شهدت جزيرة “ايسلندا” بداية الشهر الجاري ثوران بركان عرف بـ"الوحش" بعد أن ظل لأكثر من 800 سنة في حالة من السكون، وتقع أيسلندا في منطقة القطب الشمالي في شمال أوروبا، هي ثاني أكبر جزيرة في أوروبا بعد بريطانيا العظمى، ومن حيث الحجم، أيسلندا أكبر قليلًا من المجر أو كوريا الجنوبية، وتأسست على يد الفايكنج وكان الناس من النرويج والدنمارك والسويد أول من استقر في أيسلندا منذ عام 870.
كما انتقل الكلت (معظمهم من الشعب الاسكتلندي والأيرلندي) وكذلك الفايكنج الذين استقروا بالفعل في الجزر البريطانية إلى أيسلندا أيضًا في القرن التاسع والعاشر، تعرف بجمهورية أيسلندا وتلقب بـ "أرض النار والجليد"، ومساحتها 103 ألف كم²، وعدد السكان 357 ألف نسمة، والعاصمة ريكيافيك وتعني "الخليج المدخن"، ونظام الحكم جمهوري ديمقراطي، واللغة الرسمية فيها هي الأيسلندية، الإنجليزية.
واستقلت في 1 ديسمبر 1918 عن الدنمارك، وأيسلندا مغطاة بالجليد والبراكين والأنهار الجليدية وينابيع المياه الحارة وتغطي الأنهار الجليدية حوالي 11% من مساحة البلاد، والأيسلندية هي لغة شمالية تشبه اللغة النرويجية القديمة التي تم التحدث بها منذ أكثر من 1000 عام، وتحتوي اللغة الأيسلندية على أبجدية مكونة من 32 حرفًا، وفاتناجوكول هو أكبر نهر جليدي في أيسلندا.
ووفقا لمكتب الارصاد في ايسلندا، كانت قد شهدت الجزيرة الشهر الماضي عدد من الزلازل الاي تسببت بعد اسابيع من حدوثها في ثوران بركان في جنوب غرب ايسلندا واستمر لعدة ايام في تدفق الحمم ليلا عقب أسابيع من النشاط الزلزالي جنوب غرب العاصمة ريكيافيك، وتصاعد الحمام من بركان شبه جزيرة ريكيانيس على بعد 3 كلم عن غرايندافيك غرب آيسلندا في 18 ديسمبر 2023، وأظهر بث مباشر لثوران البركان تصاعد حمم متوهجة من الأرض تحيط بها سحب من الدخان الأحمر.
ومنذ أسابيع قبل حدوثه كانت ايسلندا تتوقع ثورانا بركانيا في شبه الجزيرة الواقعة جنوب غرب العاصمة بعد نشاط زلزالي شديد، دفع السلطات إلى إجلاء آلاف الأشخاص وإغلاق منتجع بلو لاغون الحراري الأرضي المعروف بمياهه الفيروزية، وقدرت هيئة الأرصاد أن يكون البركان قد أحدث صدعا بطول نحو أربعة كيلومترات يبعد طرفه الجنوبي ثلاثة كيلومترات فقط عن بلدة غريندافيك المعروفة بصيد الأسماك، وتم إجلاء سكان قرية غريندافيك الخلابة البالغ عدد سكانها 4000 نسمة، بعدما أفاد علماء بحركة للصهارة تحتهم.
وفي ايسلندا 33 بركانًا نشطًا، وهو أعلى عدد على الإطلاق في أوروبا، وطوال ثمانية قرون ظلت شبه جزيرة ريكيانيس الواقعة جنوب ريكيافيك بمنأى عن أي ثوران بركاني، لكن هذا السبات العميق انتهى في مارس 2021، وكرس ذلك الثوران البركاني الأول استئناف النشاط البركاني في شبه الجزيرة، إذ ما لبث أن حصل ثوران ثان في أغسطس 2022 وثالث في يوليو 2023، ويقول علماء البراكين إن ذلك قد يكون بداية لحقبة جديدة من النشاط الزلزالي في المنطقة.
وظل هذا البركان خامدا طوال 800 عام، تستعد أيسلندا لثوران بركاني ثالث وشيك في شبه جزيرة ريكيانيس، في الركن الجنوبي الغربي من الجزيرة.
والصهارة عبارة عن خليط من الصخور المنصهرة وشبه المنصهرة الموجودة تحت سطح الأرض والتي يمكن أن تسبب ثورانًا عندما تجد طريقها إلى السطح، وتصبح حممًا بركانية.في 11 نوفمبر، أظهرت بيانات مكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي (IMO) وجود "نفق الصهارة" على بعد حوالي 15 كيلومترا من ساندنوك في الشمال وصولًا إلى جريندافيك.
ويقول الخبراء إن ثورانًا يمكن أن يحدث في أي مكان على طول هذا النفق، المعروف أيضًا باسم السد.واستعدادا لهذه الكارثة، أجلت السلطات المختصة الأسبوع الماضي نحو 4 آلاف من سكان بلدة جريندافيك، التي تضم ميناء للصيد على بعد نحو 40 كيلومترا من العاصمة، بعد أن تسببت حمم بركانية تحت القشرة الأرضية بحدوث هزات زلزالية صغيرة وعديدة في المنطقة.شبه جزيرة ريكيانيس شهدت 3 ثورانات بركانية منذ عام 2021، بعد أن ظلت خامدة لمدة 800 عام.
وتضم أيسلندا 33 بركانا نشطا، وهو الرقم الأعلى في أوروبا.كان آخر ثوران في شبه جزيرة ريكيانيس في الفترة من 10 يوليو إلى 5 أغسطس 2023. وبدأ عندما انفتح صدع يبلغ طوله 900 متر في الأرض، يُعرف باسم الشق. أثناء الثوران، تدفقت الحمم البركانية الساخنة من الأرض.وسبقه ثوران في مارس 2021. وبعد سلسلة من الزلازل، انفتحت الشقوق وبدأت الحمم البركانية تملأ وادي جيلدينجادالير. واستمر التدفق لمدة 6 أشهر القادمة.