اختتم مهرجان أبوظبي 2023 فعالياته بحفل موسيقي للموسيقار الكاتالوني الحائز على جائزة "جرامي"، جوردي سافال بعنوان "الأندلس وهيسبيريا القديمة"، إلى جانب أكثر من عشرين فنانا من مختلف أنحاء العالم وعدد من الفنانين من العالم العربي، وذلك في جامعة نيويورك في أبوظبي، في استعراض مبهر لروائع الشعر وإيقاعات الأندلس والموسيقى العربية الكلاسيكية.
وكرّم معالي الشيخ نهيان آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، راعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، النجم جوردي سافال بمنحه جائزة مهرجان أبوظبي لعام 2023 بالتعاون مع شوبارد، في السابع من ديسمبر في مجلس معاليه، تقديراً للإسهامات الاستثنائية التي قدمها سافال في مجالات الفنون والموسيقى، حيث تضم مسيرته المهنية أكثر من 230 تسجيلاً تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة والباروك والموسيقى الكلاسيكية، فيما حصد العديد من الجوائز المرموقة، ومنها جائزة ميديم الكلاسيكية، وجائزة الموسيقى الكلاسيكية الدولية، وجائزة غرامي.
وقالت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: "بمشاركة الفنان والباحث جوردي سافال وأكثر من عشرين مؤدياً وموسيقياً عربياً وعالمياً، نقدّم حفل "الأندلس وهيسبيريا القديمة" بالشراكة مع جامعة نيويورك أبوظبي، مع ما يتضمنه من روائع الشعر والإيقاعات الأندلسية والعربية القديمة، إسهاماً منا في تعميق علاقات الدبلوماسية الثقافية بين الإمارات وإسبانيا، وترجمةً لرؤية الدولة في الانفتاح على الحضارات والتلاقي بين الثقافات، وتسليط الضوء على الدور التاريخي لحضارة الأندلس كنموذج للتعايش الثقافي والحوار والسلام".
وتابعت سعادتها: "بهذه المناسبة، نمنح جائزة مهرجان أبوظبي لجوردي سافال، تكريماً لشخصيته الاستثنائية التي قدّمت الكثير لتاريخ الإنسانية والفنون والموسيقى، مع مسيرته المهنية الممتدة لأكثر من خمسين عامًا، والذي كرّس نفسه كأحد رواد البحث في الموسيقى التاريخية الأندلسية وتوثيقها، وقدّم مشروعه البحثي المتكامل كعازف كمان ومخرج وقائد موسيقي ومؤرخ، مما يجعله واحدًا من أكثر الشخصيات الموسيقية تنوعًا في جيله".
وقد سلط الحفل الضوء على التراث الأندلسي باعتباره نموذجا للتعايش والحوار وتعزيز قيم السلام، ويتجاوز هذا الحدث الثقافي حدود تعزيز الروابط بين الإمارات وإسبانيا، إذ يعكس التزام الدولة بتعزيز التبادل الثقافي والتواصل مع الثقافات المختلفة. ولعبت لمسات جوردي سافال الذي يتميز بمسيرة غنية وإطلاع واسع على أنواع الموسيقى القديمة، دوراً أساسياً في نجاح هذا الحفل، حيث انعكست خبرته الواضحة في تقديم مقطوعات كلاسيكية، وهو ما يثبت مكانته كموسيقي ماهر وقائد متفرد للفرقة الموسيقية، إضافة إلى دوره كباحث في الموسيقى التاريخية، ويعتبر هذا الحدث شهادة على تفاني سافال في إحياء الموسيقى القديمة وتقديمها لجمهور متنوع متعدد الثقافات.
وتؤكد جائزة مهرجان أبوظبي2023 على التزام المهرجان بتكريم المساهمات المتميزة في عالم الموسيقى، ونجح هذا الحدث الذي يعد واحداً من أبرز الفعاليات في التقويم الثقافي لإمارة أبوظبي، في تسليط الضوء على التقارب بين التقاليد الموسيقية، واحتفل بالإرث المميز لجوردي سافال في عالم الموسيقى.
كما شارك جوردي سافال، في إطار مبادرة رواق الفكر التي تقدّمها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، تجاربه وإلهامه كملحن وقائد فرقة موسيقية وفنان مع طلاب جامعة نيويورك في أبوظبي، وأدار النقاش موريس بومرانتز، المدير الأول للمعهد. ويبزر تأثير سافال في استخدامه الفن كوسيلة لتعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب والثقافات المتنوعة، حيث تضم برامج حفلاته الموسيقية ضيوفاً من خلفيات متنوعة، وتجسد التزامه بتعزيز الحوار بين الثقافات.
تأسست «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» عام 1996، وهي بذلك تعد واحدة من أقدم المؤسسات الثقافية في منطقة الخليج العربي. وتعنى المجموعة بدعم منجز الثقافة والفنون واستدامة التنمية الثقافية، عبر احتضان الإبداع لما فيه خير المجتمع إسهاماً منها في إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي، وتقدّم المجموعة طيفاً واسعاً من المبادرات منها مهرجان أبوظبي والعديد من المنصات الشبابية والبرامج المجتمعية التي تستقطب جماهير متنوعة، كما ترعى الإمكانات الإبداعية داخل الإمارات وخارجها بالتعاون مع كبريات المؤسسات الثقافية المحلية والعالمية.
وحظي مهرجان أبوظبي برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في الفترة من 2007 لغاية 2011. ويحمل المهرجان الذي تأسس عام 2004 تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الإعلام والثقافة آنذاك (وزير الخارجية حالياً، الراعي الفخري المؤسس لمهرجان أبوظبي)، هوية وروحية بلاد الخير، بلاد زايد، المبنية على قيم الحوار والاحترام والتسامح والسلام، والتميز في التعليم والمعرفة، بريادة الإبداع، وحرفية الإنجاز، وبناء الحضارة. يقدّم المهرجان سنوياً، ترجمةً لرؤيته في الاستثمار في الشباب وتمكين الصناعات الثقافية والإبداعية، عدداً كبيراً من الفعاليات التي تشتمل على أعمال العرض الأول وأعمال التكليف الحصري، عبر الإمارات السبع والعالم.