هناك عدد من الحيوانات في العالم يطلق عليها الحيوانات غير ذاتية التغذي إجباريًا، وتعتبر الحيوانات كائنات غيرية التغذية، ما يعني أنها لا تستطيع إنتاج غذائها بنفسها، وتعتمد على المركبات العضوية من الكائنات الأخرى في النمو، وتعرف على أنها حيوانات تعتمد على استهلاك كائنات حية أخرى من أجل استمرار معيشتها على عكس الكائنات ذاتية التغذية، التي يمكنها إنتاج غذائها بنفسها والحصول على مكوناته من البيئة من حولها.
وتحتاج هذه الحيوانات بسبب ذلك إلى الافتراس، فهي تقتات على غيرها للحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة ويجب أن تتغذى الكائنات غيرية التغذية باستمرار من أجل البقاء، في حين أن الكائنات ذاتية التغذية يمكنها البقاء على قيد الحياة ببساطة، عبر تحويل الطاقة من الشمس أو المصادر الأخرى إلى غذاء، وتعني كلمة غير ذاتية التغذية أن الكائنات غير ذاتية التغذية هي الكائنات التي تعتمد على كائنات أخرى في التغذية.
وتسمى الكائنات غير ذاتية التغذية بالكائنات الغيرية، وهي لا تستطيع إنتاج غذائها بنفسها عن طريق تثبيت الكربون، وهي عملية إنتاج الطاقة والجلوكوز، لذلك فالكائنات غير ذاتية التغذية تستهلك كائنات حية أخرى، مثل النباتات أو الحيوانات الأخرى لتلبية احتياجاتها الغذائية، ولا تتمكن الكائنات الغيرية من إنتاج طعامها بنفسها بعملية تثبيت الكربون ذلك أن هذه العملية تتطلب وجود أصباغ مثل الكلوروفيل، والذي يتواجد في النباتات والطحالب والبكتيريا.
وتتضمن الكائنات غيرية التغذية جميع الحيوانات والفطريات، والعديد من الطلائعيات والبكتيريا، وبعض الاستثناءات النادرة من النباتات، ويشتق مصطلح "غيرية التغذية” من كلمات يونانية تعني (أخرى)، وكلمة تعني (التغذية) وتسمى الكائنات غير ذاتية التغذية أيضًا بالمستهلكين لأنها تستهلك بشكل أساسي كائنات حية أخرى للاستمرار على قيد الحياة، وتستهلك الكائنات غير ذاتية التغذية الطعام على شكل مواد صلبة أو سوائل، وتقوم بتقسيمه من خلال العمليات الهضمية إلى مكوناته الكيميائية.
وتنقسم الكائنات غير ذاتية التغذية إلى مستهلكين أساسيين يطلق عليهم اسم الحيوانات العشبية، والمستهلكين الثانويين ويطلق عليهم اسم الحيوانات آكلة اللحوم، ورغم اختلافها في النظام الغذائي ونوع التغذية، إلا أنها جميعًا كائنات غيرية التغذية تستهلك بعضها البعض للحصول على الغذاء لذلك، يمكن أن تكون الكائنات غير ذاتية التغذية مستهلكات أولية، أو ثانوية، أو حتى ثالثية في الطبيعة في السلسلة الغذائية ومن أنواع التغذية غير الذاتية:
التغذية غير الذاتية الضوئية:
تستخدم هذه الكائنات الضوء لإنتاج الطاقة، لكنها لا تزال بحاجة إلى استهلاك المركبات العضوية لتلبية متطلباتها الغذائية من الكربون. وهي تتواجد في البيئات المائية والبرية كما تشمل بشكل أساسي على الكائنات الحية الدقيقة، والتي تتغذى على الكربوهيدرات والأحماض الدهنية والكحوليات التي تنتجها النباتات، على سبيل المثال، البكتيريا غير الكبريتية مثل: Rhodospirillaceae، Chloroflexaceae، وبكتيريا Heliobacteria.
التغذية غير الذاتية الكيميائية:
على عكس الكائنات الضوئية، لا تستطيع هذه الكائنات إنتاج طاقتها باستخدام تفاعلات التمثيل الضوئي وهي تحصل على الطاقة والتغذية العضوية وغير العضوية من استهلاك الكائنات الحية الأخرى كما أنها تشمل أكبر عدد من الكائنات غيرية التغذية، مثل البشر وجميع الحيوانات والفطريات والطفيليات وعدد قليل من النباتات وتنقسم الكائنات غير ذاتية التغذية الكيميائية حسب نوع غذائها إلى:
آكلات العشب:
تستهلك هذه الكائنات النباتات في التغذية وتعتمد عليها يطلق عليها أيضًا اسم “المستهلكين الأساسيين” ذلك لأنهم يحتلون المستوى الثاني في السلسلة الغذائية، بعد الكائنات المنتجة كما أنها تحتوي عادة على ميكروبات معوية تعيش معها معيشة تبادل منفعة، فتساعدها على تحطيم السليلوز الموجود في النباتات وتسهيل عملية الهضم وتمتلك آكلات العشب أجزاء فم متخصصة تستخدم لطحن الأوراق أو مضغها لتسهيل عملية الهضم وتشمل كائنات مثل: الزرافات، الغزلان، الأرانب، اليرقات.
