الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

مصطفى محمود في كتابه «اسرائيل البداية والنهاية»: اقترب الوعد الحق.. مصر العقبة الكبرى أمام اليهود..إسرائيل لا تفكر في السلام أبدًا.. وغرضها أن توهن عزائم العرب

الراحل مصطفى محمود
الراحل مصطفى محمود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما زال الاحتلال الإسرائيلي يشن هجومه العنيف على الشعب الفلسطيني وعلى غزة بكل قواه فمنذ عملية طوفان الأقصى التي تمت في السابع من نوفمبر الماضي التي قامت بها المقاومة الفلسطينية التي أسفرت عن وقوع الكثير من القتلى والجرحى بين صفوف الإسرائيليين، يعاني أهل غزة من المدنيين والأطفال والشيوخ من الهجوم الغاشم من قبل العدوان الإسرائيلي.

إن الكثير من الكتب تحدثت عن العدوان الغاشم من الصهيونية على مدار التاريخ وفي الصدارة القرآن الكريم منذ آلاف السنين، الذي ذكر قرب موعدهم وهلاكهم، فكلما ازداد جُرم الصهاينة من أفعالهم في فلسطين تيقن الجميع أن النهاية قد اقتربت، في هذا التقرير نرصد ما كتبه وقاله الدكتور مصطفى محمود في كتابه «إسرائيل البداية والنهاية»، يتحدث فيه عن إسرائيل التي تتصرف وكأنها تتعامل مع أصفار، وهى تتوسع وكأنها تمرح في فراغ فهل اقترب موعدهم الحق..

من البدابة إلى النهاية

طرح  الكاتب مصطفى محمود في كتابه «إسرائيل البداية والنهاية» سؤالا هل اقترب الوعد الحق الذي ذُكر في القرآن الكريم عن نهاية إسرائيل؟ فيقول إن إسرائيل قد قفزت على الصدارة من حيث القوى السياسية المؤثرة في العالم في فترة خاطفة من اختلال الموازين، حيث انفردت أمريكا بالتحكم وأصبحت قطبا وحيدا حاكما لمصائر العالم.
بيّن الدكتور مصطفى محمود من خلال هذا الكتاب أن أمريكا أرضعت إسرائيل بالتكنولوجيا المتقدمة ودبابات الليزر وصواريخ الباتريوت وطائرات الفانتوم ومقاتلات الشبح وأطنان اليورانيوم المخصب، الذي صنعت منه إسرائيل قنابلها الذرية بإرشاد وإشراف أمريكي وحماية أمريكية من أصوات الاحتجاج والاستنكار التي تعالت من كل مكان، وقد ساهم ضعف العرب وانقسامهم وتشرذمهم في عملقة ذلك القزم وصياحه وصراخه وانتقاضته وكأنه شمشون وهو في حقيقته أهون شأنا مما يبدو بكثير، فالبعض في إسرائيل يدر عجزه عن المواجهة رجلا لرجل، ولكن الغوغاء منهم يتصورون أنهم حكموا العالم، وأنهم يقودون التاريخ وأنهم عاصفة لا تقهر، وأنهم المختارون حقا وصدقا من الله للسيادة على الجنس البشري، وهي عنصرية لا تختلف عن العنصرية النازية والعنجهية الفاشية، وهذا الصلف الأعمى هو الذي سيورد إسرائيل حتفها.
يقول الدكتور مصطفى محمود إن إسرائيل لا تفرق بين حربها وحيدة وبين حرب العالم كله معها، فالعالم في نظرها يكون خادما لأهدافها، ولهذا تُخطط الصهيونية لإيقاع العالم في حرب شاملة وفتنة اسمها «هرمجدون»، وهي مقتلة أسطورية وصليبية يحارب فيها العالم المسلمين حرب فناء وتسيل فيها دماء المسلمين أنهارًا لا تتوقف حتى ينزل المسيح من السماء، لكن اليهود يعتقدون أن ما جاء في الماضي لم يكن مسيحيا، إنما المسيح الحق هو الذي سوف يأتي لنصرتهم وليضعهم في آخر الزمان على رأس جميع الأمم، فبخبثهم أدخلوا هذه الأسطورة في التراث المسيحي الأمريكي، وبشكل محدد في وجدان بعض الفرق الإنجيلية، فأصبحت تؤمن بها إيمانا أعمى، وكأن رونالد ريجان يردد حكاية «هرمجدون»، ويؤمن بها ومثله الآخرون.

