الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«حقنة هتلر لعلاج البرد».. تركيبة مميتة تباع داخل الصيدليات دون رقيب.. «المصرية للحساسية والمناعة» توضح أضرار مكوناتها وأسباب الوفاة

ستاندر - تقارير
ستاندر - تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

- وفاة عامل على يد صيدلي في المنوفية أحدث الضحايا.. والصحة: ينتج عنها مشكلات كبيرة 

- عز العرب: «الصيدلية ليست مكانًا لإعطاء الحقن ولا بد من صرف الأدوية بروشتة طبية»

- هيئة الدواء: «علاج نزلات البرد يعتمد على بعض الأدوية بعد استشارة الطبيب المختص»

- الخلطات الطبية الخاطئة تعمل على الإصابة بقرح المعدة والتأثير على وظائف الكلى

- مجدي بدران: 50 ضررًا للاستخدام العشوائي لمكونات حقنة هتلر

 

لم تكن واقعة الصيدلي المتهم بالتسبب في وفاة عامل بعد إعطائه حقنة تتضمن مواد تسببت في مرضه الشديد ووفاته في محافظة المنوفية قبل أسابيع قليلة، الأولى من نوعها على مستوى الجمهورية، الأمر الذي استدعى مطالبة نقابة الصيادلة أعضاءها بمنع إعطاء الحقن داخل الصيدليات، حفاظًا منها على الصيادلة من التعرض للمساءلة القانونية عن خدمة طبية مقدمة منهم.

في واقعة صيدلي المنوفية، اتهمت النيابة العامة، «أسامة. م»، صيدلي، بأنه أعطى مواد ضارة للمجني عليه «عماد نبيل» عمدًا، وحال شعور الأخير ببعض الإعياء توجه للصيدلية الخاصة بالمتهم، وأحضر له الصيدلي محلولًا دوائيًا واضعًا به مضادات حيوية وثبت كانيولا طبية بيده ليتمكن من إعطائه المحلول، فأحدث به إصابات أودت بحياته، ولم يقصد من ذلك قتله، ولكن إعطائه تلك العقاقير أفضى إلى موته، بحسب النيابة العامة، كما تم اتهامه بمزاولة مهنة الطب بغير ترخيص، وذلك بأن وصف أدوية لمريض دون أن يكون مقيدًا بسجل الأطباء بوزارة الصحة. 

وقائع مشابهة

في فبراير الماضي، تكررت نفس واقعة إعطاء صيدلي حقنة البرد، وتحديدا بمحافظة أسيوط، وراح ضحيتها طفل يدعى «محمد محمد حسن».

وفي شهر أكتوبر الماضي، راح طفلتان من أسرة واحدة وهما «إيمان وساجدة» ضحية تناولهما حقنة البرد الشهيرة، وأصيبت الطفلتان بنوبة إعياء شديدة وارتفاع في درجة الحرارة، وعلى إثر ذلك تناولتا حقنتين داخل إحدى الصيدليات، وعقب الحقن أصيبتا بتشنجات حرارية وحالة إعياء شديدة نقلا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم لكنهما لفظا أنفاسهما الأخيرة، نتيجة حدوث مضاعفات بعد الحقن.

تحذيرات رسمية

أصدرت وزارة الصحة والسكان، تحذيرًا من استخدام حقنة البرد المستخدمة في علاج نزلات البرد، والتي يطلق عليها الخلطة السحرية أو «حقنة هتلر» لعلاج البرد، مؤكدة أن هذه الحقنة تتكون من مضاد حيوي، وكورتيزون، ومسكن للآلام، لافتة إلى أن مسكنات الآلام وخوافض الحرارة والاستخدام الزائد لها أمر ينتج عنه مشاكلات صحية لمرضى الكبد والقلب والسكري والربو، كما أن الإفراط في تناولهم يسبب قرحة في المعدة، واختلال في وظائف الكلى. وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن الحقنة تحتوي أيضًا على الكورتيزون، والإفراط في استخدامه يسبب ضعف في المناعة، وله أضرار كثيرة على مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، مضيفة أن الحقنة تحتوي أيضًا على مضادات حيوية، فإن المضادات الحيوية لا تعالج نزلات البرد، كونها عدوى فيروسية، إنما تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية، والإفراط في استخدامها يجعل الجسم مقاوم لها على المدى البعيد.

