كشفت دراسة علمية أن البوليفينول، وهي مادة موجودة في الأطعمة النباتية، تلعب دورًا في تنظيم الميكروبيوم المعوي وتساهم في الحماية من السرطان وتخفيف الالتهابات. الدراسات الحديثة أثبتت أيضًا فوائد البوليفينول لكبار السن، مما أثار اهتمام الكيميائيين لمدة مئة عام في هذه المركبات العضوية.
ووفقًا للدراسة، تتواجد البوليفينولات بشكل رئيسي في العفص (كرات ورق البلوط) والأصباغ الطبيعية. تلعب هذه المركبات دورًا في طعم ولون النباتات، مثل الكابسايسين الذي يعطي الفلفل طعمه الحار والأنثوسيانين الذي يلون الفواكه والأوراق باللون الأحمر. يتم إنتاج البوليفينول في النباتات والطحالب، ولا تشارك هذه المواد مباشرة في النمو والتكاثر، ولذلك يُطلق عليها أيضًا اسم "المستقلبات الثانوية"، حيث تلعب دورًا في عملية التركيب الضوئي وتوفر حماية ضد الأشعة فوق البنفسجية القاسية والأمراض الفيروسية والفطرية. بالإضافة إلى ذلك، تساعد في التغلب على الإجهاد الناجم عن العوامل البيئية غير المواتية مثل الجفاف الطويل.
أظهرت الدراسة أن البوليفينولات تتميز بنشاط خاص بفضل خصائصها المضادة للأكسدة. تعمل هذه المادة على مكافحة التأثيرات الضارة للجذور الحرة التي تحتوي على إلكترونات غير متزاوجة في غلافها الخارجي، وذلك بالتبرع بالإلكترون المفقود للجذور الحرة وتحييدها.
وعندما يتم استهلاك البوليفينول مع الطعام، فإن معظمها لا يتحلل في الأمعاء الدقيقة، بل يتراكم في الأمعاء الغليظة حيث يصبح غذاءً للبكتيريا المعوية. تقوم الكائنات الحية الدقيقة بتفكيكها إلى مركبات أبسط ويتم امتصاص بعضها. ولذلك، ليست كل نتائج التجارب السابقة صحيحة، حيث يدخل جزء أقل من البوليفينول إلى الأعضاء مقارنة بما يتواجد في الطعام.
تؤكدد الدراسات الأولية أيضًا أن البوليفينولات قد تسهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. ومع ذلك، يتطلب الأمر إجراء المزيد من الأبحاث لتوضيح آليات العمل والتأثيرات الدقيقة للبوليفينولات على صحة الإنسان.
ينصح بشدة بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة النباتية الغنية بالبوليفينولات للاستفادة من فوائدها المحتملة. يمكن العثور على البوليفينولات في الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والشاي الأخضر والشوكولاتة الداكنة والنبيذ الأحمر، لذا يمكن تضمينها في نمط الحياة الصحي والنظام الغذائي اليومي.
مع ذلك، يجب الانتباه إلى أن استهلاك البوليفينولات بمفردها ليس بديلاً عن نمط حياة صحي عام يشمل تناول تشكيلة متنوعة من الأطعمة الصحية وممارسة النشاط البدني والحفاظ على وزن صحي. إذا كنت تعاني من أي حالة صحية محددة أو تخضع لأي علاج طبي، فمن المهم استشارة الطبيب قبل إجراء تغييرات كبيرة في نظامك الغذائي.