أخيرًا أُسدل الستار على النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر المناخ COP28، والذي عقد بمدينة اكسبو دبي بالإمارات العربية، خلال الفترة من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر 2023، بحضور ممثلي 197 دولة؛ وهنا يرى الخبراء بأن مجموعة القرارات التي تم اتخاذها في نهاية المؤتمر مثل مراجعة القرارات الخاصة بمشروعات التخفيف والتكيف وأليات التمويل، خطوات هامة لدفع مسيرة العامل المناخي، مؤكدين أن الدول الافريقية هي الأكثر تضررًا بالتغيرات المناخية وهي الأحق بالمشروعات الخاصة بالتكيف.
من جانبها قالت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد: في العام الماضي في شرم الشيخ، كنا فخورين بالنتائج التي اتفقنا عليها بشكل جماعي وخاصة إنشاء صندوق وترتيبات تمويل للخسائر والأضرار، واليوم نحن فخورون بأن هذا الصندوق أصبح حقيقة هنا في دبي، ونحن فخورون أيضًا بأن لقد تم المضي قدمًا في العديد من النتائج الأخرى المتعلقة بالتكيف والتخفيف في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، ونحن على ثقة من أنه في ظل روح التفاهم والتعاون المتبادلين التي ظهرت هنا، سنواصل بشكل جماعي بناء مستقبل أفضل وأكثر أمانًا وازدهارًا.
كما أشادت ياسمين فؤاد بالتزام وإنجاز الرئاسة الإماراتية لمؤتمر المناخ COP28 بشأن التمويل، وتعبئة موارد كبيرة لصندوق الخسائر والأضرار وصندوق المناخ الأخضر، موضع تقدير كبير، متطلعة لاستمرار هذا الالتزام والقيادة الواضحين في المساعدة في سد الفجوة المالية، بما يسمح بالتنفيذ الفعلي، وخاصة فيما يتعلق بالتكيف، مع ضمان استمرار الاسترشاد بمفاهيم العدالة والإنصاف، مع ضمان حق البلدان النامية للتنمية المستدامة والقضاء على الفقر.
بدوره أعرب هشام عيسى الخبير الدولي للبيئة ورئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة السابق: عن سعادته بالمضي قدمًا في تفعيل تمويل الخسائر والأضرار ومسألة تبرع الإمارات بـ100 مليار دولار لأنه سيدفع عملية التمويل للمشروعات المناخية الخاصة بالتخفيف والتكيف.
ويضيف عيسى لـ"البوابة نيوز": البلدان الافريقية هي الأكثر أحقية بمشروعات التكيف التي تتعلق بالمياه والطاقة والكهرباء وحياة كريمة للقضاء علي الفقر خاصة أن القارة السمراء هي الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية التي تتمثل في ظواهر الجفاف والفيضانات وانتشار الأوبئة والأمرات وغياب الأمن الغذائي.
كما ذكرت وزيرة البيئة أن مؤتمر دبي للمناخ COP28، قام بالبناء الجيد على مخرجات مؤتمر شرم الشيخ للمناخ COP27، والذي مهد الطريق لاتخاذ قرارات هامة، وكان من أهمها تفعيل صندوق الخسائر والأضرار والذي تم إطلاقه خلال مؤتمر المناخ COP27 بمصر فى مدينة شرم الشيخ العام الماضي.
وكذلك خروج "اتفاق الإمارات" خاصة فيما يتعلق بالتقييم العالمي للمناخ، والتخفيف والتكيف وآليات للتمويل، التمهيد لتعزيز الرابطة بين التنوع البيولوجي والمناخ، انطلاقا من يوم التنوع البيولوجي في COP27 إلى يوم الطبيعة في COP28، علاوة عن تسريع العمل بالمبادرة المصرية العالمية للحلول القائمة على الطبيعة ENACT، إلى جانب استمرار تسليط الضوء على موضوعات هامة مرتبطة بتغير المناخ تعد تحدي للدول النامية والمنطقة بشكل خاص.
في السياق ذاته، يقول الدكتور وحيد إمام، رئيس الاتحاد النوعي للبيئة، ضمن الموضوعات التي ركزت عليها جلسات المؤتمر هي الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي والمائي والصحة، والعمل على التواءم بين مبادرة الرئاسة المصرية لمؤتمر COP27 "المخلفات 50/50 لافريقيا" ومبادرة الرئاسة الإماراتية لمؤتمر COP28 "المخلفات صفر انبعاثات".
ويضيف إمام لـ"البوابة نيوز": علينا الالتزام بالإجراءات المعززة لتسريع العمل المناخي العالمي، وهي اعتماد التقييم العالمي لتغير المناخ 2023، واتفاق الأطراف على القرارات الخاصة بالتخفيف والتكييف وآليات التمويل، ومنها اطلاق صندوق "ألتيرّا" للاستثمار المناخي، لتحفيز استثمارات العمل المناخي، وحشد تعهدات تمويلية جديدة بحوالي 85 م مليار دولار، وتقديم خطة عمل للحفاظ على تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، من خلال المساهمة في الحد من الانبعاثات.
ووضع اتفاق الإمارات هدفًا لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل كفاءة الطاقة، إلى جانب إصدار عدد من الإعلانات الخاصة بالزراعة والغذاء والصحة، ومبادرة عدد من شركات النفط والغاز، لأول مرة، بالحد من غاز الميثان والانبعاثات الأخرى.