أهمية لقاح الإنفلونزا

وأضافت، أن تلقي لقاح الإنفلونزا هام وضروري لتجنب المرض، وهو الإجراء الوحيد الذي يمكن من خلاله تجنب الإصابة بالنزلات الشديدة للبرد والإنفلونزا، فهناك أمور قد تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا مثل الحالات الصحية المتعلقة بالدماغ والجهاز العصبي، وفيروس نقص المناعة البشري (HIV)، ومرض الإيدز (AIDS)، وداء الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، ومرض القلب، والتليف الكيسي، وأمراض الكلى أو الكبد، والربو، وأمراض السكر والسمنة، ومرض السرطان.

الكورتيزون يضعف المناعة

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة، أن الحصول على الكورتيزون دون داعي يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، وهناك فئات تمنع من استخدامها، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، حيث إن هذه المسكنات من بين مكونات حقن البرد والخلطات السحرية المنتشرة، والتي تعمل على الإصابة بتقرح المعدة والتأثير على وظائف الكلي، وعلى أصحاب الأمراض المزمنة ضرورة البعد عنها، لافتًا إلى ضرورة عدم الإسراف في تناول المضادات الحيوية وعدم الحصول عليها إلا من خلال الطبيب، مع عدم الحصول على جرعات زائدة أو أقل من المحددة.

أكد «عبدالغفار»، أن الإسراف في تناول المضادات الحيوية يخلق بكتيريا تقاوم المرض نفسه، مطالبًا المواطنين بضرورة استشارة الطبيب فور الإصابة بنزلات البرد لتلقي الرعاية الصحية بشكل صحيح.

استشارة الطبيب

في السياق ذاته، حذرت هيئة الدواء المصرية من استخدام ما يسمى شعبيًا «حقنة البرد»، أو ما يطلق عليها الخلطة السحرية لعلاج نزلات البرد، والتي تكون خليطًا من «المضاد الحيوي، والكورتيزون، ومسكن الألم»، مؤكدة أن علاج نزلات البرد يعتمد على بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف شدة الأعراض، بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي المختص.

وأوضحت الهيئة، أن الاستخدام الأمثل للأدوية يجب أن يكون وفقا للحالة الصحية لكل شخص على حدى، محذرة من خطورة الإفراط فى استخدام الكورتيزون، حيث إنه يسبب ضعفا في المناعة، ويؤثر بشكل مضر على مرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم، فضلا عن أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يجعل الجسم مقاوما لها على المدى البعيد.

حقنة قاتلة 

يقول الدكتور مجدي بدران، خبير المناعة المصري، وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، هناك ٥٠ ضررًا للاستخدام العشوائي لمكونات حقنة هتلر، قد يحدث رد فعل غير طبيعي لجهاز المناعة تجاه مكون أو أكثر من أدوية هذه الحقنة، قد تتسبب في ردود أفعال خطيرة تهدد الحياة، وتؤثر على عدة أجهزة بالجسم في صورة صدمة خطيرة، خاصةً في المرضى بحساسية غير معلومة أو غير مشخصة، أو مهملة العلاج، مضيفًا أن هذه الحقنة من الخرافات الموجودة في المجتمع العربي وليس المصري فقط.

مكونات الحقنة وأضرارها

وتابع «بدران»، في تصريح خاص لـ«البوابة»، أن حقنة هتلر من خزعبلات الثقافة الشعبية الضارة، وهذه الخرافات انتشرت نتيجة غياب الثقافة الصحية والقراءة الواعية، موضحًا أن مكونات الحقنة مضاد حيوي وكورتيزون ومسكن قوي، حيث تحتوي الحقنة على مضاد حيوي عشوائي، وهذا يُسبب أخطارا صحية كبيرة للغاية نتيجة استخدام المضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب، والأعراض غالبًا ما تحدث في غضون دقائق أو ساعة، ويمكن أن تحدث ردود أفعال أخرى، خاصة حالات الطفح الجلدي، بعد مرور ساعات أو أيام أو أسابيع، كما يظهر الفطر الأسود بسبب الإكثار من المضادات الحيوية بدون داعٍ.