آكلات اللحوم:
تستهلك هذه الكائنات حيوانات أو كائنات أخرى في غذائها، ولها نظام غذائي يعتمد على اللحوم، ويطلق عليها اسم “المستهلكين الثانويين” أو “الثالثيين” من السلسلة الغذائية وبعض آكلات اللحوم تفترس الحيوانات الأخرى، بينما يتغذى البعض الآخر على الحيوانات الميتة أو المتحللة وتسمى الكائنات الرمية، وتمتلك آكلات اللحوم جهاز هضمي أصغر من آكلات العشب ذلك لأن هضم اللحوم أسهل من النباتات والسليلوز كما أنهم يمتلكون أنواع مختلفة من الأسنان مثل القواطع والأنياب والأضراس لتقطيع اللحم وطحنه وتمزيقه، وتشمل كائنات مثل: الأسود والنسور والثعابين.
ويطلق على الكائنات ذاتية التغذية غالبًا اسم “الكائنات المنتجة” فهي تشكل قاعدة هرم الطاقة في النظام البيئي، وتوفر الوقود الذي تحتاجه كل الكائنات غير ذاتية التغذية كما أنه من المرجح أن تكون الكائنات ذاتية التغذية من أشكال الحياة الأولى على الأرض فقد استطاعت أن تصنع الطاقة والمواد البيولوجية في بيئة غير حية في الماضي، ويرجع أيضًا أن الكائنات غيرية التغذية قد تطورت منها.
-أنواع التغذية في الكائنات الحية:
التغذية الذاتية:
نوع من التغذية يقوم به الكائنات ذاتية التغذية، حيث تنتج غذاءها بنفسها، عن طريق صنع مركبات عضوية معقدة، من مركبات الكربون البسيطة مثل ثاني أكسيد الكربون وهي تعتبر كائنات منتجة أساسية في النظام الغذائي وتنقسم الكائنات ذاتية التغذية إلى:
كائنات ذاتية التغذية الضوئية تستخدم الضوء كمصدر للطاقة.
كائنات ذاتية التغذية الكيميائية تستخدم التفاعلات الكيميائية غير العضوية كمصدر للطاقة.
كما تتضمن الأمثلة على الكائنات ذاتية التغذية “معظم النباتات، الطحالب، بعض البكتيريا، العوالق النباتية”.
التغذية غير الذاتية:
نوع من التغذية يقوم به الكائنات غير ذاتية التغذية، وهي كائنات تحصل على التغذية من الكائنات ذاتية التغذية أو غيرها من الكائنات الغيرية، وهي تتضمن: البشر، وجميع الحيوانات، والفطريات، ومعظم الأوليات، ومعظم البكتيريا.
تنقسم الكائنات غير ذاتية التغذية إلى كائنات غير ذاتية التغذية الكيميائية، وهي لا تستطيع تثبيت الكربون، فتحصل على بعض المركبات العضوية من مصادر أخرى، تشمل البشر والحيوانات والفطريات والبكتيريا وكائنات غير ذاتية التغذية الضوئية تستخدم الضوء كمصدر للطاقة، لكنها لا تستطيع استخدام ثاني أكسيد الكربون كمصدر وحيد للكربون، فتحصل عليه من مركبات عضوية من بيئتها، وتتضمن حشرات المن، والدبور الشرقي، وبعض أنواع البكتيريا.
تغذية مختلطة:
تستخدم بعض الكائنات الحية مزيجًا من مصادر الطاقة والكربون، لذا فهي ليست ذاتية التغذية أو غيرية التغذية، بل تسمى “كائنات مختلطة التغذية” وتنقسم إلى كائنات مختلطة التغذية الإجبارية: تتغذى بعض الكائنات مختلطة التغذية تغذية غيرية وتغذية ذاتية، وذلك اعتمادًا على توفر الموارد في البيئة.
كائنات مختلطة التغذية الاختيارية:
يصنع طعامه غالبًا بينما يستهلك كائنات حيّة أخرى.
تشمل بعض الأمثلة على الكائنات مختلطة التغذية:
معظم العوالق.
الأشنات.
بعض أنواع البكتيريا.
النباتات الطفيلية وآكلة اللحوم، مثل خناق الذباب.
جنين السمندل المرقط، الذي يحتوي على طحالب دقيقة في خلاياه.
الطحالب الخضراء كلوريلا، التي تعيش معيشة تكافلية داخل خلايا بعض الكائنات الأولية واللافقاريات.