كتبت- أميمة الإتربي
تقدم جامعة المنصورة العديد من الأبحاث العلمية التي تخدم رؤية مصر 2030 والتنمية المستدامة وتعد كلية الزراعة من أبرز الكليات التي ساهمت في تلك الملفات، وجاء ذلك تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة، والدكتور محمد شطا،عميد كلية الزارعة جامعة المنصورة، التقت «البوابة نيوز» الدكتور «ياسر شبانة» مدير وحدة الميكروسكوب الإلكتروني بجامعة المنصورة ووكيل كلية الزراعة للدراسات العليا والبحوث الأسبق ومستشار علمى للهيئة الدولية للعلوم بالسويد – لتلقي الضوء علي مشروعاته العلمية.
ا
حول ابتكاره أول مبيد حيوى لمكافحة هالوك الفول والبقوليات لإنقاذ محصول الفول البلدى كمصدر بديل للبروتين الحيوانى لمحدودى الدخل، قال «شبانة» إن "هالوك الفول" سمي نسبة إلي أنه يهلك محصول الفول أو يدمره، وتابع أنه يتواجد في محاصيل بقولية أخرى، تابع أن الهالوك يتطفل علي جذور الفول ليمتص منها الماء وكل احتياجاته الغذائية للنمو والتكاثر.
وأشار إلي أن الشمراخ الواحد من الهالوك ينتج من ربع إلي نصف مليون بذرة هالوك وتظل 20 عاما قابلة للإنبات، ولا تنبت إلا إذا زرع عائلها (الفول أو أى محصول بقولى)، وكشف أنه في حالة ظهور الهالوك في أرض فإنه يعيق زراعة الفول أو المحاصيل البقولية بها لمدة عشرين عاما"، ما قد أدي إلى تراجع زراعة الفول في مصر، وأصبحت مصر الدولة الأولي في العالم في استيراد الفول حيث تستورد مصر أكثر 70 بالمئة من استهلاكها من الفول سنويا.
وكشف أن المبيد الحيوي عبارة عن حبيبات تحتوى علي جراثيم فطر معين متخصص على الهالوك فقط، ويهاجم بذور الهالوك فتفشل في الإنبات.
و أضاف أنه لا توجد فى الأسواق سواء المحلية أو الدولية حتى الآن مبيدات حيوية لمكافحة الهالوك، وعليه فإن هذا المبيد الحيوى المبتكر يعد سبقا للتعامل مع هذه المشكلة الملحة والتى تسبب خسائر اقتصادية باهظة، بتقديم تكنولوجيا رخيصة وآمنة لمكافحة حشيشة الهالوك التى تنتشـر فى بقاع كثيرة من العالم.
وحصد شبانة جائزة مصر للتميز الحكومي فى مجال الابتكار والإبداع المؤسسي ضمن المراكز العشر الأوائل فى دورتها الثانية عام 2020.
الابتكار الثاني
وعن توصله لإنتاج مبيد حيوى لمكافحة ورد النيل باستخدام تكنولوجيا المستحلبات المعكوسة .. قال ورد النيل يعد أخطر الحشائش المائية على وجه الأرض حيث يؤدى انتشار ورد النيل فى المجارى المائية إلى مخاطر جمة وآثار ضارة على عمليات الرى والصرف، والثروة السمكية والمقننات المائية وتلوث البيئة والأبنية المائية ومحطات الطاقة الكهربائية وغيرها، هذا بالإضافة إلى تأثيره الضار على صحة الإنسان من خلال حمايته ليرقات البعوض مما يشجع تكاثره وتعرض الإنسان للإصابة بالملاريا فضلا عن إيوائه لقواقع البلهارسيا والثعابين السامة ويسبب التلوث.
وأشار إلي أن انتشاره فى المجارى المائية بمصر يؤدي إلى فقد أكثر من 3 مليارات متر مكعب من المياه سنويا والتى تكفى لرى أكثر من 180 ألف فدان، وتابع أنه يزيد من خطورة هذا النبات أنه يتكاثر بمعدل سريع جدا حيث تضاعف النباتات أعدادها، وقد وجد أن نبات واحد من ورد النيل يمكنه أن يغطى مساحة 3.5 فدان من المسطح المائى بعد حوالى 10 شهور تحت الظروف المصرية.
وكشف الدكتور"شبانة" أنه سعي وراء حل مشكلة ورد النيل فى مصر باستخدام الطرق البيولوجية الآمنة، حيث قام بعزل الفطر ألترناريا أيكورنيا من ورد النيل المصاب فى الطبيعة بمحافظة الدقهلية، وتابع أن هذا الفطر شديد القدرة المرضية على ورد النيل كما تم دراسة المدى العوائلى له على 97 صنف نباتى من المحاصيل الاقتصادية الهامة المنزرعة فى مصر وثبت تخصصه على ورد النيل فقط وعدم إصابته لأى من المحاصيل الاقتصادية المختبرة.
وأضاف، أنه بالرغم من أن هذا الفطر ذو كفاءة عالية فى إصابة ورد النيل خاصة عند صياغته كمبيد حيوى فى عدد من المواد الغروية المحبة للماء إلا أنه كانت هناك عقبة أمام إمكانية تطبيقه على مستوى الحقل المفتوح وهى أنه يحتاج إلى فترة طويلة من الندى على سطح النبات، وتابع انه بالفعل فقد تم التغلب على هذه العقبة عن طريق صياغة هذا الفطر فى المستحلبات المعكوسة،حيث إنه فى هذه المستحلبات تكون جراثيم الفطر المعلقة فى الماء محاطة بغشاء من الزيت تمنع إلى حد كبير من فقد الماء بالبخر من المبيد الحيوى وبالتالى تقلل من احتياج الفطر إلى فترات ندى طويلة يحتاجها لإنبات جراثيمه وإحداث الإصابة.
يشار إلي أن ياسر شبانة ابتكر أول مبيد حيوى لمكافحة هالوك الفول لإنقاذ محصول الفول البلدى وحصد جائزة مصر للتميز الحكومي للابتكار والإبداع المؤسسي ضمن أفضل عشر ابتكارات لعام 2020 كما ابتكر مبيدا حيويا آخر للقضاء علي ورد النيل والذى حصل على أحسن بحث تطبيقي فى أسبوع القاهرة للمياه 2029 وسلمه الجائزة وزير الرى والموارد المائية.
