دماء في حي العباسية..
ليلة مقتل الشاب "أدهم" علي يد السمكري المنبوذ
المتهم اعتاد البلطجة ضد أهالي المنطقة والجميع يتجنب الحديث معه
ظن أن المجني عليه ينظر إليه نظرة لم تعجبه فأرداه قتيلاً بـ4 طعنات بالصدر والرقبة
دائماً ما تكون الأماكن الشعبية المكتظة بالسكان هي المتصدرة عناوين أخبار الجرائم، نظراً للمشكلات المتكررة بين الجيران والأهالي الذين اجتمعوا من أماكن متفرقة داخل تلك المناطق، وفي فصل جديد من فصول جريمة الحي الشعبي والتي راح ضحيتها الشاب "أدهم" الذي أتم عامه الـ19 قبل بضعة أيام علي يد سمكري المنطقة المدعو "هاني" والذي يتجنبه الجميع من قاطني المنطقة نظراً لفظاظته وسوء أخلاقه وبلطجته علي الناس، وذلك بسبب أن المتهم ظن المجني عليه ينظر إليه نظرة لم تعجبه فقرر قتله بدم بارد.
عاش "أدهم" يتيماً منذ وفاة والده وهو بعمر الـ3 سنوات بحي العباسية بمحافظة القاهرة وانتقل لكنف جدته لوالدته والتي تولت تربيته حتي شب وصار رجلاً بعمر الـ19 عاماً يعمل ميكانيكي بورشته التي ورثها عن والده حيث يعمل منذ الصباح ويغلق الورشة عقب صلاة العشاء، وقبل أيام قليلة بدأ الحديث مع جدته بأنه يرغب في الخطبة من إحدي الفتيات وأبدت الجدة سعادتها بذلك الخبر، ولكن لم يمهله القدر الفرحة ولقي مصرعه طعناً علي يد السمكري دون ذنب اقترفه.
يوم الواقعة وعقب صلاة العشاء أغلق الشاب "أدهم" ورشته كالمعتاد وصعد إلي المنزل محل سكنه وقام بتغيير ملابسه واستأذن جدته للنزول إلي الشارع مع أحد أصدقائه، ولكنه لم يعلم بأنه الخروج الأخير بلا عودة، وبمجرد أن وضع قدميه في الشارع قام السمكري بالتشاجر معه "أنت بتبصلي كده ليه يا أدهم؟.. مش عاجبك شكلي ولا إيه؟" ليجيبه أدهم "هو أنا كلمتك ياعم هاني.. أنا لا بصيت ولا اتكلمت" وتركه الشاب وأكمل سيره في الشارع ليقابل أصدقاءه ويقف معهم علي الناصية، لم يتحمل السمكري ما حدث وشعر بالضجر وقرر الانتقام.
دلف مسرعاً خلف الشاب "أدهم" وأمسك بملابسه من الخلف وقام بسحبه من وسط أصدقائه وأسقطه أرضاً ورفع سلاحه الأبيض "مطواه" وانهال عليه طعناً في الصدر والرقبة وسط ذهول ورعب وصراخ من أهالي المنطقة وجمل هيستريا من القاتل "قتلته واللي هيقربلي هقتله.. أنا محدش يبصلي واللي مش عاجبه يقرب ويجرب".
4 طعنات كانت كفيلة لإزهاق روح الشاب بدأ التجمع يزداد وتمكن الأهالي باستخدام الكراسي والشوم من إسقاط المطواه من يد القاتل والسيطرة عليه والاتصال بالنجدة، فيما كان يحاول آخرون نقل "أدهم" إلي المستشفى لعل وعسي أن ينقذوه ولكن دون جدوي فقد فاضت روحه البريئة إلي خالقها دون ذنب اقترفه سوي غل وحقد ملآ قلب السمكري المنبوذ.
بمجرد إبلاغ الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بالتزامن مع تلقيها إشارة من المستشفى المركزي بتلقي جثة الشاب "أدهم" انتقل ضباط مباحث القسم وتم فرض كردون أمني بالمنطقة وجري ضبط المتهم واقتياده إلي ديوان القسم.
وبالعرض علي النيابة العامة والتي واجهت المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها، كما استمعت النيابة إلي أقوال الشهود والتي جاءت متطابقة لتحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة.
وعليه، أمرت النيابة العامة بانتداب طبيب شرعي لتشريح جثة المجني عليه وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسبب الوفاة؟ كما صرحت بدفن الجثة عقب بيان الصفة التشريحية لها وتسليم الجثة لذويه عقب ذلك لاستكمال مراسم الدفن.
كما أمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام احتياطياً علي ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يوماً، كما اصطحب فريقاً من النيابة العامة المتهم إلي مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته، كما طلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.