الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الجارديان: الأزمة الاقتصادية تغير عادات الشعب النيجيري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعاني الشعب النيجيري من أزمات اقتصادية جراء ارتفاع الأسعار إلى جانب انعدام الأمن في بعض المناطق وهي أمور تنعكس مباشرة على الحياة اليومية في أكبر بلد أفريقي من حيث تعداد السكان.


وفي هذا السياق، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا حول أحوال الشعب النيجيري خلال أعياد الميلاد، وأوردت قصة الشاب إيمانويل إيجيه الذي يمتلك محل حلاقة يقع في حديقة بمنطقة ميتاما، وهي منطقة راقية في العاصمة النيجيرية أبوجا، آخر مرة سافر فيها إلى مسقط رأسه في ولاية بينو على بعد أكثر من ٢٠٠ ميل لرؤية والدته المسنة كانت قبل ثماني سنوات.


ويقول الشاب إيجيه عن أعماله وشئونه المالية الشخصية: "منذ ذلك الحين، أصبحت الأمور تسوء باستمرار، بدلًا من إنفاق الكثير من المال على النقل إلى منطقة بينو والعودة إلى أبوجا، من الأفضل إرسال جزء من هذا المال إلى والدتي،  هذا لا يعوض عن رؤيتها، ولكن ما هو الخيار الآخر الذي لدي؟.


وسيبلغ إيجيه ٢٩ عامًا في يناير المقبل، ولكن آخر مرة رأى فيها والدته، كان عمره ٢٠ عامًا وهو ينتمي إلى جيل من الشباب النيجيريين الذين أجبروا على كسر التقاليد القديمة المتمثلة في العودة إلى عائلاتهم في عيد الميلاد.


وتقول "الجارديان" في تقريرها المنشور في ٢١ ديسمبر الجاري إن الأزمة الاقتصادية في نيجيريا وتزايد انعدام الأمن على الطرق أدت إلى زيادة صعوبة السفر لأي مسافة ومع وصول معدل التضخم المستمر إلى أعلى مستوى له منذ ١٧ عامًا بنسبة ٢٥.٨٪ في أغسطس الماضي، فإن الشباب الذين ذهبوا للبحث عن وظائف في المراكز الحضرية في نيجيريا، بعيدًا عن أسرهم، يواجهون صعوبة بالغة في الموازنة بين الأجور المنخفضة وارتفاع تكاليف المعيشة.


وأضافت الصحيفة البريطانية أن أكثر من ١٣٣ مليونًا من سكان نيجيريا البالغ عددهم ٢٢٥ مليون نسمة ــ ٧٠٪ منهم تحت سن الثلاثين ــ يعيشون في فقر، وبالنسبة لمعظم النيجيريين، تعد العودة السنوية إلى مدينتهم أو قريتهم تقليدًا مهمًا لعيد الميلاد.


وتجعل هذه الهجرة الموسمية من عيد الميلاد إحدى المناسبات القليلة التي تجتمع فيها العائلات في العديد من المجتمعات ويتم استغلال العطلة كفرصة لعقد جميع اللقاءات التي فاتتهم على مدار العام، مما يجعل موسم الأعياد بالفعل أكثر متعة.


ولتبيان الارتفاع الرهيب في الأسعار أشارت الصحيفة إلى أنه في عام ٢٠١٨، كلفت إيجيه أقل من ٦٠٠٠ نيرة للقيام بالرحلة البرية من أبوجا إلى ولاية بينو والعودة واليوم، ستكلفه نفس الرحلة ٢٨ ألف نيرة (٢٨ جنيهًا إسترلينيًا).


ونوه الشاب النيجيري إلى أن "هذا لا يشمل النفقات الإضافية الناجمة عن التواجد حول أفراد الأسرة الذين لم ترهم منذ فترة طويلة، سوف تحتاج إلى الحصول على الهدايا لهم وإنفاقها بطريقة أخرى. 


ومن أبوجا إلى لاجوس، حيث الأمور ليست أفضل بكثير بالنسبة لبريشوس أوليسيكوو، مصممة المنتجات البالغة من العمر ٢٦ عامًا والطفلة الوحيدة التي تقول: "لم أر والديّ منذ ثلاث سنوات، أنا أفتقدهم مضيفة "لقد أثارت والدتي الموضوع، لكن سعر تذاكر الطيران كان باهظًا للغاية،  أعلم أنها تفتقدني، لكن الشيء المنطقي هو البقاء في لاجوس لأن الطرق ليست آمنة".


وأوضحت اوليسيكوو "لا أهتم كثيرًا بالانضمام إلى والدي للقيام بالرحلة السنوية إلى ولاية الدلتا، ولايتنا الأصلية وتقول عن مدينتهم الواقعة في ولاية ريفرز، على بعد ٤٠٠ ميل (٦٤٠ كيلومترًا) في جنوب شرق نيجيريا: "لكنني كنت أحب أن أزورهم في بورت هاركورت، حيث يعيشون وحيث نشأت أيضًا".


ولفت الجارديان إلى أن أوليسيكوو ووالداها كسروا بالفعل إحدى الدعائم الأساسية للتقاليد، وذلك بعدم العودة إلى ولاية الدلتا  وذلك بسبب كراهية النساء التي تواجهها الأسرة الصغيرة لعدم وجود طفل ذكر، الآن تريد فقط أن تكون مع والديها في عيد الميلاد لكن ذلك لا يزال بعيد المنال.


وحينما انتقلت إلى لاجوس في عام ٢٠٢١، كانت رحلة الطيران ذهابًا وإيابًا من بورت هاركورت إلى لاجوس تبلغ ١٩٥٠٠ نيرة بينما اليوم، تكلف أرخص رحلة ذهابًا وإيابًا من بورت هاركورت إلى لاجوس ١٥١،٦٠٠ نايرا، في حين تتراوح تكلفة الرحلة ذهابًا وإيابًا بين ٢٤٥،٠٠٠ ومليون نايرا.