الدكتور خالد زايد رئيس الهلال بالعريش في حوار خاص لـ "البوابة نيوز":
- مصر قدمت مساعدات لغزة تعادل ثلاثة أضعاف ما قدمه المجتمع الدولي
- إسرائيل تعوق دخول مساعدات كثيرة بلا مبرر مثل أوتاد الخيام وسيارات إسعاف بالطاقة الشمسية ومواد تخدير العمليات الجراحية
- 1000 متطوع للهلال الأحمر بشمال سيناء أنجزوا مائة ألف ساعة لتقديم الخدمات لقطاع غزة
أجرت "البوابة نيوز" حوارًا مع الدكتور خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، عقب مرور 69 يومًا علي الحرب والمجازر الاسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية، للتعرف علي دور الهلال الأحمر المصري في إدارة أزمة قطاع غزة، على المستوى الإنساني، وإدخال المساعدات، واستقبال جرحي غزة.
وكذا للتعرف على دور مصر في دعم قطاع غزة، وإنقاذه من الحصار الإسرائيلي، وتجويع الشعب الفلسطيني المتعمد، وكيف لعب الهلال الأحمر المصري دورًا وطنيًا كبيرًا في هذه الحرب، وكيف دعم الشعب الفلسطيني، والقضية الفلسطينية.
الدكتور خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، لديه خبرة كبيرة، وباع طويل، في العمل الأهلي بسيناء، تصل إلى عشرين عامًا بشمال وجنوب سيناء، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة، من جامعة عين شمس، عام 2019، وحاصل على ماجستير العلوم البيئية والصحة النفسية، من جامعة عين شمس عام 2015.
وعمل "زايد"، مديرًا للبرامج والمشروعات، وإخصائي المبادرات الشبابية المجتمعية بجمعية الجورة بالشيخ زويد، كما عمل في مجال تنمية المجتمعات المحلية بسيناء، ولديه خبرة في العمل بمناطق الأزمات والكوارث، بالتعاون مع القيادات العرفية، ومشايخ القبائل، منذ أكثر من عشرين عامًا.
حيث شارك خلالها في إدارة العديد من المشروعات المحلية، وعمل محاضرًا ومدربًا لأكثر من 1500 شاب، وكان عضوا في اللجنة الوزارية لتنمية قرية الروضة، بعد حادث مسجد الروضة الأخير، وشارك في التأهيل النفسي لأطفال الروضة.
وهو حائز على المركز الأول في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، على مستوى محافظة شمال سيناء، والدكتور خالد زايد حائز على أفضل 18 مشروعًا، على مستوى الجمهورية، ضمن مكون المرأة وتغير المناخ والاستدامة 2023.
فيما يلي نص الحوار:
*ما المؤهلات الأهلية والمناصب والخبرات التي أهلتك للعمل كرئيس للهلال الأحمر المصري بشمال سيناء؟
** شغلت منصب أخصائي بناء القدرات المؤسسية بجنوب سيناء بالتعاون مع المفوضية الاوربية، كما عملت استشاري بناء قدرات مؤسسية وتقدير الاحتياجات المحلية المجتمعية وإجراء البحوث والدراسات والتنمية الشبابية المجتمعية مع العديد من المؤسسات والهيئات الدولية، من أهمها الاتحاد الأوربي ووزارة التنمية المحلية، ووزارة الشباب والتعاون الدولي والصندوق الاجتماعي والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة الهجرة الدولية.
كما شغلت منصب مدير مركز الأمل للخدمات النفسية والاجتماعية لخدمة الأسر المتأثرين من العمليات الإرهابية بشمال سيناء، كما شاركت في العيد من المؤتمرات المحلية والدولية في ألمانيا ولبنان والبحرين والولايات المتحدة الأمريكية ، منها مؤتمر التنمية المستدامة بنيويورك 2015 بالأمم المتحدة بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
والمشاركة في منتدى شباب العالم يناير 2022 بمدينة شرم الشيخ برعاية الرئيس السيسي، وآخرها المشاركة بورقة عمل بعنوان: "دور المجتمع المدني فى توطين استراتيجية المناخ– مصر 2050"، في مؤتمر المناخ السابع والعشرين، بشرم الشيخ، في ديسمبر 2022، برعاية رئيس الجمهورية، تم تكليفه من وزيرة التضامن الاجتماعي ومحافظ شمال سيناء، برئاسة مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري فرع شمال سيناء منذ منتصف أبريل 2023 .
