استشهد الصحفي الفلسطيني سامر أبودقة، اليوم الجمعة في قصف طائرات الاحتلال المسيّرة لمدرسة تؤوي نازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة، بعدما تركته قوات الاحتلال ينزف لأكثر من 5 ساعات.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد أبو دقة المصوّر بقناة الجزيرة، وإصابة مراسل القناة ومدير مكتبها في غزة الصحفي وائل الدحدوح في يده وخاصرته أثناء تغطية الأوضاع في مدرسة خان يونس الثانوية للبنات "فرحانة"، بعد تعرضها لقصف إسرائيلي سابق صباح اليوم، علما أنهما كانا يرتديان الخوذة والدرع الواقي الذي يشير إلى أنهما صحفيان.
وأشارت المصادر إلى أن ثلاثة من طواقم الإنقاذ استشهدوا، وعدد من المواطنين وطواقم طبية أصيبوا أيضا في القصف الإسرائيلي.
ونُقِل الصحفي وائل الدحدوح إلى مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، حيث وصفت حالته بالطفيفة إلى متوسطة، بينما لم تتمكن الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف من الوصول إلى الصحفي المصاب أبو دقة، في ظل اشتداد قصف مدفعية الاحتلال على المدرسة ومحيطها، وانقطاع الاتصالات، وتُرِك ينزف لأكثر من 5 ساعات.
وفي وقت لاحق، جرى نقل جثمان الشهيد أبو دقة إلى مستشفى ناصر الطبي.
وباستشهاد الصحفي أبو دقة، يرتفع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، إلى نحو 75 صحفيا، بينهم 9 صحفيات، وفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.
وشددت نقابة الصحفيين الفلسطينيين على مطالبها لكافة المؤسسات الدولية الإعلامية والحقوقية لمواصلة الملاحقة لجيش وحكومة الاحتلال الإسرائيلي وصولا لوقف مجازرها بحق الصحفيين الفلسطينيين، ومحاسبتهم على هذه الجرائم.
وأفاد بيان للجنة الحريات في النقابة بأن جيش الاحتلال قتل نحو 75 زميلا وزميلة من العاملين في قطاع الإعلام الفلسطيني بالاستهداف المباشر، آخرهم الزميل أبو دقة، إما في أماكن عملهم أو في مكاتبهم أو في منازلهم.
ونوه البيان إلى حجم الإصابات الدامية التي تقع في صفوف الصحفيين ومن بينها حادث استهداف طاقم الجزيرة اليوم الجمعة، ما أدى إلى استشهاد أبو دقة، وإصابة الدحدوح بجروح دامية وهو الذي كان قد ذرف الدموع على الهواء حين تلقى خبر استشهاد عائلته نتيجة قصف الاحتلال على منزل كانت تسكنه في غزة.
وأضاف أن "المشاهد الدامية لأجساد الصحفيين التي وجب حمايتها وفق القوانين والأنظمة الدولية هنا مستباحة بفعل عنجهية الاحتلال الذي يتعامل أنه فوق كل القوانين والشرائع الدولية"، لافتا إلى حجم الهجمة الشرسة من قوات الاحتلال على الصحفيين في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، واستمرار الاعتداءات والمنع من التغطية واحتجاز الطواقم والاعتقالات.
وتطرق البيان إلى استشهاد 6 صحفيين منذ بداية الشهر الجاري، حيث استشهد مراسل قناة الميادين سابقا الصحفي عبد الكريم عودة جراء القصف على مخيم النصيرات، والصحفي المصور الرياضي محمد أبو سمرة جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة وهو الذي فقد شقيقه التوأم شهيدا قبل أيام قليلة.
كما استشهدت الصحفية علا عطا الله، مع ثمانية من أفراد عائلتها بعد قصف إسرائيلي على منزل أحد أقربائها كانت قد لجأت وأسرتها إليه، التي عملت مراسلة للعديد من الوكالات الدولية والمحلية في قطاع غزة. واستُشهِد الصحفي والمُحاضر في كلية الإعلام في جامعة "الأقصى" أدهم حسّونة، بقصف طيران الاحتلال الحربي على منزله في الشجاعية شرق مدينة غزة، واستشهد المصور الصحفي منتصر الصواف، في غارة إسرائيلية على حي الدرج في مدينة غزة، والمصور الصحفي في فضائية "الأقصى" عبد الله درويش بغارة للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.