أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعاظم الثالوث النووي الروسي: البري، والبحري، والجوي، بعدما قامت موسكو بتحديث ترسانتها النووية.
في وقت أبدى بوتين استعداد بلاده للدخول في محادثات مع أوكرانيا، والولايات المتحدة، وأوروبا، بشأن مستقبل كييف إذا كانوا يرغبون في ذلك، مشددًا على أن موسكو «ستدافع عن مصالحها الوطنية.
وقال بوتين، خلال اجتماع موسع لمجلس إدارة وزارة الدفاع الروسية في موسكو، أمس، إن دور الثالوث النووي الروسي: البري، والبحري، والجوي، تعاظم بصورة كبيرة، لضمان توازن القوى، في ظل ظهور مخاطر عسكرية ـ سياسية جديدة.
ونقلت «بلومبيرج» عن بوتين قوله، إن روسيا قامت بتحديث كامل ترساناتها النووية الاستراتيجية تقريبًا، حيث إن نسبة الأسلحة الحديثة في قوة روسيا النووية هذا العام وصلت إلى 95 %، وفي المكون البحري بنسبة 100 % تقريبًا.
وتابع أن صناعة الدفاع الروسية تستجيب بشكل أسرع من نظيرتها في الغرب، وأن موسكو ستواصل تطوير قواتها النووية والحفاظ على جاهزيتها القتالية على مستوى عالٍ، مؤكدًا العمل على تحسين الاتصالات العسكرية، والاستطلاع، والاستهداف، وقدرات الأقمار الصناعية.
وجدد بوتين استعداده للحديث عن السلام، قائلًا: "في أوكرانيا، هل أولئك الذين يتعاملون بعدوانية تجاه روسيا، وفي أوروبا، والولايات المتحدة، هل يرغبون في التفاوض؟ دعوهم (يفعلوا ذلك). لكننا سنتفاوض بما يعود بالنفع على مصالحنا الوطنية". وأكد أن القوات الروسية تمتلك زمام المبادرة في ساحة المعركة.
وأعلن بوتين، أن الجيش الأوكراني «يتكبد خسائر فادحة، وأهدر احتياطياته إلى حد كبير، محاولًا أن يظهر بعض نتائج ما يسمى بالهجوم المضاد الذي روج له كثيرًا»، بحسب «سبوتنيك».
وأضاف: «بتقييم الوضع على خط التماس القتالي، يمكننا أن نقول بثقة إن قواتنا لديها زمام المبادرة. نحن نفعل ما نعتبره ضروريًا، وما نريده، حيثما نحتاج إليه، وعند الضرورة نقوم بتحسين مواقعنا».
وتابع: «الغرب لن يتخلى عن استراتيجيته المتمثلة في احتواء روسيا، وأهدافها في أوكرانيا. لذلك، لن نتخلى عن أهدافنا في العملية العسكرية الخاصة». وأكمل: «كل المحاولات، كما قالوا في الغرب، لإلحاق هزيمة عسكرية أو استراتيجية بنا، تم إحباطها بشجاعة وصمود جنودنا، واصطدمت بالقوة المتزايدة لقواتنا المسلحة، وإمكانات الصناعة المحلية والإنتاج الحربي».
وأوضح «لن نتخلى عما نملكه، لن نتخلى عن أهداف العملية العسكرية الخاصة»، مضيفًا أن روسيا لا تنوي القتال مع أوروبا. وأفاد بوتين بأن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، «غير مقبولة بالنسبة لروسيا في غضون 10 سنوات، ولا في خلال 20 سنة».
وأضاف: «أريد أن أذكر، مرة أخرى، الدعم الهائل الذي يقدمه مواطنونا، ورجال الأعمال، والمتطوعون، وممثلو المنظمات العامة، والأحزاب، والتجمعات التجارية، وأطفال المدارس، والطلاب، والمتقاعدون، للوحدات القتالية».
وأشاد بوتين، أمام القيادات، بـ«توحيد» المجتمع الروسي «خلف (الحرب) في أوكرانيا»، وقال: «الأهم قد يكون (...) هذا التوحيد العام لكل قوى المجتمع. أشكر هؤلاء الذين يساعدون مقاتلينا على الجبهة».
حضر الاجتماع كبار القادة العسكريين، منهم: وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، ورئيس الأركان العامة، الجنرال فاليري غيراسيموف، ومدير جهاز الأمن الاتحادي، ألكسندر بورتنيكوف.
وقال شويغو إن إنتاج روسيا من الدبابات تضاعف منذ فبراير 2022 بمقدار 5.6 مرات، والمسيرات بمقدار 16.8 مثلًا، وقذائف المدفعية بمقدار 17.5 مرة.
وأضاف: إن موسكو استقطبت 490 ألف جندي عبر «التعاقد»، و«التطوع» في 2023، منوهًا بأنها ستزيد عدد الجنود المتعاقد معهم إلى 745 ألفًا في 2024.
وتابع أن القوات الروسية زرعت حقول ألغام على مساحة 7000 كم/ مربع في أوكرانيا، بعضها بعرض 600 متر، إلى جانب 1.5 مليون حاجز مضاد للدبابات، و2000 كم من الخنادق المانعة لحركة الدبابات.