"مصر لا تتوانى عن دعم الأشقاء"، لعل ذلك هو العنوان العريض للجهود الجبارة التي تبذلها مصر لدعم الأشقاء في غزة منذ بدء لعدوان على القطاع، حيث سخرت مصر كل ما لديها من طاقة وجهد لتوفير المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان غزة.
مطار العريش طوق النجاة
ومنذ 12 ديسمبر، كان لمصر الدور الأبرز في إغاثة الأشقاء في غزة، حيث كان الإعلان عن تخصيص مطار العريش لاستقبال المساعدات الإنسانية بمثابة طوق النجاة للأشقاء الفلسطينيين.
وحتى مساء الخميس 14 ديسمبر الجاري، هبطت بمطار العريش بشمال سيناء301 طائرة، نقلت نحو 8300 طنا من المساعدات الإغاثية وسيارات إسعاف ومستشفيات ميدانية وأدوية موجهة لقطاع غزة، وتسلم الهلال الأحمر المصري الشحنات ونقلها علي شاحنات من العريش لمعبر رفح وصولا لقطاع غزة.
وأوضح بيان غرفة عمليات محافظة شمال سيناء لحركة استقبال شحنات المساعدات الجوية، أن المطار استقبل خلال الساعات الماضية طائرة قادمة من الأردن نقلت 13 طن ملابس ومراتب، وطائرة قادمة من الإمارات نقلت 9 أطنان من المستلزمات الطبية ومواد إغاثة ومواد غذائية.
وبدأ مطار العريش بشمال سيناء استقبال المساعدات لغزة في 12 أكتوبر الماضي، وأوضحت بيانات غرفة متابعة وصول المساعدات أن عدد الطائرات التي استقبلها المطار وصلت إلى 299 طائرة، نقلت نحو 8300 طن من مواد الإغاثة والأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية والخيام والمستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف.
وقال الدكتور خالد زايد رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، إنه تم استقبال جميع المساعدات بمطار العريش، وقام متطوعون بتفريغ حمولتها وتجهيزها للنقل لمعبر رفح لتصل لقطاع غزة.
وأوضح "زايد" أن المنظمات الدولية الإغاثية التي وصلت منها طائرات المساعدات هي: منظمة الغذاء العالمي، واليونسيف، منظمة الصحة العالمية، الصليب الأحمر، طائرة من منظمة أطباء بلا حدود، اتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة.
والدول التي وصلت منها طائرات نقل مساعدات لغزة وهبطت بمطار العريش هي: الكويت، تركيا، قطر، الإمارات العربية المتحدة، روسيا، الجزائر، الأردن، العراق، إندونيسيا، فرنسا، المغرب، السعودية، باكستان، البحرين، إنجلترا، البرازيل، تونس، فنزويلا، الهند، كينيا، كولومبيا، ماليزيا، اليونان، ليبيا، تركمنستان، بولندا، الدنمارك، سلطنة عمان، الشيشان، بلجيكا.
وأكد زايد في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن مصر لعبت دورا هو الأهم في نجدة الأشقاء في غزة، موضحًا أن الجهات المصرية المانحة لعبت دورا إنسانيا ووطنيا كبيرا في دعم قطاع غزة بشكل مضاعف عن الجهات المانحة الخارجية؛ فقدمت الجهات المانحة المصرية قرابة 30 ألف طن مساعدات لقطاع غزة، وهي كمية كبيرة مقارنة بالمساعدات الخارجية التي لا تتعدي عشرة آلاف طن، مقارنة بالمساعدات المصرية، والرئيس عبدالفتاح السيسي أوضح هذه النقطة في خطابه، عندما قال إن حجم المساعدات المصرية التي قدمتها المؤسسات المانحة المصرية يفوق بكثير حجم المساعدات العربية والأجنبية القادمة من خارج مصر.
