الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أحمد الشافعي لـ «البوابة نيوز»: التحطيب لعبة تراثية تنتقل عبر الأجيال.. والمصريون استطاعوا تحويلها إلى شكل فني وجمالي

مهرجان التحطيب
مهرجان التحطيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدار أربعة أيام شهدت ساحة أبو الحجاج أمام معبد الأقصر مهرجان التحطيب في دورته الـ «13» والتي تحمل اسم الفنان الكبير عبدالرحمن الشافعي «الأب الروحي» للفنانين الشعبيين والتلقائيين وهو مؤسس مهرجان التحطيب والذي توقف فترة ثم عاد بثوب جديد .. 

وعن حكاية المهرجان والتحطيب باعتباره لعبة شعبية توارثها المصريون عبر الأجيال منذ الحضارة المصرية القديمة وحتى عصرنا الحالي.

وعن رحلة تسجيل لعبة التحطيب كجزء من التراث الثقافي غير المادي على قوائم اليونسكو والتي تم تسجيلها في الأول من ديسمبر عام 2016، وفقًا لموقع اليونسكو وقد تقدمت مصر بتسجيل لعبة التحطيب كأحد عناصر التراث الثقافي غير المادي في عام 2014. 
 

الفنان أحمد الشافعي

بين الماضي والحاضر 
ويُعد التحطيب، أو الرقص بالعصا في صورته الحالية هو استلهام من اللعبة الشعبية والتي كانت تستخدم قديمًا في الحماية والدفاع عن النفس، وقد كشفت مقابر بني حسن بالمنيا عن وجود بعض الرسومات التي وثقت كيف كان المصري القديم يحمي نفسه ويدافع عنها عن طريق استخدام العصا، ثم تطور استخدام العصا وأصبح لها أساليب وطرق تتباين باختلاف المنطقة وباختلاف أسلوب اللاعب.
واستطاع التحطيب أن يحافظ على هويته عبر الزمن وتوارثته الأجيال جيلا بعد جيل، باعتباره جزءا من الرموز والقيم المرتبطة بالممارسة الحياتية، والتي يتم تأديتها أمام الجمهور في مبارزة لاستعراض القوة والمهارة والتي يمارسها الذكور، باعتبارهم هم من يقومون بفعل الحماية عن الأرض والعرض والشرف. 
وأصبح "التحطيب" يمارس كلعبة شعبية يستعرض فيها المتبارون مهاراتهم في استخدام العصا وقوتهم في كيفية القضاء على الخصم في استعراض تمثيلي وأصبحت اللعبة تمارس بالتزامن مع عزف الطبول والأنغام الموسيقية الشعبية، كما أن اللعبة يمارسها سكان محافظات الصعيد في مصر، وتقوم قواعد المبارزة على الاحترام المتبادل والصداقة والشجاعة والفروسيّة والفخر، ويتم تناقل فنون هذه المبارزة في العائلات والمجتمعات والبيئة المحيطة.

 

“الشافعي” نعاني ندرة عازفي الربابة والأرغول ورواة السيرة وهو أمر يجب أن ننتبه إليه

مهرجان التحطيب 
وكان لابد في هذا الإطار أن نتحدث مع الفنان أحمد الشافعي ابن الفنان الكبير عبدالرحمن الشافعي صاحب فكرة إقامة المهرجان ومؤسسه وهو الذي قصد محافظات الصعيد ليبحث عن عُمد لعبة التحطيب ويكتشفهم ويعرف منهم أصول اللعبة، بل إنه أول من قام بتوظيف هذه اللعبة في العروض الفنية والمسرحية، وكشف الفنان "أحمد الشافعي" مخرج عرض افتتاح وختام الدورة الثالثة عشرة من مهرجان التحطيب لـ"البوابة" عن الكثير من أسرار لعبة التحطيب وإقامة المهرجان، وكواليس الدورات السابقة والتي كان يشارك فيها وعن علاقته بـ "عُمد" اللعبة من المحافظات المختلفة، وكيف يرونه.

