تزخر محافظة جنوب سيناء، بوجود العديد من الوجهات السياحية الساحرة والأماكن الطبيعية الخلابة التي توفر تجربة حالمة للساعين وراء الطبيعة البكر حيث تتمتع المحافظة بالعديد من المقومات السياحية المميزة التي تجعل منها أحد أفضل الوجهات السياحية على مستوى العالم.
وأودية سيناء بانوراما تتعانق فيها المناظر الطبيعية الخلاّبة والمنحوتات الصخرية التي صنعتها عوامل التعرية وآثار الإنسان الأول بسيناء منذ ما قبل التاريخ والنقوش الصخرية الأثرية، لحضارات متعاقبة على أرض سيناء والنباتات الطبية والأشجار النادرة والعيون الطبيعية والجبال بكل أنواعها وكانت هذه الأودية طرقًا للتجارة وطرقًا حربية ودينية تلاقت وتعانقت عبرها الأديان والحضارات، وهو ما أكده خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار.
وتنقل "البوابة نيوز" بالصورة والكلمة على الطبيعة أحد أودية جنوب سيناء، واحدة من أجمل الوجهات السياحية في العاصمة طور سيناء إنه وادي "إسلا" التابع لمدينة طور سيناء عاصمة محافظة جنوب سيناء، حيث الطبيعة الخلابة، والنقوش الصخرية الأثرية، وشلالات المياه الصغيرة، فوق منحدرات الوادي، وألوان الصخور المتعددة في تكوين جيولجي مميز، فضلًا عن خضرة النباتات والأشجار النادرة المحيطة به. و ممر للحجاج والقوافل التجارية كما يعد وادي "إسلا" أحد الطرق الرئيسية التي كان لها دور تاريخي وديني في سيناء، حيث كانت القوافل التجارية تمر به، كما كان يمر به الحجاج القادمين من شتى أنحاء العالم، عبر موانئ الطور في ذلك الوقت، ويسلكون طريق "إسلا" اتجاها إلى مدينة سانت كاترين، مستقلين الجمال لأداء الحج؛ لذلك يزخر الوادي بالعديد من النقوش على صخور الجبال، والتي تعبر عن مختلف العصور.
وأوضح ريحان لـ"البوابة نيوز" أن وادى إسلا على بعد 16 كيلو مترا طريق الطور – شرم الشيخ علاوة على نقوشه الأثرية يحوى عدة آبار وقنوات للمياه استخدمت أيام الأنباط لتوصيل المياه ناتج السيول من أعلى الجبال إلى الحدائق وهذا ينم على تقدم حضاري عظيم للأنباط في ابتكار طرق للري بسيناء وحسن استغلال لمياه السيول بدلًا من أن تتحول لقوة تدميرية تقضى على الأخضر واليابس وبالوادى نباتات طبية مثل البعيثران لعلاج المغص والعشترا لتطهير الجروح والبوص الذي يستخدمه أهل سيناء في عمل الأسبتة.
وقال الشيخ موسى أبو حسن من قبيلة المزينة ومن أهالي المنطقة لــ "البوابة نيوز"، إن مدخل الوادي توجد به منطقة تسمى "المطلب"، وهي عبارة عن كهف داخل جبل صخري، مشيرًا إلى أن منطقة "المطلب" يقال: إنها مكان يستجاب فيه الدعاء ولذلك سميت بهذا الاسم.
وأضاف أبو حسن أن بعض اليهود كانوا دائما يأتون ليبيتون في هذا المكان، فضلًا عن أن كثيرا من أهالينا البدو عندما كانوا يمرون ليلا في هذا الوادي يرون نارا في هذا المكان.
وأكد أبو حسن أن وادي "إسلا" يعد من أجمل وأروع الأودية في جنوب سيناء، مشيرًا إلى أن الوادي من الداخل تكسوه الخضرة والنباتات الطبية المنتشرة في كل مكان، فضلا عن وجود بحيرة من المياه وشلالات مستمرة طوال العام بخلاف الجبال شاهقة الارتفاع متعددة الألوان من الرخام والجرانيت.