تواصل السلطات الأردنية في مكافحة مهربي المخدرات الذين يداهمون أراضي المملكة بالسموم، حيث أعلنت الشرطة الأردنية عن إلقاء القبض على مجموعتين مسلحتين من سوريا، كانا يقوما بتهريب الكبتاجون عبر أراضيها إلى دول الخليج العربي لاسيما السعودية، في ظل اتهامات لإيران باستخدام تجارة الكبتاجون التي تدر مليارات الدولارات سنويا لتمويل مليشياتها في المنطقة، لاسيما حزب الله.
وكشفت السلطات عن تصاعد عمليات التهريب التي أدت إلى وقوع اشتباكات عبر الحدود بين المهربين ودوريات الحدود، موضحة أن عمليات التهريب تشمل كميات كبيرة من المخدرات والصواريخ والأسلحة الآلية.
وأعلنت السلطات الأردنية طرد مجموعتين مسلحتين إلى سوريا ينشطان في هذه التجارة بعد سقوط ضحايا وجرحى في صفوف دورية الحدود الأردنية وكذلك مقتل العديد من المهربين.
ويأتي الإعلان عن هذه العملية بعد عشرة أيام فقط من إعلان الجيش الأردني إحباط عملية مماثلة تضمنت كمية كبيرة من المخدرات تضم مليون حبة كبتاجون وتسعمائة ألف طبق حشيش وأسلحة أتوماتيكية وصواريخ، وكذلك منصات صواريخ، وتم القبض على 9 أشخاص بعد اشتباك مسلح معهم.
كما أعلن الجيش مصادرة مجموعة متنوعة من الأسلحة والصواريخ وقذائف الآر بي جي وأنواع مختلفة من الألغام الأرضية، بعضها مصنوع في إيران.
وفي تقرير نشرته الإذاعة الفرنسية، أوضح أن مخدر الكبتاجون يعد أكثر المخدرات ضررًا وشعبية على مستوى العالم، وهو معروف بطبيعته الإدمانية وآثاره المدمرة على السكان. ويرتبط بمشاكل الخصوبة، وزيادة العدوان، والاضطرابات العقلية، وكلها أعراض معروفة لاستخدام الدواء.
وبينت الإذاعة في تحقيق مطول أن مخدر الكبتاجون أصبح منتشرا في العديد من دول العالم لاسيما السعودية، مؤكدا أن إيران تتحمل انتشار هذا المخدر، إذ يزعم أنها تستخدمه لإيذاء خصومها من خلال تحويل المدنيين إلى مدمنين على المخدرات، إذ تشير التقارير على سبيل المثال أن 8٪ من السعوديين مدمنين ويتعاطون هذا المخدر، مع نسبة كبيرة من الشباب.
ولفت التقرير إلى أن المنظمين الأساسيين لهذه التجارة العملاقة هم إيران ومن خلفها مقربين من النظام السوري وحزب الله، لكن كل ذلك بتوجيهات إيرانية، موضحا أن هذه الأطراف مسؤولة عن تصنيع المخدر، وتقديم تسهيلات للمهربين ومساعدتهم، الأمر الذي يقوض النمو الاقتصادي ورفاهية المدنيين في سوريا ولبنان والمناطق المتضررة.
ويشرح التقرير أن إمبراطورية مخدرات الكبتاجون تعمل مثل فيروس مدمر ينتشر حول العالم، ويجلب معه آثار ضارة بما في ذلك العدوان والفقر والجريمة، مما يدمر السكان الضعفاء والنمو الاقتصادي الطبيعي.
ورصد التقرير خطوط تهريب الكبتاجون، موضحا أن طريق تهريب الكبتاجون من لبنان وسوريا، ويمر عبر الأردن قبل أن يصل إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، تعتمد هذه الشبكة بشكل أساسي على عدة طرق رئيسية قادمة من لبنان، أحد الطرق المحددة لتهريب الكبتاجون يمر عبر المعبر الحدودي شمال البقاع، وينطلق من معامل الإنتاج الموجودة داخل البلدة نفسها.
أما طريق التهريب الثاني للكبتاجون فهو يمر عبر معبر الزمراني الحدودي بين لبنان وسوريا ومن ثم عبر القارة، أما المسار الثالث فينطلق من معامل الإنتاج التي يسيطر عليها ملك الكبتاجون محمد حسن دكو، الكائنة في الطفيل اللبنانية على الحدود مع سوريا.
تبين الإذاعة الفرنسية أن جميع شحنات الكبتاجون القادمة من هذه الطرق الثلاثة تمر جنوبًا عبر جبال القلمون، من ضواحي دمشق إلى مستودعات التغليف والتوصيل الموجودة في بلدة اللجاة جنوب غرب سوريا، ومن هناك يستمر الطريق إلى الحدود الأردنية، مرورًا بالسويداء ودرعا جنوب غربي سوريا.
يلفت التقرير إلى أن عملية تهريب المخدرات في سوريا ولبنان تعد واحدة من أكبر العمليات في العالم، حيث تدر مليارات الدولارات سنويا، وتساعد هذه الإيرادات إيران في تمويل مجموعتها المسلحة في لبنان، حزب الله.
ويرصد التقرير بعض العمليات الموثقة في تهريب هذا المخدر، ففي مارس 2021، تم القبض على مسلح وبحوزته شحنة بقيمة 94 مليون دولار، وفي يوليو 2019، تمت مصادرة شحنة في اليونان بقيمة 500 مليون دولار.
وفي نوفمبر 2019 في هونج كونج، تم اعتراض عملية تسليم بقيمة 245 مليون دولار، مخبأة داخل 84 أريكة، وفي أبريل 2020 في المملكة العربية السعودية، تم ضبط 45 مليون حبة مخبأة في أكياس الشاي، كما تمت مصادرة شحنة مكونة من 4 ملايين حبة دواء مخبأة بين صفائح الفولاذ الصناعية.
وعبرت الأردن عن مخاوفها مرارا وتكرارا من تحويلها من قبل إيران كممر لهذا المخدر، فقد أكد وزير الإعلام في الحكومة أن هناك مسلحين يحاولون استغلال الظروف المضطربة في المنطقة لإنشاء جبهة جديدة على طول الحدود الأردنية السورية.
وفي منتصف الشهر الجاري، أبلغت الأردن إيران أنها لن تتسامح مع استمرار محاولات تهريب المخدرات والأسلحة من سوريا إلى الأردن، وذلك بعد مقتل جندي أردني وإصابة الآخر.