قالت فيفيان فؤاد، مستشار وزارة التضامن الاجتماعي لبرنامج وعي، إن المسح الصحي للأسرة المصرية لعام 2021، أشار إلى أن 26% من النساء في مصر المتزوجات من عمر 15 حتى 49 عامًا تعرضن للضرب من الزوج.
وأضافت مستشار برنامج “وعي للتنمية المجتمعية”، أن الموافقة على العنف ضد المرأة ليس من الرجل فقط، حيث أشارت الإحصاءات إلى أن 25% من النساء يوافقن على أنه من حق الزوج ضرب زوجته، لأسباب لا تستحق.
وأشارت إلى أن هذه النسبة تزداد كلما كانت المرأة أمية وأقل في الثروة والمكانة الاجتماعية، لترتفع بنسبة 40% بين الطبقة الفقيرة مقابل 7% بين الطبقة المتوسطة و العٌليا، لافتة الى أن هناك مؤشر مزعج يشير إلى أن الشباب المصري الغير متزوج من سن 19 إلى 29 سنة، 30% منه يوافق على فكرة ضرب الزوج للزوجة.
وتابعت مستشار برنامج “وعي للتنمية المجتمعية”: "الأخطر أن 80% من الشباب الذكور يوافق على الأفكار التقليدية لدى الرجل والمرأة، مثل أن زواج المرأة أهم من تعليمها، "الست مكانها البيت"، مؤكدة أن كافة أدوار المرأة في المجتمع هامة فهي أساس المجتمع.
وأكدت أن 16% من السيدات المتزوجات من سن 15 إلى 49 يعملن بنسبة قليلة جدًا، لذا لابد أن ننتبه للأفكار والمعتقدات الخاطئة التي تمنع المرأة من العمل، وعندما تعمل المرأة تأخذ أجر أقل من الرجل، فهذا الرقم هام يعكس ثقافة المجتمع حول المرأة، ومؤشر التنمية الاقتصادية.
وأوضحت مستشار برنامج “وعي للتنمية المجتمعية”أن المرأة عندما تتعرض للعنف تلجأ أكثر لأسرتها وفي المرتبة التالية لأسرة الزوج، وهو ما يشير إلى ضعف دور المؤسسات الاجتماعية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة لجوء السيدات إلى رجال الدين في هذه الحالات 1% رغم أهمية دور التوعية الدينية.
ولفتت إلى نسبة لجوء المرأة المعنفة إلى الروابط الأسرية 70%، لذا لابد من توعية الأسر بكيفية مواجهة العنف الذي وقع أبنتها، سواء باللجوء إلى القانون أو الجلسات الأسرية التي تعطي كل شخص حقه والمخطئ يأخذ عقوبة اجتماعية.
وأكدت مستشار وعي أن الهدف من حملة «العنف يبدأ بفكرة .. بالوعي نقدر نغلبها»، هو التوعية بأنه لا مبرر للعنف، مشددة على أن ضرب الزوج لزوجته يستوجب عقوبة سواء جنائية أو اجتماعية.
وأشارت إلى أن الحملة تستهدف تغيير وعي المرأة المعنفة التي ليس لديها أحد تلجأ إليه أن تلجأ إلى مراكز الاستضافة التابعة لوزارة التضامن، والتغيير حدث بالفعل بعد مسلسل "فاتن أمل حربي"، ولكن مازلنا نحتاج إلى مزيد من الحملات و الأعمال الدرامية و الترويج الإعلامي، لفكر أن المرأة التي ليس لديها أسرة تساندها عليها أن تلجأ لمؤسسات الدولة.
وأضافت مستشار برنامج “وعي للتنمية المجتمعية”أن نسبة لجوء المرأة المعنفة لمؤسسات الدولة 2% وهي نسبة ضعيفة للغاية، ونستهدف توعية المواطنين أن حماية الضعفاء هو أحد التزامات الدولة الدستورية، موضحة أن حملات الوزارة تستهدف نشر الوعي لأن كلما قل مستوى المرأة زاد العنف ضدها، وهذه الفئات التي نستهدفها.
وأشارت إلى أن الوزارة تستهدف تمكين المرأة اقتصاديًا من خلال عدة برامج؛ لأن المرأة كلما كانت ممكنة اقتصاديًا زادت قدرتها على مواجهة العنف التي تتعرض له، بالإضافة إلى محو أمية النساء والفتيات، وبعض البرامج موجهة للرجل لتوعية الزوج بأن العنف ليس له مبرر، سواء كان هذا العنف ضرب، تنمر، التقليل من قدرها.
يذكر، أن وزارة التضامن الاجتماعي أطلقت حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، تحت شعار «العنف يبدأ بفكرة .. بالوعي نقدر نغلبها»، وتستمر خلال الفترة من 26 فبراير و حتى 10 ديسمبر، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وتستهدف الحملة توعية قطاعات مختلفة من المجتمع، منها الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، الفئات الأولى بالرعاية، وتعتمد في التوعية على عدة طرق منها: التعريف بمنظومة الخدمات التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي، استعراض قصص سيدات نجحن في التغلب على التحديات الاجتماعية والاقتصادية، عرض مجموعة من الرسائل والمعلومات الموثقة حول اتجاهات وممارسات العنف في المجتمع المصري والدولي والتي قام بإصدارها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية،
ينفذ الحملة برنامج «وعي للتنمية المجتمعية»، بالمشاركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي «جي آى زد».