تؤثر حالة المناخ على الوضع الصحي للجميع في جميع أنحاء العالم، وقد يتسبب تغير المناخ في الإصابة بالأمراض أو الوفاة في بعض الدول التي تعاني من الجفاف أو الحرائق والعواصف، وأثبتت دراسات علمية حديثة قامت بها الأمم المتحدة أن الرجال والنساء لديهم قدرات مختلفة للتأقلم، ولكل منهما نقاط قوة وضعف لمواجهة المناخ وما يتسببه من تأثير على الإنسان.
وتظهر الأبحاث أن 3.6 مليار شخص يعيشون في مناطق شديدة التعرض لتغير المناخ. ووفقًا لهيئة الأمم المتحدة فتشير تقديرات تأثير المناخ على الصحة إلى أن التكاليف المباشرة للضرر تتراوح بين 2 إلي 4 مليارات دولار بحلول عام 2030.
تأثيرات مباشرة
وأفادت هيئة الأمم المتحدة أن تأثير تغير المناخ على الصحة يأتي في صور كثيرة تصل إلى الوفاة والأمراض نتيجة الظواهر المتطرفة فى حالة الجو مثل الحرائق والعواصف والفياضانات، أو حتى التغيرات المرتبطة بتعطل النظم الغذائية وإصابة الانسان بالأمراض والحيوانات أيضًا، واعتلال الصحة النفسية وإصابة الانسان ببعض الأمراض النفسية.
آثار نفسية
في هذا السياق أوضح الدكتور هشام رامي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، وأمين عام الجمعية المصرية للطب النفسي، أن تغيرات الفصول وحالة المناخ تؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية والحالة المزاجية للإنسان، خاصة في فصلي الشتاء والصيف، مثل الشعور بالقلق والحزن والتوتر.
وأضاف أستاذ الطب النفسي، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن نقص عدد ساعات التعرض للضوء في فصل الشتاء يتسبب باضطرابات مزاجية عادية، وقد تتسبب في معاناة أكثر لمرضى القلق العام أو الاكتئاب الاكلينيكي فتسبب انتكاسة وحدة المرض.
أسباب تغير الحالة المزاجية
وكشف أمين الجمعية المصرية للطب النفسي، أن المخ يفرز بعض المواد الكيميائية من خلال التعرض للضوء، وأن نقص التعرض للضوء في فصل الشتاء يقلل من عملية إفراز الكيميائي للمواد الصحية مما يؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب، وزيادة الأمراض والميل للإنعزال والوحدة، حتى أن معظم المصريين يتجهون إلى سماع الأغاني الحزينة.
ونصح "رامي" المصريين باستغلال الظروف المناخية لمصر وظهور الشمس بصفة مستمرة، بالتعرض للضوء خلال ساعات النهار سواء عن طريق مباشر أو غير مباشر خلف الزجاج، مما يسمح بإعادة فرز المواد الكيميائية في المخ بطريقة أكبر.
النساء أكثر عرضة
وكشف الدكتور هشام رامي، عن أن النساء هم الفئة الأكثر تعرضًأ للاضطرابات المزاجية المتعلقة بتغيرات المناخ، بسبب طبيعتها العاطفية، وحساسيتها الفطرية التي تدعم من خلالها إحساس الأمومة، ولكن في المقابل تتسبب في تقلب المزاج العام وتأثرها بتغير المناخ بشكل أكبر من الرجل.
الوقاية
وجه أستاذ الصحة النفسية المصريين بممارسة أنشطة حركية خلال فصل الشتاء، وكلما شعر الإنسان بالضيق يقوم بالحركة التي تساعد على إفراز المواد اللازمة في المخ، وأيضًا الاتجاه دائما إلى الالتقاء بالأصدقاء والأهل والصحبة الجماعية، والحديث مع الآخرين، فهي تعتبر جماعات دعم اجتماعي تقي من مشكلات تغيير الحالة المزاجية التي يسببها تغير المناخ.
هذا بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي السليم والماء بشكل وافر يوميًا، للتمتع بصحة عامة جيدة ومزاج جيد.