الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت..صدمة وائل قنديل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألم يأْنِ للذين تحولوا أن تخشع قلوبهم لهذا الوطن؟ ألم يعلم هؤلاء أن الناس تعرف وترى وتعاني وتكابد وتدفع ضريبة الفشل والترهل؟
لم تعد الصدمة في الأقلام مستغربة؛ فكثير من القامات ما زالت لا تعي قول أمل دنقل: “,”الانحناء مُر“,”؛ لذا فإن ما يخطه صديقنا المتقلّب وائل قنديل، تلميعًا وتعظيمًا لحكم الإخوان، وتحقيرًا لمعارضيهم، أمر منطقي في زمن بيعت فيه الجياد على الأرصفة، وتحوّل فيه الكُتَّاب إلى مصفقين، والمفكرون إلى طبَّالين.
ما جرى لوائل قنديل مثال واضح لمنطق توجيه الأرانب بالجزرة. الرضا السلطوي له ثمن، وإهداء الألقاب والمقاعد يحوّل الأدمغة إلى دُمى يتم تحريكها من وراء الستار.
في واقعة خطف الجنود اعتبر “,”قنديل“,” ضغط الإعلام على الرئيس نوعًا من “,”التعري الأخلاقي والسياسي الفاضح“,”، وكأن المفروض على الناس أن تصمت.
إن “,”قنديل“,” يصف الإعلام المصري الرافض لحكم وهيمنة الإخوان بأنه ذاته الإعلام الساقط الذي جعل مصر أضحوكة العالم في حرب “,”الكرة “,” مع الجزائر، ويتناسى الرجل أن هذا الإعلام هو الذي مهّد لثورة يناير بأقلام نقية شجاعة لم تُبَع مثل عبد الحليم قنديل، إبراهيم عيسى، عمار علي حسن، وبلال فضل.
يتجاهل وائل قنديل أن الكلمة كانت ممر عبور الثورة من الحلم إلى الفعل، وأنه لولا مواقف الصحفيين والإعلاميين الحرة ما جلس مرسي في مقعد الرئاسة، وما علا صوت الشاطر والعريان وأشياعهم في سماء مصر.
إنه يزعم أن معارضي مرسي “,”هرولوا إلى المخلوع حين تعرّض لاعتداء أديس أبابا عام 1996، “,”ولا أدري ما يشين مُعارضًا في أن يهنئ خصمه السياسي بنجاته من محاولة اغتيال“,”.
ويصر الرجل أن يعتبر أي حديث عن موجة جديدة من الثورة هراء، مدعيًا أن الإخوان شاركوا في الثورة، وأن ما يحدث من انتفاضات غضب تجاه المتأسلمين هو مجرد صراع سياسي على السلطة والحكم.
“,”الصمت موت.. إن التزمت الصمت ستموت، وإن تكلمت ستموت؛ إذن تكلم ومت“,”. هكذا هتف الروائي والشاعر الجزائري الطاهر جاووت قبل شهور من اغتياله على أيدي إرهابيي الجزائر.
بعده بأيام دخلت جحافل الموت منزل الشاعر الجزائري يوسف سبتي والناس نيام، وحاكموه سرًّا، وقاموا بشنقه بحبل ربطوه في سقف حجرة نومه. كان “,”سبتي“,” يدعو الناس إلى التسامح، ويحاول رسم زهرة بنفسج فوق الأسفلت الأحمر.
بموتهما آثر كثير من المثقفين والكتاب الجزائريين السلامة، فصمت من صمت، وباع من باع، وتحوّل مَن تحوّل.
في مصر يختلف المشهد، فالزمن زمن الجزرة لا العصا، وعلى مَن يقبلها أن يغمض عينيه ويرهف أذنيه ويكرر خطاب السلطة وتبريراتها.
لهؤلاء يكتب الشاعر العظيم نجيب سرور:
“,”قالوا قديمًا: لا تخف إن قلت، واصمت لا تقل إن خفت..
لكني أقول: الخوف قواد فحاذر أن تخاف..
قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد..“,”.
والله أعلم.
[email protected]