قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والأمنية والاقتصادية، أن الضربة الجوية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع عسكرية في وسط العراق فجر اليوم تشكل خطرا على سلامة وعلاقة العراق بالولايات المتحدة، وتأتي ردا على تهديد سلامة وأمن معسكرات القوات الأمريكية وجنودها في العراق، مشددًا على أن التصعيد الأخير الفترة الماضية واستهداف قوى مسلحة عراقية لمواقع ومصالح امريكية، هي محاولة من تلك الفصائل الى أن تجر العراق لصراع إقليمي ليس من مصلحته الدخول فيه ، هذه وان هذه القوى المسلحة الموالية لإيران تحاول أن تجر العراق إلى أبعد من ذلك وهو تهديد كامل للدولة العراقية، ومحاولة الى احراج حكومة السيد محمد شياع السوداني .
وأوضح "العزاوي"، خلال حواره مع قناة " العربية الحدث "، أن بعد قراءة المشهد اتضح أن قرار الهجوم الأمريكي اتخذ في أقل من نصف ساعة ومن مكتب الرئيس " بايدن شخصيا " ودون الرجوع للحكومة العراق، وأن هذه الهجمات تهدد سلامة العلاقة بين حكومة السوداني وأمريكا.
وشدد العزاوي "أن كل قوات أمريكا في المنطقة بدأت تتحرك لمواجهة أي هجوم من اي فصيل يحاول المشاركة في حرب غزة، كما أن محمد شياع السوداني رئيس الحكومة العراقية منذ توليه السلطة وحتى الآن يحاول إنهاء تواجد القوات الأمريكية في العراق، على أساس رفع قدرات العراق ودعم إمكانيات القوات الامنية العراقية التي نجحت في تحجيم دور داعش في المنطقة، معقبًا :"ما عاد من الضروري أن يحتاج العراق للتواجد الأمريكي، عسكريا لكننا بحاجة الى خبرات المستشارين لدعم جهود القوات الامنية العراقية ".
وأضاف أن وجود القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد وحرير الجوية هو لمساعدة العراق كما ان لهذا التواجد يساعد البلد على إعادة بناء قواته، فالعراق يعاني من تدخلات عديدة ومخاطر إيرانية وتركية، منوهًا بأن دور الولايات المتحدة في العراق مهم وليس لمصالح أمريكا ولكن لمصلحة العراقيين على الأقل في السنوات الخمسة المقبلة حتى يستطيع العراق استعادة إمكانياته وقدراته في مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية، على أن الميلشيات المسلحة في العراق هي إحدى العقبات في علاقة حكومة العراق والولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا أن هذه الميليشيات لم تعد تمثل خطر على أمريكا ولكن تمثل خطر على المجتمع العراقي، معقبًا: "الضحايا اليوم من المدنيين ليس له ذنب" ولم تحقق ضربات تلك المليشيات اي نتيجة حتى الان" .
ونوه " العزاوي " بأن محمد شياع السوداني يفهم هذه التركيبة جيدًا من علاقات مع الميلشيا وواشنطن ايضًا، موضحًا أن السوداني يعمل على ترسيخ مصلحة العراق وهي أكبر من مصلحة الأحزاب، والعلاقة الجيدة للسوداني مع أمريكا يجب أن تستخدم لمصلحة العراق وليس لقوى سياسية وهو ما يسعى لها "السوداني"، وهو يواجه سعي من جهات خارجة عن القانون الى ابعاد العراق عن لعب دورها الإقليمي، وأن هناك من يعمل على هدم مفاصل العراق، وهذا ما يواجه رئيس الوزراء بحزم .