أظهر علماء أمريكيون، أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بشكل فعال بالسلوكيات العدوانية الوشيكة لدى الشباب مرضى التوحد، وذلك في دراسة رائدة بمجال الذكاء الاصطناعي أجريت في كلية الطب جامعة بوسطن الأمريكية، ونشرت نتائجها في عدد ديسمبر من مجلة "جاما" الطبية، ووصفت بخطوة مهمة إلى الأمام على طريق فهم وإدارة السلوكيات الصعبة المرتبطة بالتوحد.
وأجرى الباحثون دراسة تنبؤية غير تقليدية من مارس 2019 إلى مارس 2020، شملت 70 مريضًا داخليًا نفسيًا يعانون من تشخيص مرض التوحد المؤكد، وأظهر المشاركون في الدراسة من أربعة مستشفيات للمرضى الداخليين في مجال الرعاية الصحية الأولية سلوكا ضارا بالنفس، أو خلل في تنظيم المشاعر، أو عدوان تجاه الآخرين.
وخلال فترة الدراسة، أجرى الباحثون 429 جلسة ترميز قائمة على الملاحظة بلغت 497 ساعة وثقوا فيها 6،665 سلوكًا عدوانيًا، مصنفة على أنها إيذاء النفس (59.8%) وعدم انتظام العاطفة (31.0%)، والعدوان تجاه الآخرين (9.3%)، ويقترح العلماء، أن هذه النتائج يمكن أن تمهد الطريق لتطوير أنظمة صحية متنقلة توفر تدخلات تكيفية في الوقت المناسب، كما ستوفر هذه التكنولوجيا إمكانيات جديدة للتدخل الوقائي مع التركيز على الحد من عدم القدرة على التنبؤ بالسلوك العدواني لدى الشباب المصابين بالتوحد.
ومن خلال تعزيز القدرة على التنبؤ وإدارة هذه السلوكيات فإن البحث لديه القدرة على تحسين نوعية الحياة بشكل كبير للشباب المرضى الداخليين المصابين بـ التوحد، مما يسمح لهم بالمشاركة بشكل كامل في منازلهم ومدارسهم ومجتمعاتهم حيث تمثل هذه الدراسة بحسب الباحثين تقدما واعدا في مجال أبحاث التوحد واستراتيجيات التدخل.