*متي تم تكليفك لرئاسة الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء؟
** تم ترشيحي من قبل اللواء محمد عبدالفضيل شوشه، محافظ شمال سيناء، وتم تكليفي من قبل الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، في شهر أبريل الماضي، وبدأنا تحمل مسئولية العمل مبكرًا، بتكوين فريق كبير للمتطوعين من الشباب، وتدريبهم علي أعلى مستوى، للتعامل مع الأزمات والكوارث والطوارئ، بشكل علمي وميداني، والتأهب للتعامل مع أي ظرف طارئ، وتم إقامة غرفة عمليات للهلال الأحمر بالعريش، لتتابع الأحداث يوما بيوم، سواء أمطار أو سيول أو أية كوارث على مستوى محافظة شمال سيناء .
* كيف تفاعل الهلال الاحمر بشمال سيناء مع بداية احداث حرب غزة؟
**عندما بدأت الحرب في غزة يوم السابع من اكتوبر الماضي، سلمنا في اليوم التالي الهلال الاحمر الفلسطيني مساعدات طبية، مقدمة من مصر، عبر معبر رفح البري، بواقع 2 طن أدوية ومستلزمات طبية، ورفعنا حالة التأهب والطوارئ، للتعامل مع تداعيات حرب غزة، ورفعنا أعداد المتطوعين، لمواجهة متطلبات قطاع غزة إلى الدكتور خالد زايد، إلى ألف متطوع من الشباب والفتيات، المدربين علي أعلي مستوى.
*كيف كانت الخطوات الأولي لعمل الهلال الأحمر المصري تجاه تداعيات حرب غزة؟
** بدأنا مباشرة في استقبال طائرات المساعدات الفلسطينية من كافة الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية، عبر مطار العريش الدولي، وحشدنا المتطوعين من شباب الهلال الأحمر، ووجهنا المتطوعين للعمل علي كافة المحاور، ومنها مطار العريش، من تفريغ طائرات المساعدات، وتخزين هذه المساعدات في مخازن الهلال الأحمر بالعريش.
كما وجهنا فريق عمل للمتطوعين لمعبر رفح البري لاستقبال جرحي قطاع غزة والأجانب، كما وجهنا المتطوعين لتجهيز شاحنات المساعدات وتجهيزها في معبري رفح البري والعوجا، كما وجهنا فريقا آخر للمتطوعين من شباب الهلال الأحمر، لمساعدة العالقين الفلسطينيين بمدينة العريش، من ناحية الدعم النفسي والاجتماعي، وفي المستشفيات، كما لعب الهلال الأحمر دورا هاما في توفير كافة المستلزمات الشخصية والصحية للمصابين والعالقين والمرافقين للجرحى .
*ما خطة عمل فرع الهلال الأحمر بشمال سيناء اليومية في التعامل مع أزمة غزة؟
** نعمل علي شقين أساسيين الشق الأول يتضمن إعداد المتطوعين للمهام الأساسية الإغاثية قبلها بيوم أو يومين ندفع فيها قرابة 120 شابا وفتاة لتوزيعهم علي المناطق اللوجستية مثل مطار العريش ومعبري رفح والعوجا وميناء العريش البحري والمستشفيات وعمارات حي السبيل بالعريش، وهي أماكن إقامة مرافقي الجرحى الفلسطينيين.
ونوجه أيضا فرق الشباب لنادي اتحاد سيناء بالعريش، وهو مقر إقامة المرضي والجرحى، الذين تم شفاؤهم، ويقضون فترة نقاهة عقب العلاج، أما الشق الثاني فيتضمن التنسيق الكامل مع كافة الأجهزة المعنية بشمال سيناء، للتنسيق حول إدخال الشاحنات المساعدات اليومية إلى معبر فح البري، فيجري قبلها بساعات أو يوم كامل إعداد الشاحنات، ونوعية حمولة المساعدات الطبية والغذائية، والتنسيق مع الجمعيات الأهلية والمنظمات والمؤسسات المانحة للمساعدات الفلسطينية.
* كيف لعبت الجهات المصرية المانحة للمساعدات الفلسطينية في دعم قطاع غزة بالمساعدات؟
** الجهات المصرية المانحة لعبت دورا إنسانيا ووطنيا كبيرا في دعم قطاع غزة بشكل مضاعف عن الجهات المانحة الخارجية؛ فقدمت الجهات المانحة المصرية قرابة 30 ألف طن مساعدات لقطاع غزة، وهي كمية كبيرة مقارنة بالمساعدات الخارجية التي لا تتعدي عشرة آلاف طن، مقارنة بالمساعدات المصرية، والرئيس عبدالفتاح السيسي أوضح هذه النقطة في خطابه، عندما قال إن حجم المساعدات المصرية التي قدمتها المؤسسات المانحة المصرية يفوق بكثير حجم المساعدات العربية والأجنبية القادمة من خارج مصر .