أضرار المضادات الحيوية

ويواصل، أن الهند عندما أكثر مواطنوها من استخدام المضادات الحيوية، خاصة في أزمة كورونا، ظهر لديهم الفطر الأسود القاتل، وفطريات أخرى مثل فطر الكانديدا اللعين، وهذه الفطريات تأتي بسبب استخدام مضادات حيوية بطريقة عبثية بدون داع، رغم أن العدوى بالفيروسات لا تحتاج إلى مضادات حيوية، كون المضادات الحيوية تكون ضد البكتريا وليست ضد الفيروسات، مؤكدًا أن استخدام حقنة هتلر وحقن البرد والمضادات الحيوية بدون داع يسبب مشاكل خطيرة، إذ إنه يقلل المناعة، وينشر الفطريات في الجسم، ويسبب التهابات في الأمعاء، وتشنج في المعدة، وإسهال حاد، وآلام أثناء البلع، وفقدان حاسة التذوق، والتهاب في الصدر، والتحسس، والأكثر خطورة هو ظهور البكتيريا المستأسدة المقاومة للمضادات الحيوية، إذ إن ٦٠٪ من العدوى داخل المستشفيات، أصبحت بسبب البكتيريا المقاومة للمضاد الحيوي.

ويستكمل، أن البكتيريا الفائقة التي تسمى حاليًا بالبكتيريا السوبر ظهرت بسبب الإكثار والعشوائية في وصف المضادات الحيوية للناس والحيوانات، مما سبب نشأة مناعة تدريجية لدى البكتيريا ضد العلاج، وأصبحت قادرة على التغلب على تأثيرات المضادات الحيوية المتوفرة، وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تطرأ على الكائنات المجهرية طفرات جينية تؤدى إلى إيقاف عمل الأدوية المضادة للميكروبات، وبمرور الأيام نشأت مجموعة من الجراثيم الخارقة المستأسدة التي تقاوم معظم المضادات، مما يعنى أن المجال يصبح مفتوحًا على مصراعيه للعدوى التي تهدد بحدوث أوبئة عضال قد تودى بحياة المصابين بالجراثيم الخارقة، وزيادة في تكاليف العلاج، وأدت المضادات الحيوية إلى نشأة سلالات جديدة عديدة من البكتيريا أصبحت تعيش داخل الإنسان الذي جعلت منه حاملًا لها، تزايد خطر مقاومة مضادات الميكروبات مما يعنى: «إطالة فترات الأمراض المعدية، وزيادة معدلات الإعاقات، والوفيات نتيجة العدوى، وزيادة مضاعفات العمليات الجراحية، وعمليات زرع الأعضاء».

أضرار الكورتيزون

وأوضح أن الكورتيزون هو أحد مكونات حقنة هتلر، وهذا يجب ألا يُستخدم إلا بمهارات خاصة وفي المستشفيات، لأنه يقلل المناعة، ويحبس السوائل داخل الجسم، ويؤدي إلى ورم في الجسم، وزيادة الوزن، ويسبب العصبية، واعتلال المزاج، والارتباك، وقلة التركيز، والإصابة بقرحة في المعدة، وارتفاع ضغط العين وغشاوة في عدسة العين، وارتفاع سكر الدم، وهشاشة العظام، وفقدان الشهية، وضعف العضلات الهيكلية، وضعف نمو في الأطفال، وفشل كلوي، وقصور في القلب، واحتشاء في عضلة القلب، وفقر الدم.

