تصدرت هيئة الطاقة الذرية المصرية المركز الأول في مجال التخصصات النووية والمركز السادس في تصنيف سيماجو الدولي للمراكز البحثية لعام 2023 على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي أعلنت نتائج إصداره الثاني وذلك من أصل عدد 378 مركز بحثي.
ويعد تصنيف سيماجو الإسباني (SCImago) أحد التصنيفات الجديدة للمراكز البحثية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتتبناه مؤسسة سيماجو الدولية المُتخصصة والتي تتبنى رؤية جديدة في التصنيف للمراكز البحثية ويعتمد هذا التصنيف على مؤشر مركب يجمع تقييم ثلاث مجموعات مختلفة من المؤشرات بناءً على أداء البحوث ومخرجات الابتكار والتأثير المجتمعي للمراز البحثية. وقد تم تعديل الأوزان النسبية لمعايير التقييم عما هو معمول به في التقييم الدولي العام لمؤسسة سيماجو، حيث تمت زيادة الوزن النسبي لمؤشر الابتكار ليصبح بنسبة 40% من تقييم أداء المراكز البحثية لترسيخ ثقافة ربط الأبحاث العلمية بمشاكل المجتمع وتحويل الأبحاث إلى نتائج تطبيقية ذات قيمة مُضافة عالية لخدمة المجتمع.
وصرح الدكتور عمرو الحاج رئيس الهيئة، بأن الهيئة في هذا التصنيف تتصدر الهيئات النووية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالات البحوث الخاصة بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وتحتل المركز السادس بالتصنيف العام والثالث على مستوى مصر.
وأضاف أن الهيئة تتبنى رؤية لربط الأبحاث العلمية بالبحوث التطبيقية وخاصة لخدمة المجتمع حيث تقوم الهيئة بإنتاج النظائر المشعة لعلاج الأورام وتغطية السوق المحلي، كما تقوم الهيئة بتشعيع الأغذية لتعظيم الصادرات الغذائية المصرية للخارج، و في مجالات الطب تقوم الهيئة بالسعى لإنتاج منتج جديد لعلاج الأمراض الجلدية المستعصية وهو ابتكار علمي جديد يشمل استخدام النسیج الامنیوسي الآدمي (المشيمة الطبيعية بعد الولادة) بهدف إنتاج نسيج طبي يھدف إلى علاج حالات الحروق والقرح الجلدیة المستعصیة، كما تقوم الهيئة بأبحاث تطبيقية عديدة في مجال الزراعة وإنتاج طفرات زراعية جديدة مثل طفرات القمح واللوبيا، وكذلك بحوث تطبيقية عديدة في مجالات التعامل مع التغيرات المناخية لدرسات المياه الجوفية وتقليل انجراف التربة والزراعة الذكية ومكافحة الحشرات الضارة مثل ذبابة الفاكهة وغيرها كما تقوم الهيئة بأبحاث تطبيقية في مجالات استخدامات وتطبيقات البوليمرات لمعالجة المياه من الملوثات المختلفة وإزالة الملوحة وتحسين المنتجات الزراعية، وكذلك تحضير مواد بوليمرية ونانونية للاستخدامات المختلفة في المجالات الطبية وصناعة الدواء، وكذلك إنتاج البلاستيك القابل للتحلل للحفاظ على البيئة وتصنيع أفلام البلاستيك المستخدمة فى التعبئة، هذا بالإضافة للبحوث التطبيقية في مجالات الأمان النووي ومعالجة المخلفات المشعة وإنتاج المركبات الصيدلانية.
وصرح الدكتور شريف الجوهري المتحدث الرسمي للهيئة، بأن تميز الهيئة على مستوى مراكز البحوث النووية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يرجع لعدة عوامل من أهمها تميزها وتخصصها في مجالات أبحاث الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وتنوع مجالات وتخصصات العلماء والباحثين لتشمل الهندسة والطب والصيدلة والعلوم والزراعة وغيرها، وكذلك تنوع البنى التحتية حيث تمتلك الهيئة مفاعلاً للبحوث النووية وسيكلترون إلكتروني بالإضافة لوحدتي للتشعيع الجامعي ومعجل إلكتروني ومركز لمعالجة النفايات والعديد من المعامل المتخصصة، كما تشمل العوامل زيادة النشر العلمي خاصة الدولي في هذه المجالات، وكذلك زيادة عدد الأبحاث المنشورة والمُفهرسة في قواعد بيانات سكوبس، وكذلك أنشطة التعاون الدولي سواءً مع الدول العربية من خلال الهيئة العربية للطاقة الذرية أو مع الدول الأفريقية من خلال مشروعات الأفرا أو مع دول العالم الأخرى من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كذلك تميز ورصانة المدرسة العلمية بها في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية واستمرار نقل الخبرات من جيل الرواد من العلماء للأجيال الشابة الجديدة والتي تسعى دائما لرفعة مكانة الهيئة في المستوى المحلي والدولي.