* وكيف تري من موقعك كرئيس للهلال الأحمر بشمال سيناء تحرك الدولة المصرية تجاه أزمة غزة؟
** نكررها دائما؛ أن مصر تفاعلت مع ازمة قطاع غزة والحرب الدائرة قولا وفعلا، فأثناء عقد مؤتمر القاهرة للسلام كانت تدخل أول 20 شاحنة مساعدات مصرية لقطاع غزة، عبر معبر رفح البري، فمصر كانت تتحرك دبلوماسيا وفعليا علي الأرض، ومصر لها دور محوري في إدرة أزمة غزة، علي المستوي الدبلوماسي والسياسي، لأنها المنفذ الوحيد لقطاع غزة، بل والرئة التي يتنفس منها قطاع غزة للعالم الخارجي من خلال مصر.
* كيف كان دور الجهاز التنفيذي في محافظة شمال سيناء تجاه أزمة غزة؟
** لعب محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبدالفضيل شوشه وجهازه التنفيذي دورا محوريا ووطنيا كبيرا تجاه أزمة غزة، فبذل المحافظ جهودا خرافية في التفاعل مع الأزمة الفلسطينية، منذ بدايتها، فكان لا يترك صغيرة أو كبيرة في أزمة غزة علي المستوى الدبلوماسي أو السياسي أو الإنساني وكان يزور بشكل يومي مخازن الهلال الأحمر في العريش، ليطمئن على سلامة تخزين المساعدات، بل ويشرف بنفسه علي طرق التخزين، ويشرف ميدانيا علي تجهيز الشاحنات بالعريش، قبل توجيهها لمعبر رفح، وكان ولا يزال يستقبل الوفود العربية والدولية في مطار العريش وميناء العريش البحري، وهو دائم الدعم لشباب الهلال الأحمر بالعريش، كما يلتقي المتطوعون، ويتحدث إليهم، ويوجه إليهم النصح والشكر على جهودهم، ويرفع من روحهم المعنوية، ويدعم المتبرعين من المؤسسات المانحة.
*وكيف لعب المركز الرئيسي بالقاهرة للهلال الأحمر دوره في إدارة الأزمة الفلسطينية في قطاع غزة؟
** لعب المركز العام الرئيسي للهلال الأحمر المصري بالقاهرة دورا محوريا وهاما في إدارة أزمة قطاع غزة ودور المركز العام لا يقل أهمية عن دور رجال الهلال الأحمر في شمال سيناء الموجودين ميدانيا علي الأرض، لأن المركز العام للهلال الأحمر بالقاهرة ينسق لكل المهام، مع كافة الجهات الدولية والعربية، وينسق أيضا مع جمعيات الهلال الدولية والصليب الأحمر بكل دول العالم، لتوثيق دخول المساعدات الفلسطينية عبر مطار العريش الدولي وميناء العريش البحري.
وذلك بقيادة الدكتورة نيفين القباج، نائب رئيس الهلال الأحمر المصري، والدكتور رامي الناظر، المدير التنفيذي للمركز العلام للهلال الأحمر المصري، كما كان لزيارة السيدة الأولي انتصار السيسي، للهلال الأحمر المصري بالقاهرة، أثر كبير في نفوس الشباب المتطوعين للهلال الأحمر المصري .
* كيف لعبت الأجهزة الأمنية بشمال سيناء دورها الوطني في المشاركة في إدارة ملف دخول المساعدات لغزة واستقبال الجرحى؟
** لقد بذلت الأجهزة الأمنية والمعنية في شمال سيناء جهودا كبيرة وغير عادية في تأمين مخازن الهلال الأحمر بالعريش وتأمين الشاحنات بالشوارع والتنسيق علي استقبال الوفود والتنسيق علي دخول المساعدات لغزة عبر المعابر فلا شك أن أجهزة الأمن المعنية لعبت دورا وطنيا كبيرا في إدارة الأزمة وحل المشكلات وتوجيه كافة الأجهزة المدنية للعمل وإظهار دور مصر بشكل مشرف أمام المجتمع الدولي.
* كيف تعامل الهلال الأحمر مع أزمة توقف دخول المساعدات وأيام الهدنة في غزة؟
** في أيام الهدنة في قطاع غزة كان هناك تكثيف لعدد ساعات العمل للمتطوعين وموظفي الهلال الأحمر بشمال سيناء وتجهيز أكبر عدد ممكن شاحنات المساعدات الفلسطينية قبل توجيهها لمعبر رفح والعوجا، والتنسيق مع فروع الهلال الأحمر بجميع محافظات مصر، والتنسيق مع الجهات المانحة والمؤسسات والشركاء، لزيادة عدة شاحنات المساعدات التي ستدخل المعبر، ومنها للجانب الفلسطيني.