وكشف أن أحد مكونات حقنة هتلر هو المسكنات تلك المادة المسكنة قد تسبب نزيفا في الجهاز الهضمي، وتقلل المناعة، وتسبب حساسية في الجلد والصدر، وإفراز دموع، وارتفاع ضغط العين، التهاب المعدة، حرقة المعدة، زيادة الحموضة فى المعدة، آلام في المعدة، قرحة المعدة، إسهال، إمساك، الانتفاخ، زيادة الغازات في الأمعاء، دوخة، صداع، عصبية، وحكة الجلد، طفح جلدي، عدم وضوح الرؤية، رنين في الأذنين، مشيرًا إلى أن هناك ٥٠ أثر جانبي لهذه الحقنة لن تصيب شخصا واحدا، لكن يمكن أن يصاب فرد ما بفشل كبدي وكلوي من جراء تكرارها، والوفاة من مضاعفات الحقنة وقد تسبب غيبوبة السكر، أو العمى المفاجئ، وقد تتأخر  تفاعلات الحساسية بعد أيام أو أسابيع، وقد تستمر لبعض الوقت في صورة: «الحُمَّى، وألم المفاصل، والطفح الجلدي، والتورُّم، أنيميا، إرهاق، عدم انتظام ضربات القلب، وضيق التنفس، ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء، وحدوث تورم عام، وتضخم الغدد الليمفاوية، وتكرار الإصابة بالتهاب الكبد الخامل، التهاب في الكلى، ظهور دم في البول، فرط الحساسية للأدوية من أكثر أسباب الحساسية المفرطة شيوعًا»، والأدوية مسئولة عن غالبية الوفيات الناجمة عن الحساسية المفرطة، ويتزايد حدوث كل من الحساسية المفرطة وحساسية الأدوية في جميع أنحاء العالم.

الفئات العمرية لضحايا حقنة هتلر 

أكد «بدران»، أن مضاعفات حقنة هتلر يمكن أن تحدث في جميع الأعمار، ويميل الحدوث مع تقدم العمر، من المحتمل أن يكون هذا مرتبطًا بزيادة استهلاك الأدوية في الأعمار المسنة، والعوامل الأخرى مثل الأمراض المصاحبة أو الأدوية المشتركة قد تكون مسئولة عن زيادة شدة تفاعلات فرط الحساسية، والصدمة التحسسية من أخطر مضاعفات الحقنة، وكانت سبب الوفاة للعديد من المواطنين خاصةً الأطفال، وتحدث الصدمة التحسسية نتيجة رد فعل مناعي سريع بسبب التعرض لمادة مسببة للحساسية، والأدوية هى الأكثر شيوعًا في البالغين للصدمة التحسسية، وتشمل العوامل التي تزيد من مخاطر الصدمة التحسسية بعض الأمراض التي ربما تزيد من خطر حدوث تفاعلات تحسسية حادة مثل أمراض الجهاز التنفسي المهملة كالربو، أمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، والأمراض القلبية الوعائية مثل أمراض القلب التاجية وارتفاع ضغط الدم، الحساسية الوراثية كالإكزيما، أو حساسية الأنف، أو الأرتيكاريا، وتشمل أعراض الصدمة التحسسية طفح جلدي، حكة جلدية، تورم في اللسان أو الشفتين أو الوجه أو الحنجرة، ضيق النفس، صعوبة التنفس، صفير الصدر، و٤٠ ٪ من الأعراض تشمل أعراضًا في الجهاز الهضمي: «الإسهال، والمغص، وآلام في المعدة، والغثيان، والقئ، الدوخة، ضربات قلب سريعة، توقف القلب، فقدان الوعى»، والربو من عوامل الخطر الرئيسية للوفاة من الحساسية المفرطة الناجمة من الصدمة التحسسية من الطعام في الأطفال، إهمال علاج الربو خطأ شائع في العالم النامي، وتشمل مضاعفات ومخاطر الصدمة التحسسية الوفاة، ولأي عمر.