الجمع الميداني
ويقول الفنان أحمد الشافعي عن بداية التفكير في مهرجان التحطيب إنه عاصر المهرجان منذ البدايات حينما بدأ الفنان الكبير عبدالرحمن الشافعي في التفكير فيه: " كنت في الدورات الأولى للمهرجان والتي أقيمت في قصر ثقافة الأقصر، وفي البداية كان لابد أن نبدأ بجمع كل ما يخص لعبة التحطيب، بشكل علمي، خاصة أنها لعبة متوارثة منذ الحضارة المصرية القديمة، وكان أهم ما يشغلنا هو أن نعرف أصول لعبة التحطيب، ولهذا بدأنا في عمل اجتماعات مع عُمد اللعبة للتعرف على أصول اللعبة، فلعبة التحطيب متفردة لأنه لا يوجد أي دولة في العالم تمارس فيها اللعبة سوى مصر، وبالتحديد محافظات الصعيد، لأن هناك ارتباطا قويا بين اللعبة والآثار خاصة مقابر بني حسن في المنيا، ولهذا قمنا بعمل جولات في مختلف محافظات الصعيد وجمع اللاعبين في الأقصر للتعرف على أصول اللعبة لا سيما أن كل محافظة تختلف عن الأخرى في طريقة ممارسة اللعبة، وكل محافظة لها أسلوبها الخاص، كما أن اللاعبين فقط هم من يحملون سر اللعبة ولا أحد سواهم". 
وتابع "الشافعي" عن عملية الجمع الميداني والتي وصفها بأنها ليست بالأمر الهين أو السهل، قائلاً: "إننا استغرقنا مدة طويلة في عملية البحث الميداني فكنا نذهب إلى المقاهي الشعبية بالمحافظات ونسأل عن اللاعبين الذين يتقنون فنون لعبة التحطيب وعن الماهرين منهم والذين لهم "صيت" أو سمعة بهذا الشأن، وبالفعل استطعنا جذب الكثيرين من اللاعبين والذين قمنا باستضافتهم من المحافظات الأخرى ودعوتهم إلى محافظة الأقصر، ولأن لعبة التحطيب كانت تمارس بشكل أساسي في الموالد والاحتفالات والأفراح الشعبية والتي كانت تقام في الساحات الشعبية سواء الكبيرة أو الصغيرة، ولهذا تم اختيار ساحة مسجد أبو الحجاج الأقصري لتكون هي المنطقة التي يجتمع فيها كل اللاعبين".

ساحة أبوالحجاج
وعن سبب اختيار ساحة مسجد أبوالحجاج الأقصري أمام معبد الأقصر لتكون مكانا لإقامة المهرجان أوضح الشافعي: "أن لعبة التحطيب هي لعبة متوارثة -وكما قُلت في السابق- إنها كانت تمارس في الساحات الشعبية، ولهذا تم اختيار ساحة أبوالحجاج باعتبارها الساحة الأشهر في محافظة الأقصر، لما تمتاز به هذه الساحة بالجمع بين الحضارة المصرية القديمة لأنها تقع أمام معبد الأقصر وأيضًا لأنها تمزج بين الشقين الشعبي والعقائدي، فوجود معبد الأقصر في خلفية الاحتفال يرمز لاستمرار ممارسة اللعبة عبر العصور لأننا عرفناها من التسجيلات والرسومات التي تركها المصريون القدماء على المعابد". 


وأقيمت الدورة الثالثة عشرة من مهرجان التحطيب تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبدالمنعم، وذلك بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي وفرع ثقافة الأقصر، وبرعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة وعمرو البسيوني رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وشارك بالمهرجان هذا العام ٩ فرق فنية تابعة لهيئة قصور الثقافة وهي بني سويف، المنيا، ملوي، أسيوط، سوهاج، قنا، والأقصر للفنون الشعبية، بالإضافة إلى فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي، وفرقة الأقصر للآلات الشعبية.
توقف المهرجان 
ولفت "الشافعي" إلى أن المهرجان قد توقف لعدة فترات منذ دورته الأولى في عام ١٩٩٤،  أي منذ أكثر من ٢٩ عامًا، فقد شهد المهرجان فترات من التوقف لسنوات عدة حتى عاد المهرجان مرة أخرى واستمر في إقامته منذ عام ٢٠١٧ وأصبح المهرجان يقام بشكل سنوي منذ هذا التاريخ، وقد تم اختيار شهر ديسمبر من كل عام، لأسباب عدة، منها الأحوال الجوية المناسبة، كما أن مدينة الأقصر في هذا التوقيت تشهد أيضًا ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك، وارتفاع الموسم السياحي في تلك الفترة من الزمن وهو ما يُعد فرصة كبيرة لأن يشاهد المهرجان الكثير من الجنسيات الأجنبية التي تقوم بزيارة الأقصر في هذا التوقيت من العام.