مصر لا تتوقف عن دعم غزة
وعلى مدار السنوات الماضية لم تتوانى مصر عن تقديم يد العون والمساعدة، وتكثيف جهودها الإنسانية من خلال فتح معبر رفح البري وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في قطاع غزة، ويأتي ذلك انطلاقا من دور مصر التاريخي والمحوري الداعم للفلسطينيين خاصة سكان قطاع غزة الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة للغاية.
2021
وخلال معارك مايو 2021، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فتح أبواب المستشفيات المصرية، لاستقبال الجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لعلاجهم في مصر، وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية، الثلاثاء، إرسال 65 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية بقيمة 14 مليون جنيه إلى الفلسطينيين، من أجل دعم المصابين في قطاع غزة، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما كثفت مصر من استعدادات المستشفيات لاستقبال المصابين الفلسطينيين، حيث عززت المستشفيات بأكياس الدم في إقليم القناة بـ330 كيس دم و1827 وحدة بلازما، كما يبلغ المخزون الاستراتيجي للدم بالمركز الرئيسي لخدمات نقل الدم القومية 2132 كيس دم، وتم تجهيز مستشفيات "بئر العبد النموذجي، والعريش العام، والشيخ زويد المركزي" بمحافظة شمال سيناء لاستقبال المصابين من فلسطين عبر معبر رفح البري، وذلك بطاقة استيعابية تبلغ 288 سريرا داخليا، و81 سرير رعاية مركزة، و233 طبيبا، بالإضافة إلى 44 جهاز تنفس صناعي، وتم إرسال تعزيزات طبية إلى تلك المستشفيات تشمل أدوية ومستلزمات طبية للتدخلات الجراحية تكفي لمدة 3 شهور.
وتم دعم المستشفيات المخصصة لعلاج المصابين الفلسطينيين في شمال سيناء بـ 37 فريق طبي في تخصصات (الطوارىء، والرعاية المركزة، والتخدير، جراحات القلب والمخ والأعصاب والعظام والأوعية الدموية، وخصصت مصر كل من مجمع الإسماعيلية الطبي، ومستشفى طوارىء أبو خليفة بمحافظة الإسماعيلية لاستقبال الحالات التي تحتاج تدخل طبي دقيق مثل جراحات العظام وجراحات التجميل، إضافة إلى مستشفيات القاهرة لاستقبال الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي عالي المستوى.
2023
ومع تجدد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، كانت مصر من أوائل الدول التى أرسلت مساعدات إنسانية لأهالى غزة حيث سبق فى اليوم الثالث للعدوان على غزة وقبل أن يتعطل السفر عبر معبر رفح، حيث تم إرسال 2 طن من المساعدات الإنسانية والطبية المصرية إلى الهلال الأحمر الفلسطينى عبر الهلال الأحمر المصرى.
كما خصصت مصر مطار العريش لاستقبال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث قال الدكتور خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، إنه تم استقبال مساعدات قادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة ومن المملكة الاردنية ومن تركيا ومنظمة الصحة العالمية اقتربت من الـ150 طنا من مستلزمات طبية وأدوية وأدوات مساعدة الأطقم الطبية بالمستشفيات، وتم تخصيص فريق من شباب متطوعين من الهلال الاحمر المصرى، يقومون على مدار الساعة بمهامهم التطوعية بالمساعدة والتفريغ للشحنات من الطائرات واعادة نقلها وتخزينها فى منطقة التجميع للمساعدات.
طوارئ في 8 محافظات لاستقبال جرحى غزة
ورفعت وزارة الصحة والسكان درجة الاستعداد والطوارئ بمستشفيات 8 محافظات مصرية؛ للتعامل مع أي طوارئ طبية على وقع تداعيات الأحداث في قطاع غزة، وإمكانية استقبال المصابين تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال اجتماع مجلس الأمن القومي، والذي وجه بمتابعة استعدادات المنظومة الصحية للتعامل مع أي طوارئ طبية بعد تداعيات الأحداث في قطاع غزة، ورفع جاهزية مستشفيات الإحالة في تلك المحافظات، وتوفير كافة المستلزمات والأدوية وأكياس الدم.