أزمة صرف الأدوية 

بدوره أوضح الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الكبد بالمعهد القومي للكبد، والمستشار الطبى للمركز المصري للحق في الدواء، أن هذه الحقنة خطأ شائع في المناطق الريفية والقرى، وأن هناك نزلات البرد الفيروسى يقاومها الجسم خلال يومين أو ثلاثة أيام، مؤكدًا أن عشوائية استخدام المضادات الحيوية بدون إشراف طبي أزمة كبيرة جدًا، ينتج عن صرف الأدوية من الصيدليات دون وجود الروشتة الطبية، فإن صرف الأدوية يتطلب الروشتة من الطبيب المعالج للمريض، حيث إن كثيرا من الأدوية يتم صرفها نتيجة رغبة المريض وليس نتيجة الفحص الطبي

وتابع «عز العرب»، في تصريح خاص لـ«البوابة»، أن تناول المضادات الحيوية بصفة مستمرة أو بدون أي وصفة طبية لعلاج الفيروسات مثل نزلات البرد وغيرها غير فعالة، فهناك بعض الفيروسات التي تحتاج إلى علاج تخصصي ضد الفيروس مثل فيروس «كوفيد ١٩»، حيث إن علاج الفيروسات ليس المضادات الحيوية، ويكون هناك تأثير سلبي وبعض الخطورة على الأجهزة الحيوية في الجسم، مشيرًا إلى أن أصحاب أمراض الكبد والكلي يحذر استخدام قائمة من المضادات الحيوية، فإن أي مضاد حيوي له آثار جانبية، فإن بعضها يؤثر على السمع أو وظائف الكلي أو تؤدي إلى زيادة كبيرة في إينزيمات الكبد.

وأكد أن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يؤدي إلى اكتساب البكتيريا ضد هذه المضادات، ففي حالة الإصابة بالالتهاب الرئوي والتي يحتاج بها مضاد حيوي معين لن يجدي فاعلية للعلاج، والتي قد تؤثر على حياة المريض، وخاصة الحالات الحرجة، مطالبًا بعدم صرف أي مضاد حيوي تحت أي ظرف من الصيدليات سوى بالروشتة الطبية المعتمدة من الطبيب المختص، والحد من صرف المضادات الحيوية من الصيادلة نتيجة أي أعراض مرضية على الشخص، فإن الطبيب هو الذي يفحص المريض والصيدلي هو الخبير الأول في الدواء، والصيدلية ليست مكانا لتعاطي الحقن، فهى تؤخذ فى المستشفيات وتحت الإشراف الطبى فقط. ويقول، إنه وفقا للوائح فإن صرف الدواء لا يتم إلا من خلال روشتة طبية، إلا بعض أصناف تسمى OTC، وهى الأدوية مثل الفيتامينات وخافض الحرارة التى لا تشكل خطرا على صحة الإنسان، مطالبا الصيادلة بالالتزام بعدم صرف الأدوية إلا بروشتة طبية، وعدم القيام بإعطاء الحقن أيا كان نوعها، لأن أي مضاعفات ستكون تحت مسئولية الصيدلى فقط، مؤكدًا أن الصيدلية مكان لصرف الأدوية فقط وليست مكانا للكشف الطبي، ولابد من مقاومة هذا الأمر وزيادة وعي المواطنين.

نزلات البرد

وفي سياق متصل، يقول الدكتور طه عبد الحميد، أستاذ الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، إن الإصابة نزلات البرد والتهابات الأنف والحلق والشعب الهوائية والربو الشعبي يتطلب من المريض ارتداء الكمامات والالتزام بكافة الإجراءات الوقائية، تجنبًا لمنع انتشار العدوى، موضحًا أن نزلات البرد تصيب الجهاز التنفسي وتكون أعلى لدى الأطفال، ويساهم تغير حالة الطقس في انتشار الفيروسات منها الإنفلونزا الموسمية، وفيروس كورونا الذي ينشط في الطقس البارد، بالإضافة إلى انتشار الأتربة التي تُسبب الأزمات في منطقة الصدر، والتي قد تصل إلى الالتهاب الرئوي.

