حث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداسة البابا تواضروس الثاني، المصريين على المشاركة بالتصويت في الانتخابات الرئاسية 2024. وأضاف قداسته إن التصويت في الانتخابات حق دستوري وقانوني لكل مواطن مصري، "نحن نقول "مش هسيب حقي " ووجه قداسته النداء لكل المصريين والأقباط مؤكدًا بأن المشاركة هي ما يهم، وشجع البابا الآباء الكهنة وكل أبنائه، على تحفيز وتوعية كل من حولهم، وأكد أن فرصة التصويت جيدة لأنها متاحة لثلاثة أيام وأضاف: "نشجع كل المصريين لتكون صورة الانتخابات صورة جديرة بمصر"، وقال: "نخصص صلوات شهر كيهك لبلادنا وسلامة أرضنا وسلام العالم"، ثم أكد ثانيةً: "لازم كلنا نشتغل ونشترك في الانتخابات.. لا تهمل في حقك وحق وطنك.
ذلك ما طلب به رأس الكنيسة المصرية القبطية جموع المصريين قبل بدء الانتخابات الرئاسية بأيام والتي بدأت الاحد 10 ديسمبر وانتهت الثلاثاء 12 ديسمبر، فالكنيسة المصرية هي الموروث الحضاري والتاريخي للهوية المصرية ومكون أساسي من مكونات الدولة المصرية وفي الصفوف الامامية في الدفاع عن الوطن في كل المعارك والاحداث التي مر التاريخ، ولن ينسي التاريخ موقف الكنيسة المصرية بقيادة قداسة البابا تواضروس الثاني في أحداث ثورة 30 يونيو العظيمة ودورها في الحفاظ علي امن واستقرار الوطن رغم ما تعرضت له من اعتداءات كانت تهدف إلى جر الوطن لحرب أهلية لكن كان موقف قداسة البابا عظيم عندما قال مقولته الشهيرة " وطن بدون كنائس خير من كنائس بدون وطن" وانا شخصيا كمواطن مصري قبل ان أكون قبطي اعتبر دور قداسة البابا تواضروس محوري وعظيم في الحفاظ علي امن واستقرار الوطن في اصعب مراحله التاريخية فهو البابا الأهم في كل تاريخ الكنيسة لأنه تواجد في أصعب مراحل تاريخية يمر بها الوطن.
وعن المشاركة الانتخابية فهي حق دستوري لكل مواطن ولكن الأهم من ذلك وظهر في تصريحات قداسة البابا " ان تكون مشهد المشاركة هو جدير بمكانة مصر، وفي تلك الظروف التي تواجه فيها مصر حرب شرسة تستهدف وجودها لابد ان يصطف المواطنين امام اللجان لكي نرسل رسالة قوية للخارج بأن الشارع المصري يدعم مؤسسات الدولة ويصطف خلف القيادة السياسية، وهذا ما يسمي بالشرعية الشعبية التي يتناولها الخارج بدراسة وتحليل عندما يتعامل مع أي نظام حاكم، وهذا ظهر جليًا في الانتخابات التركية التي أجريت منذ اشهر قليلة وخروج 80% من القوة التصويتية، وذلك أدى إلى إشادة كل الدوائر السياسية والإعلامية العالمية بقوة تلك الانتخابات التي رسخت نظام حكم الرئيس التركي أردوغان رغم فوزه بفارق ضئيل وهو 51%.
ورغم عدم وجود إحصائية رسمية لعدد الاقباط في القوة التصويتية المستحقة إلا أن كل المؤشرات تقول إنها لا تقل عن 10 ملايين صوت انتخابي على أقل تقدير يشملون أقباط الداخل والخارج وتلك قوة تصويتية لا يستهان بها، مخطي من يعتبر حث الكنيسة للمواطنين بالذهاب والمشاركة في العملية الانتخابية تدخل في السياسة وهذا ليس من اختصاص أو عمل الكنيسة، لأن تصريح قداسة البابا وكل رجال الكنيسة لم يتناول توجيه الناخب الي مرشح بعينيه بل كان التوجيه من اجل صورة مصر امام العالم وتلك رسالة وطنية عظيمة تدعم وتساند القيادة السياسية التي تفرز عنها العملية الانتخابية، وهذا هو دور الكنيسة في كل الأحداث السياسية التي تمر بالوطن ومن خلالها تعلن الكنيسة عن دعمها ومساندتها لمؤسسات الدولة التي تمثل المكونات التي يرتكز عليها الوطن في الامن والاستقرار.
ودور الكنيسة لا يقتصر على الداخل المصري فقط بل ممتد بقوة وتأثير في الخارج، وهذا ما يظهر دوما في جولات بابويات الكنيسة المصرية ولقائتهما ومقابلتهما الرسمية والإعلامية التي تخدم مصلحة الوطن في الخارج، وهنا الدور العظيم الذي يقوم به قداسة البابا تواضروس في الخارج فقبل ان يكون دور رعوي لأبناء الكنيسة، فهو دور وطني عظيم يخدم مصالح مصر الدولية ويساهم في رسم صورة عظيمة لداخل الوطن، ولما لمكانة الكنيسة المصرية القبطية من اسم ومكانة في الخارج هكذا يكون تأثير رأس الكنيسة عندما يزور الخارج.