أصول اللعبة 
وعن المشاركة في المهرجان أضاف "الشافعي": "إن المهرجان يشارك به لاعبون أصليون للعبة التحطيب من مختلف محافظات الصعيد ومنها محافظة الأقصر، وسوهاج والمنيا وقنا، فلاعبو التحطيب متواجدون على طول خط الصعيد، كما أحب أن أشير هنا إلى أنه من الدورات التأسيسية للمهرجان، قد اكتشفنا أن كل محافظة تمتاز بأسلوب خاص بها في ممارسة اللعبة، فقد اكتشفنا أن النصف الأول من خط الصعيد على سبيل المثال من بني سويف وحتى أسيوط لهم أسلوب مميز في اللعب، وهو الأمر الذي لا يستطيع معرفته سوى اللاعبين أنفسهم، أما النصف الآخر من سوهاج وحتى "دراو" له أسلوب آخر". 


وعن أصل اللعبة قال الفنان أحمد الشافعي: "إن لعبة التحطيب تعود نسبتها إلى "الحطب" وهو نوع من سيقان الأشجار القوية الناشفة والتي حينما تستخدم كعصا تستطيع تحمل الصد والدفاع، وكانت قديما تستخدم كتدريب للدفاع عن النفس ولهذا كان لابد أن تمتاز العصا بالقوة والمتانة وعدم القابلية للكسر، كما أن الإنسان المصري يمتاز بانتصاره في أغلب المعارك التي يدخل فيها، وكان هذا الانتصار يجعله يزهو ويفرح بهذا الانتصار ومن هنا تحولت اللعبة من الدفاع عن النفس والفرد والجماعة إلى شكل فني وجمالي، والتي يظهر فيها اللاعب فرحته بالانتصار، لاسيما أن اللعبة لا يمارسها سوى الرجال، كما أن اللعبة تم تسجيلها في اليونسكو عام ٢٠١٦، كلعبة مصرية أصيلة وجزء من التراث الثقافي غير المادي تختص به الثقافة المصرية على وجه التحديد".


شكل فنى وجمالي
ومن هنا نستطيع القول أن لعبة التحطيب هي لعبة أصيلة ويتم توارثها عبر الأجيال وتختص بالتراث الثقافي المصري، لاسيما أنها اللعبة الوحيدة التي يتم توريثها من الأجداد إلى الآباء ثم الأبناء ولهذا أستطيع القول أن لعبة التحطيب هي لعبة لن تموت، فهي ليست كغيرها من الفنون التراثية مثل العزف على الآلات التقليدية فليس بالضرورة أن يورث العازف مهارته إلى أبنائه، على عكس ما يحدث بلعبة التحطيب فأغلبية اللاعبين يحرصون على أن يتوارث أبناؤهم وأحفادهم أصول اللعبة لارتباطها بالموروث الثقافي، ولأن اللعبة يتم ممارستها باستمرار إذ اعتاد اللاعبون أن يمارسوها بعد الانتهاء من أعمالهم إما بعد صلاة العصر أو صلاة العشاء، وقد عرفنا الكثير من أسرار اللعبة من خلال الدورات التأسيسية وقد استطعنا معرفة مدى مهارة اللاعب من مجرد طريقة إمساكه بالعصا، بل إننا أيضًا عملنا على أن نظهر ونبرز الشكل الجمالي والفني بين اللاعبين دون تلاحم".


"التحطيب" لعبة مُحكمة ولن تموت
وأوضح “الشافعي” أن لعبة التحطيب ليست مجرد لعبة للتسلية أو طريقة للدفاع عن النفس ولكن أيضًا تخضع لفنون التحكيم والتي يقوم فيها شيوخ اللعبة وعمدها بتحديد الفائز فهي لعبة تنظم نفسها بنفسها، حيث يقوم شيوخ اللعبة بالتحكيم، كما أن الجمهور أيضًا يعتبر محكما في اللعبة، والتي تتم وفق قوانين خاصة باللعبة من حيث طريقة إمساك اللاعب بالعصا، وكيف يدافع عن نفسه وطريق الهجوم والرجوع، وما إلى ذلك، حيث يتمتع اللاعبين بعدة سمات أهمها الصحة والقوة والأدب".


