يعد الضربة الأولى فى حملة الاغتيالات فى الخارج التى وعد بها المسئولون الإسرائيليون منذ عدة أشهر.
وأضافت فى تقرير لها، أن الهدف تم اختياره إذ كان العارورى من كبار قادة حماس والرابط الرئيس للمنظمة مع إيران وحزب الله فى لبنان، كما كان مؤثرًا أيضا فى الضفة الغربية المحتلة، حيث ولد وحيث تصاعد العنف فى الأشهر الأخيرة.
ووفقًا للصحيفة البريطانية، يعتقد بعض المسئولين الإسرائيليين أيضًا أن الرجل البالغ من العمر ٥٧ عامًا ربما كان على علم مسبقًا بخطة شن هجمات على إسرائيل قبل الهجوم الذى وقع فى ٧ أكتوبر، والذى أسفر عن مقتل أكثر من ١٢٠٠ إسرائيلي، معظمهم من المدنيين.
وكشفت "الجارديان"، عن أن صالح العارورى لعب دورًا فى المحادثات التى توسطت فيها قطر ومصر، والتى أدت إلى إطلاق سراح بعض الرهائن الـ٢٤٠ الذين احتجزتهم حماس، فيما قال خبراء فى إسرائيل إن المفاوض المخضرم كان مسؤولا عن وضع قوائم بأسماء من سيتم إطلاق سراحهم من قبل الجانبين. وقيل إن دور العارورى "لا غنى عنه".
نتنياهو أعلنها من قبل
وأشار بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مرارا وتكرارا فى الأشهر الأخيرة إلى أن قادة حماس كانوا أهدافا، كما أكد فى نوفمبر الماضي، فى مؤتمر صحفى أنه أصدر تعليماته للموساد، جهاز الاستخبارات الإسرائيلى فى الخارج، "باغتيال جميع قادة حماس أينما كانوا".
وفى أوائل ديسمبر، كشف تسجيل مسرب عن رونين بار، رئيس جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى شين بيت، وهو يقول للبرلمانيين الإسرائيليين إن قادة حماس مستهدفون "فى غزة، والضفة الغربية، فى لبنان، فى تركيا، فى قطر، فى كل مكان".
نتائج عكسية
وحسبما ذكرت الصحيفة، فرغم أن مثل هذه العمليات، قد تؤدى إلى تعزيز الدعم لحكومة تتعرض لضغوط هائلة بعد الفشل استخباراتى الخطير الذى تعرضت له يوم ٧ أكتوبر، فإن هناك مخاوف من أن هذه الاستراتيجية قد تأتى بنتائج عكسية، حيث قالت أهداف سابقة للاغتيال من قبل إسرائيل لصحيفة الجارديان إنه لم يتم ردعهم بل أصبحوا أكثر إصرارا، فيما أشار آخرون إلى أن أى ضرر يلحق بمنظماتهم يكون مؤقتا.
ونقلت الصحيفة عن بعض المحللين قولهم إن عواقب الاغتيالات غالبًا ما تكون غير قابلة للتنبؤ بها، إذ إن وفاة أحد القادة قد تجبر المجموعة على تغيير استراتيجيتها، أو حتى التخلى عن العنف، ولكنها قد تؤدى بالقدر نفسه إلى صعود زعيم آخر أكثر شراسة.
وتوقع التقرير أن مقتل العارورى يوم الثلاثاء الماضي، قد يؤدى إلى خوض إسرائيل حربا على جبهتين، وهو السيناريو الذى سعت فى السابق إلى تجنبه.
أمريكا لم تكن تعلم!
ذكرت القناة ١٣ العبرية الثلاثاء الماضي، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أنه تم إبلاغ الولايات المتحدة بعملية اغتيال العارورى أثناء تنفيذها وليس قبلها، وهو ما يتعارض مع تصريحات موقع "والا" العبرى التى نقلت عن مسؤولين أمريكيين رفيعى المستوى يؤكدون على أن إسرائيل لم تسبق بإبلاغ الولايات المتحدة بنية قتل العاروري.
وسبق أن نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تأكيدًا بأن إسرائيل كانت المسئولة عن اغتيال صالح العاروري، القيادى فى حركة المقاومة الفلسطينية حماس.
أدلى السفير الإسرائيلى لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، بتعليق حول عملية اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس حركة حماس، حيث قال: "أهنئ الجيش والشاباك والموساد وقوات الأمن على اغتيال صالح العاروري، القيادى فى حماس"، فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته إلى عدم التعليق على عملية اغتيال صالح العاروري.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اغتيال صالح العارورى واثنين من قادة القسام، فى انفجار وقع فى الضاحية الجنوبية ببيروت فى لبنان، كما ذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن ٦ أشخاص استشهدوا، من بينهم القائد فى حركة حماس صالح العاروري، ومجموعة من رفاقه فى هجوم جوى نفذته إسرائيل على الضاحية الجنوبية فى بيروت.