أكاذيب مستمرة 
يوضح الدكتور مصطفى محمود أن الصهاينة يهرولون إلى أهدافهم لسبب آخر هو أن احتمالات المستقبل غير مضمونة، وأن الأكاذيب عمرها قصير، والمخبوء لا يلبث أن ينفضح، ولأن أمريكا لا تلبث طويلا إلى القمة، وقد أقام اليهود من قبل دولا أكبر والنهاية مثل سابقاتها، وعلى الرغم من اليهود قوم محظوظون، ذكر الله أنه اختارهم وفضلهم واختصهم بالكثير من النعم والخيرات وأرسل إليهم أكبر عدد من أنبيائه، وعلى رأسهم موسى الكليم صاحب العزم الشديد، وكان يجب أن يطيبوا نفسا بهذه الخصوصية ويسعدوا بهذا التكريم، ولكن ما حدث كان على العكس فقد ازدادوا كبرا وتعاليا، فبعد أن شق الله لهم البحر وأغرق لهم فرعون وجنوده وخلصهم من أعدائهم وفتح لهم باب الهجرة إلى أرض السمن والعسل، وما لبثوا أن شقوا عصا الطاعة على نبيهم وعبدوا العجل وعصوا ربهم ونقضوا العهد الذي عاهدهم عليه، وكلما عاهدوا ربهم شيء نقضوه، وفسقوا وعصوا وازدادوا كبرا وأضلهم الله في التيه أربعين سنة ولعنهم وكتب عليهم الذلة والمسكنة وشتتهم وقطّعهم في الأرض أمما وذكر القرآن أنه يجمعهم في آخر الزمان أشتاتا من جميع أقطار الأرض للعقاب وليس للحفاوة فيقول الله في سورة الإسراء فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا أي يدمروا ما علوا تتبيرا، فهذا هو دخول القدس وتدمير ما أنشأ اليهود فيها وما عمروا، والقصة وردت بنفس المعنى وبصياغات مختلفة في التوراة وفي الانجيل وفي رؤى القديسين، وهو تراث ديني قديم، وأحبار اليهود الذين درسوا التوراة ويعلمون بواطنها يؤمنون بهذا الكلام، هناك حزب ديني من أحزاب الأقليات في إسرائيل يرفض تماما فكرة إسرائيل الكبرى ويرى أنها انتحار جماعي للأمة اليهودية.
يشير الدكتور مصطفى محمود إلى نفطة هامة هي أن النظرة العامة لليهود ترى أنهم شعب عني بالمواهب، فالنابغون من اليهود في كل فروع الفن والمعرفة والعلوم كثيرون، فنحن لسنا ضد اليهودية ولا اليهود إنما نحن ضد الصهيونية كحركة سياسية عدوانية تُخطط للهيمنة والسيادة وتضمر الحقد لكل ما هو مصري وعربي وإسلامي وتحمل لنا آثارا لا دخل لنا فيها، وهذا ما نشاهده على مدار السنوات بل على مدار التاريخ من التآمر والتخريب والقتل طوال هذه الألوف المؤلفة من السنين دون أن يُطفئ سيال هذا الدم ذلك الغل، فقد طردوا شعبا ونهبوا أرضه وأستوطنوا مدنه وقراه وقتلوا شيوخه وأطفاله، ولم يكفهم كل ما فعلوا، فماذا يردون؟ هل أن يحوزوا الدنيا؟؟ فهم يحوزونها بالفعل بأموالهم وكل ما اوتوا من قوة فما الداعي للقتل؟؟ 
يقول الدكتور مصطفى محمود إن السبب الوحيد الذي يشجع أي طرف على الدخول معك في حرب هو الذي يغري خصمك على أن يحاربك هو أن يشعر أنه هو الأقوى وأنه يتفوق عليك في أسلحته ومعداته وأنه يسبقك في العلم وأنه مسنود ومؤيد بحلفاء أقوياء أشداء سوف ينصرونه ويؤيدونه ظالما ومظلوما وأن هزيمتك سوف تحقق له مصلحة عظمى وأن مغامراته ستكون كلها مكسبا، فإسرائيل تشعر بكل هذا وتتصرف بهذا اليقين وهي تسوس قضيتها وقد امتلأت إحساسا بأن أمريكا معها وأوروبا في صفها والرأي العام يناصرها، والصحف تكتب لصالحها والإذاعات تهتف لها والعالم كله يعطف على قضيتها، وأن مصر هي العدو التاريخي والعقبة الدائمة في طريق ميلاد إسرائيل الكبرى وهي لا ترى في الدول العربية إلا دولا بدائية أكثرها متخلف أو ضعيف وترى في نفسها هي الحارسة المؤكلة من دول الغرب للحفاظ على البترول وكنوز الطاقة التي تجلس على تلها، وقد أعطاها هذا الموكل الرخصة في الانفراد بالترسانة النووية والكيميائية وبالصوت العالي في المنطقة وبالحماية الدائمة بالفيتو، وبالاقتصاد الساحق المتفوق، فإسرائيل لا تفكر في أي سلام أبدا وإنما غرضها أن توهن عزائم العرب وتميت قلوبهم وتعمي عيونهم عن الكارثة التي تحدث في فلسطين فهي تتشدق بالسلام وتعد للحرب وتستكثر من السلاح  وتكدس من العتاد الحربي كل يوم وكأنها مقبلة على غزو في ظرف ساعات فأولى بنا آلا نخدع أنفسنا وأن نواجه الواقع بكل احتمالاته والاعتماد على نصرة أمريكا اعتماد على سراب خادع فالنصرة الأمريكية تأتي دائما للطرف الآخر والفيتو يأتي في صالح المعتدي وليس في صالح الضحية.