مضيفًا إلى أن لعبة التحطيب هي لعبة تمتد جذورها عبر الزمن وهي لعبة لن تموت لأنها تورث من جيل إلى جيل، ولكن الخوف ليس على لعبة التحطيب وإنما الخوف الحقيقي على بعض الألوان الفنية الشعبية التي أوشكت بالفعل على الاندثار مثل عازفي بعض الآلات الموسيقية مثل الربابة والأرغول ورواة السيرة الشعبية، والذي أصبح عددهم قليلا جدًا في الوقت الراهن، فكان لدينا رواة سيرة يحفظون الآلاف من الأبيات الشعرية مثل رواة السيرة الهلالية، والتي أصبحت شحيحة الآن، وهو ما تعمل عليه الهيئة العامة لقصور الثقافة الآن من خلال جمع التراث والموروث الثقافي، حتى نستطيع الحفاظ على هذه الآلة وأن يكون المهرجان مصاحبًا له رواة السيرة الهلالية، ويجب الالتفات إلى آلة الأرغول التي تكاد تندثر، ولهذا اقترحت مؤخرًا على عمرو بسيوني رئيس الهيئة أن يتم عمل مهرجان للربابة.
 

منهج اللعبة
كما كشف “الشافعي” أن لعبة التحطيب لها الكثير من الأسرار في طريقة ممارستها ومنها ما يطلق عليه "أبواب اللعبة" أو ما نستطيع تسميته بمنهج اللعبة، فلعبة التحطيب لها آداب وأصول يجب أن يتحلى بها اللاعب، ففي البداية أن العصا يجب الإمساك بها من طرف واحد، أما عن أبواب اللعب فكل محافظة لها طريقة في اللعب فهناك بعض المحافظات التي تعتبر "اللاعب بابا" أو كما يقال "كلك باب" بمعني أنه من المسموح الضرب في أي منطقة في جسد اللاعب، وهناك محافظات أخرى تعتبر اللاعب عبارة عن ثلاثة أبواب أي يتم الضرب في ثلاث مناطق ومنها الكتف أو أسفله ومنطقة  الفخذ والأجناب، وكل محافظة لها أصول وطريقة للعب، كما أن هناك أصولا أخرى للعبة التحطيب ومنها ما يعتبر أمرا سيئا وهي أن يتم الضرب على اليد المُمسكة بالعصا، والتي يعتبرها اللاعبون بمثابة الخسة، أو أن يتعمد اللاعب أن يقوم بتوقيع العمة التي يرتديها اللاعب على رأسه، فالعمة بالنسبة  للاعب تعبر عن هيبته وقيمته بداخل مجتمعه.

ابن الكبير 
قدم الفنان أحمد الشافعي "عرض افتتاح مهرجان التحطيب والذي يُعد أول عرض يجمع فيه بين اللاعبين وعُمد لعبة "التحطيب" الأصليين والراقصين إذا عمل على مزج الرقصات الشعبية المستلهمة من لعبة التحطيب في تابلوهات فنية راقصة جمعت بين أكثر من فرقة شعبية للرقص بعدة محافظات والتابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة  برئاسة عمرو البسيوني ومنها فرقة بني سويف، والمنيا، وملوي، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، والأقصر للفنون الشعبية، وصاحبهم بالعزف والغناء فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي، وفرقة الأقصر للآلات الشعبية.

حفل افتتاح مهرجان التحطيب أمام ساحة أبو الحجاج 


هذا المزيج الفني المبهر الذي استطاع أن يخطف قلب الجمهور سواء على مستوى التشكيل الأدائي للراقصين ومزج اللاعبين “ المحطبيبن الاصليين ” وبين كل فرقة والأخرى وهذا أمر من الصعب حيث جمع بين التلقائية والعصبية التي تمتاز بها لعبة التحطيب وبين الاستلهام من خلال الرقصات والعروض الأدائية.
وعن كيفية استطاعته في المزج بين عُمد اللعبة الأصليين والراقصين قال "الشافعي" إنه خلال السنوات التي تولى فيها إخراج المهرجان كان حريصًا على أن يتعلم الراقصون أصول لعبة التحطيب من اللاعبين أنفسهم، وهو ما تحول فيما بعد إلى عروض راقصة من خلال الخطوات وحركة العصا والتبارز بين الراقصين والذي يعتبر استلهامًا قد يتماس بشكل كبير مع اللعبة الأصلية. 
كما أن أغلب العُمد وشيوخ اللعبة يعتبرونني “ابن الكبير” ولهذا يعاملونني بشكل خاص باعتباري ابن الكبير و.

