رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ضغوط سياسية وانتقادات مستمرة.. «التايمز»: هل حان الوقت لاستبدال نتنياهو؟

نتنياهو
نتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تُظهر التطورات الحالية في حرب إسرائيل على قطاع غزة؛ تزايد الضغوط والانتقادات التي يواجهها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وينتقد الشارع الإسرائيلي إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب دون وجود استراتيجية محددة تقلل من الخسائر في صفوف الجيش، ويشار إلى أن نتنياهو يواجه تحديات كبيرة سواء على الصعيدين السياسي والعسكري.

ومن الناحية السياسية، يشار إلى أن نتنياهو لم يعد يمتلك أسبابًا كافية للبقاء في السلطة إلا بوجود حرب دائرة بالفعل، بالإضافة إلى بعض المرتبطين به من خلال صفقات لتبادل الدعم، وعلى رأسهم اليميني المتطرف بن جفير الذي يزيد بتطرفه من سوء موقف نتنياهو، ومع تراجع شعبيته، يظهر القلق بشأن فقدان الدعم الغربي واهتزاز العلاقة مع الإدارة الأمريكية.

أما من الناحية العسكرية، فلم يحقق جيش الاحتلال أيًا من أهداف نتنياهو المعلنة في حربه على الفصائل الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها استعادة المحتجزين الإسرائيليين من داخل القطاع. ومع فقدان الدعم الغربي واهتزاز دعائم العلاقة مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن، بدأ الحديث الآن في البيت الأبيض عن تخفيف شدة الحرب على غزة، في الوقت الذي شهد إرسال نتنياهو وزيرة الشؤون الاستراتيجية إلى واشنطن لبحث تسريع إرسال الذخائر إلى إسرائيل.

تساءل تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، عن إمكانية استبدال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفعل تراجع شعبيته، وفقدانه لثقة غالبية مواطني إسرائيل من العامة وحتى المسئولين السياسيين والأمنيّين.

وتطرق التقرير إلى أن معظم الإسرائيليين يحمّلون نتنياهو المسئولية عن أحداث السابع من أكتوبر، بسبب استراتيجيته في التعامل مع حركة حماس، والمتمثلة في السماح لها بحكم غزة طيلة هذه السنوات.

وكشف تقرير التايمز، أن نتنياهو يمر بمأزق سياسي؛ إذ تراجعت شعبيته، وتخلّت عنه قطاعات كبيرة من قاعدته القومية، على الأقل في استطلاعات الرأي. ولكن الإسرائيليين، الذين ما زالوا يعانون من الصدمة بعد أحداث السابع من أكتوبر المدمرة، ما زالوا أيضًا يؤيدون الحرب ضد حماس، وخاصة اليمينيين الذين يحتاج نتنياهو إلى استعادتهم.

وأفاد استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في منتصف شهر ديسمبر الحالي، بأنه رغم أن 66% من الإسرائيليين يعتقدون أن قوات الدفاع الإسرائيلية قادرة على تدمير قدرات حماس العسكرية في غزة، فإن أكثر من ذلك، 69 %، قالوا إنهم يريدون إجراء الانتخابات بمجرد انتهاء الحرب.

وقال 39% فقط من الذين صوّتوا لصالح حزب الليكود بزعامة نتنياهو إنهم سيفعلون ذلك مرة أخرى.

وفي استطلاع آخر أجرته جامعة بار إيلان، قال 24% فقط من الإسرائيليين إنهم يعتقدون أن نتنياهو هو المصدر الأكثر موثوقية للأخبار المتعلّقة بالحرب. وقال 73% إن المتحدث العسكري الرسمي هو مصدرهم الأكثر ثقة.

ورغم أن الكثيرين خارج إسرائيل يعتبرونه داعية للحرب، فإن نتنياهو لم يكن مرتاحًا قط لخوض حروب واسعة النطاق يحتاج فيها إلى وضع مصير إسرائيل، ومستقبله السياسي، في أيدي الجيش الإسرائيلي.

فقد شكّلت "شخصية نتنياهو" تجاربه المبكرة في جماعة سرية صغيرة، وخلال السنوات الـ16 التي قضاها رئيسًا للوزراء، كان يكره إرسال فرق الجيش الإسرائيلي الكبيرة إلى المعركة.

وأضاف تقرير صحيفة التايمز، أن انزعاج نتنياهو من الجيش الإسرائيلي له جذور سياسية أيضًا. وهو مقتنع بأن معظم الجنرالات ينتمون إلى "النخب اليسارية" التي تعارضه وتزدريه - ورغم أنهم قد لا يكونون يساريين بشكل كبير، فإن أكثر من سبعة منهم عارضوه، وأهمهم "غانتس" أشرس منافسيه.

وخلص التقرير إلى أن معظم الإسرائيليين يرون أن نتنياهو هو المذنب في أحداث السابع من أكتوبر بسبب استراتيجيته المتمثلة في السماح لحماس بالبقاء مسئولة عن غزة لسنوات عديدة؛ ما جعلهم لا يثقون به ليقودهم في الحرب التي تشنّها إسرائيل.