وفي أيام وقف دخول المساعدات لأسباب تعنت إسرائيلية، يعمل الهلال الأحمر علي محاور أخرى، مثل زيادة ساعات العمل في المستشفيات والمراكز اللوجستية الأخرى، وأماكن تواجد العالقين .
* هل ما زال هناك فلسطينيون عالقون بالعريش وكيف تتعاملون معهم؟
** بالفعل ما زال هناك قرابة 74 أسرة فلسطينية من العالقين الفلسطينيين بالعريش، ولا يستطيعون العودة لقطاع غزة، بسبب الظروف العصيبة، وتم تخصيص أماكن إيواء لهم، بعمارات حي السبيل بالعريش، حيث نوفر لهم كل شيء من غذاء وشراب، فنوفر لهم 3 وجبات غذائية يومية، علي أعلي مستوى، ونوفر لهم ملابس شخصية وأدوية، وطبيبا مقيما لديهم دائما، وخط تليفون دولي ليتمكنوا من الاتصال بذويهم والاطمئنان عليهم بغزة والضفة الغربية.
ولدينا غرفة عمليات مخصصة للدعم النفسي للأطفال المتواجدة مع الأسر العالقة بالعريش، ونوفر لهم كافة أنواع لعب الأطفال، واللعب الترفيهية لأطفال العالقين، كما نوفر مكان إقامة آخر بنادي اتحاد سيناء بالعريش، مخصص فقط للمرضي والجرحى الفلسطينيين، الذين تم علاجهم ليخضعوا لفترة نقاهة، بنادي اتحاد سيناء، فيوجد حاليا 60 مريضا ومرافقيهم، يتوفر لهم كل الإمكانات من غذاء وشراب ورعاية غير عادية .
* هل هناك معايير لاختيار نوعية المساعدات الفلسطينية التي يتم تحميلها علي الشاحنات التي تدخل الي قطاع غزة؟
** بالفعل فهناك خط مفتوح يوميا بين الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء والمركز العام بالقاهرة مع الهلال الأحمر الفلسطيني حيث يرسل لنا الجانب الفلسطيني يوميا احتياجاته وأولوياته من أدوية ومستلزمات طبية وأغذية وغيرها وبناء عليها نقوم بالجانب المصري ونختار نوعية المواد الطبية والغذائية لتجهيز الشاحنات وإرسالها لقطاع غزة.
لكن الجانب الإسرائيلي للأسف يعوق ويمنع السماح بتمرير العديد من المواد الطبية وغير الطبية المحملة علي متن الشاحنات التي يقوم بتفتيشها بصرامة بالجانب الإسرائيلي قبل دخولها لقطاع غزة فعلي سبيل المثال ما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلية تمنع حتي اليوم إدخال سيارات إسعاف معونات خارجية مجهزة بالعمل بالطاقة الشمسية بدون مبررات.
كما تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمرير إدخال جميع المواد التي تستخدم في التخدير في العمليات الجراحية كما يمنع دخول أي مواد تولد الكهرباء ويرفض عبورها لغزة ويرفض عبور أي مواد حديدية مثل أوتاد الخيام يمنع إدخالها لغزة فتدخل الخيام بدون أوتاد، فالتعنت الإسرائيلي كبير في منع إدخال مساعدات هامة لغزة بدون مبررات وبتعسف شديد، ونخطر الجانب الفلسطيني بذلك .
* وما هو موقف المساعدات الفلسطينية التي وصلت للجانب المصري من الدول الخارجية؟
** حتي اليوم بلغ إجمالي الطائرات التي استقبلها طار العريش الدولي أكثر من 300 طائرة مساعدات، مقدمة من دول عربية وأجنبية ومنظمات مانحة دولية، حملت أكثر من 8 آلاف طن مساعدات طبية وغذائية وخيام ومستشفيات ميدانية وسيارات إسعاف، كما تم إدخال 854 طنا من غاز طهي الطعام لقطاع غزة عبر معبر رفح البري وإدخال 1711 طن سولار.
كما استقبل ميناء العريش البحري مستشفيات عائمة فرنسية وإيطالية، يجري علي متنها بميناء العريش علاج الجرحى الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، بالتوازي مع المستشفيات المصرية بشمال سيناء والقاهرة.