عبد الرحمن الشافعي 

مهرجان «التحطيب» يحتفى بـ فارس السير الشعبية 

«الأب الروحى» عبد الرحمن الشافعى
 

“عاشق الموروث الشعبي” هكذا يلقب الفنان الكبير والمخرج المسرحي عبدالرحمن الشافعي والذي يعتبر الأب الروحي للفنانين التلقائيين والشعبيين، والملقب بـ"فارس السيرة الشعبية" لما قدمه من مسيرة فنية متفردة في مزج التراث والموروث الثقافي الشعبي مع الأعمال المسرحية الدرامية، إذ ساهم الشافعي في مزج الدراما الشعبية مع العروض المسرحية التي قدمها منذ بداية مشواره الفني، والذي يقدر بنحو أكثر من ٥٨ عملاً مسرحيًّا.
لم يتوقف إبداع الشافعي على تقديم عروض ممزوجة بالموروث الثقافي الشعبي والحكايات والسير الشعبية، بل عمل على اكتشاف المواهب الشعبية في مختلف المحافظات والقرى والنجوع وقام بتدريبها وتوظيفها وإطلاق العنان لمواهبهم وفطرتهم التي نشأوا عليها ولهذا يدين الكثير منهم له بالفضل ويعتبرونه الأب الروحي لهم، فهو من أضاء النور وفتح الطريق لموهبتهم لتظهر للجميع، بل اصطحب العديد منهم في المحافل المحلية والدولية. 
 

الحجاوي اكتشفهم والشافعي وظفهم دراميا

فقد صاحب عبدالرحمن الشافعي الفنان زكريا الحجاوي والذي كان يقوم بالتجوال في الأقاليم والقرى والمحافظات لاكتشاف المواهب التلقائية، ولكن الشافعي هو من استطاع اكتشافهم وتوظيفهم في الأعمال الفنية ما أعطاه تفردًا لم يستطع أحد غيره استكمال تلك المسيرة، على الرغم من بداياته في المسرح العالمي، وهو ما أكد نجله أحمد الشافعي حينما قال: "إن أبي تفرد في اكتشاف المواهب الشعبية وتوظيفها داخل العروض المسرحية التي قدمها خلال مسيرته، وقد استطاع السفر ببعض لاعبي التحطيب إلى أمريكا للمشاركة بأحد المهرجانات هناك، ولهذا يعتبرونه الأب الروحي لهم، فقد ترك والدي سيرة طيبة، وفنانين شعبيين، وترك إرثا مسرحيا متفردا، غير ما قدمه في الاحتفالات المختلفة، ولم يكن أبي يبخل على أي شخص بأي معلومة، وأبرز ما تركه له أبي هو هذا المهرجان الذي يعد فريدًا من نوعه على مستوى العالم".

تكريمة شرف
وعن أن الدورة فقد حملت اسم الفنان عبدالرحمن الشافعي والذي تم تكريمه بالمهرجان وإعطائه درع الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني وجه الفنان أحمد الشافعي الشكر لوزيرة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة ولجنة التراث الثقافي غير المادي، وقال الشافعي :" اقدم الشكر لوزير الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والذي اتخذ قرارا في العام الماضي بأن تحمل دورة هذا العام اسم عبدالرحمن الشافعي وهو أمر مشرف، وهذه أول دورة تحمل اسمه، فأبي كان محبًا لهذا المهرجان وهذه اللعبة بشكل خاص، فتكريمه شرف، ومن دواعي الفخر، خاصة أن هذا التكريم يعتبر بمثابة تكريم لكل اللاعبين الذين يجتهدون لتقديم أفضل ما لديهم، فعبدالرحمن الشافعي له مكانه خاصة لديهم، لما قدمه لهم عبر السنوات، والذي تجسد في اكتشاف اللاعبين وإعطائهم الفرصة ليكونوا ضمن الفعاليات الدولية.