زيارة الطبيب 

ويشدد «عبد الحميد»، في تصريح خاص لـ«البوابة»، على ضرورة توجه المريض في حالة الشعور بالتعب إلى الطبيب المختص، والبعد عن التشخيص داخل الصيدليات وتناول الأدوية أو الحقن بشكل عشوائي دون الرجوع إلى الطبيب أو المستشفى، فهذا أمر خاطئ جدًا قد يسبب أزمات صحية أكبر للمريض أو الوفاة في بعض الحالات، مشيرًا إلى أن الإنفلونزا تنتشر في الخريف والشتاء، وقد تنتقل من شخص لآخر من خلال الأسطح فهي من الأمراض المعدية، وفي حالة إصابة الشخص بأي من نزلات البرد خلال هذه الفترة عليه بتطبيق الإجراءات الوقائية والالتزام بارتداء الكمامات وغسل الأيدي، والجلوس في المنزل قدر المستطاع في حالة الإصابة، والإكثار من تناول السوائل والأطعمة الغنية بالفتيامينات.

تأثير الحقنة على الجسم

كما يرى الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أن حقنة هتلر يحصل عليها المريض دون وصف من طبيب، مكونة من ثلاث أنواع من الأدوية، ومنها المضاد الحيوي، حيث إن نزلات البرد لا تعالج به، موضحًا أن تأثير الحقنة يشمل الجسم بالكامل، وتؤثر على الكبد، ويجب الحذر منها، مشددًا على عدم الحصول على الحقنة أو أي علاج دون وصف الطبيب، لتجنب المشكلات الصحية. وتابع «الحداد»، أن الحقنة خطيرة وتسبب الوفاة، فإن أهم طرق الوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا هو تطبيق الإجراءات الاحترازية بعدم لمس الوجه بعد لمس الأسطح أو لمس الأشخاص بالأيدي، لأن الفيروسات تصيب الجسم عن طريقهم، ولابد من ارتداء الكمامات حتى لا يحدث التهاب في الجيوب الأنفية.

شروط وضوابط إعطاء الحقن بالقانون

ينص قانون مزاولة مهنة الطب رقم ٤١٥ لسنة ١٩٥٤، أنه لا يجوز لأحد إبداء مشورة طبية أو إجراء عملية جراحية أو وصف أدوية إلا إذا كان اسمه مقيدا بسجلات وزارة الصحة ونقابة الأطباء البشريين. منح قانون مزاولة مهنة الصيدلة، الحق للطبيب بمزاولة المهنة لمرضاه فقط، مشترطا أن تكون المسافة بين عيادته وأقرب صيدلية أو مستشفى بها عيادة خارجية للعيادة على بعد خمسة كيلو مترات، ويتم إلغاؤه عند فتح صيدلية خلال ٩٠ يومًا.

كما يجعل القانون دور الصيدلي مقتصرا فقط على تجهيز أو تركيب أو تجزئة أي دواء أو عقار أو نبات طبي أو مادة صيدلية، مع توفير الأدوات التي يحتاج لها الطبيب البشري، دون إجراء الكشوفات أو حتى حقن مريض بأي نوع من أنواع الحقن، ولا يوجد في قانون مزاولة مهنة الصيدلة ما يسمى بمساعد الصيدلي، ولا يسمح لهما في التدخل في اختصاصات الطبيب البشري.

ووضعت وزارة الصحة والسكان، عددًا من الضوابط المنظمة للسماح للصيادلة المؤهلين بإعطاء المرضى الأدوية من خلال الحقن، للحفاظ على صحة وسلامة المريض، وجاءت الضوابط كالتالي: «عدم إعطاء الحقن للمرضى سوى بوجود وصفة طبية من الطبيب المعالج تستوجب حقن المريض بالدواء المطلوب- شرط اجتياز الصيدلي للدورات التدريبية من خلال وزارة الصحة أو الجهات التي تحددها الوزارة- التأكد من توافر الأدوية المضادة للأعراض التحسسية- عدم إعطاء المرضى سوى الحقن العضلية وتحت الجلد فقط».