قال المفكر والمؤرخ القضائى القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة أثناء إدلائه بصوته فى الانتخابات الرئاسية بالإسكندرية فى خطاب مفتوح من الشعب المصرى الأصيل للمرشح السيسى وضمير أمة إن لسان الشعب المصرى الأصيل يقول لمن أنقذ الأمة من الهلاك لقد استطعت في فترة وجيزة القيام بإعداد تتويج العيش على عرش الضرورة ، واستطعت في الاختبار الصعب في السنوات العشر الماضية أن تحرك الاَلية الاقتصادية مع بداية حكمك في مشروع اذدواج القناة لمجرد أنك خاطبتنا فالتقى ضميرنا مع ضميرك ، والتقى عقلنا مع عقلك .
وأضاف"خفاجي" في تصريحات صحفية أثناء الإدلاء بصوته: " حمل المرشح السيسى على عاتقه تحديث الدولة المنهكة بعد ثورتين عامى 2011 و 2013 وأطلق المشروعات العملاقة فى جميع أنحاء البلاد والمدن الجديدة ومواجهة العشوائيات وإحداث نقلة نوعية فى خدمات التنمية، نحن نعترف بمدى الجهد الذى بذله والنيات الطيبة التى ناضل من أن تنعش هذه الصحوة على أرض مصر أرض الواقع، بركائز ومقومات هى الإنتاج والعمل والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتطهير أرض الوطن من الدنس والإرهاب وإعلاء قيمة الشهادة في سبيل الأهداف الوطنية فنزلت خطواته علينا برداً وسلاماً.
ووجه كلامه للرسي: "يا سيادة المرشح السيسى نحن لا نشك أنك تعرف أكثر من غيرك أن الطريق صعب وشاق وطويل وملغوم وتكتنفه معوقات عديدة وتناقضات فكرية ونظامية، لكنك استطعت أن تبذر البذور في أرض معظمها قابلة للنماء، ومساحة قليلة تربتها عصية على المعالجة لكن أفقك اتسع لفلسفة التخطيط والسياسات بالمشروعات الواضحة أمام الجميع، وفى عشر سنوات جربت القيادات رجالاً ونساءً واستبدلت مواقعهم عدة مرات، وهذا دليل واضح على أنك دائم البحث هنا وهناك عن طريق النجاة الذى ينقذ مصر من معاناتها وأزماتها الطاحنة، والتجريب المتعدد قصير المدى لأول مرة يجرى على أرض مصر بعد أن كانت السلبيات في عقود مضت تحت شعار الاستمرارية والقبوع في المنصب عشرات السنين بحجة الاستقرار وهى في الحقيقة أدت إلى الجمود واستنفدت على مدى عقود الفاقد من حصيلة الجهد الوطنى، ولهذا فإن لسان المواطن يقول لك إن انجازات عهدك انجازات حقيقية تعبر عن الإرادة الشعبية والطاقة البشرية".
وتابع: " انجازات السنوات العشر – وهى ضئيلة في عمر الزمن - هى بداية على الطريق الصحيح وينبغى علينا في ضوء الأحداث والمتغيرات والمستجدات والتحديات داخلياً وخارجياً أن نستخلص الدروس الواقعية فيها، وأن نتائج هذا التحليل سيكون منك أنت، بمعنى أدق فهذا يعطينا الثقة واليقين بأنه لا يوجد هناك ما يدعو إلى القلق أو المبالغة من أى مجموعة قريبة منك أو بعيدة عنك، لكن التجربة علمتنى وتعلم الشعب منك وتعلمت أنت من الشعب أن البسطاء هم أقرب إلى فكرك من الذين منحوا أنفسهم حق احتكار الحكمة وأطلقوا على أنفسهم أنهم حكماء ومفكرين وعلماء ولأنهم يريدون فرض أفكارهم ومصالحهم ويريدون أكثر من هذا أن توصم مصر كما كانت في الماضى بأنها كانت دولة فقيرة يسكنها بعض الأغنياء" .
واستطرد: "لقد أثلجت صدورنا كلمة واحدة منك حينما أطلقت مشروع صندوق تحيا مصر وقولت للمنتفعين الذين نهلوا من خيرات الوطن ورفضوا أن يساهموا في دعم الصندوق الذى يعود بالخير على بسطاء الشعب قولتك الواضحة (حتدفعوا حتدفعوا) معلياً من شأن المواطن كما تراه سيداً لهذه الأمة، ولن ينسى البسطاء استدعائك للمواطنة منى السيد إبراهيم بدر، صاحبة صورة جر عربة البضائع بالإسكندرية واستقبلتها في القصر الجمهورى وقمت كرئيس للدولة بتحطيم البروتوكول أمام هذه المواطنة البسيطة لتفتح لها باب السيارة.. أليست هذه إحدى المحطات الحيوية التى تعكس اعتزازك والتحامك وتعاطفك واحساسك بالبسطاء" .
وأردف: "وأتذكر حينما صافحت الشاب ياسين الزغبي من متحدي الإعاقة خلال المؤتمر الوطني الرابع للشباب بمكتبة الإسكندرية وقمت باحتضانه وتقبيل رأسه بعد أن طاف محافظات الوجه البحري على دراجة للقاء المواطنين والجلوس معهم لمعرفة مشكلاتهم ومطالبهم، ليجمع لك احساس الناس ومعاناتهم وسلمها إليك شخصياً وعرضتها على الرأى العام، وأتذكر الفلاح البسيط بجنوب الصعيد بقنا التى ضجت شكواه إليكم عن الأراضى المنهوبة فسمعته وحققت له سيادة القانون على جميع الرؤوس" .
واستكمل : "لا أريد أن استرسل في هذا المجال ولكنى أقول منذ أول تعاقدك مع الشعب وأنت في الموقع الأول لقيادة الوطن حينما طلبت التفويض من الشعب فوضك لأن الشعب شعر بالصدق في عزمك الأكيد على أن تنفذ إرادة هذا الشعب لتطهير البلاد من دعاة الظلام والإظلام، وأنت تقود بإرادة شعبية معركة الحفاظ على الهوية القومية حتى لا تنقسم الأمة، وأن التيارات التى تحاول أن تتستر خلف العقائد والدين عجزت عن تقديم حلول عملية للمشاكل اليومية الدنيوية" .
واختتم "خفاجى" رسالته بقوله: "إن الشعب المصرى نجح بامتياز يوم التصويت للحفاظ على الدولة وتأكيد مقوماتها من بناء صلب خاصة في عالم لا يحترم إلا القوى الذى يحافظ على حقوقه في هذه المرحلة التى تموج العالم بموجات من العواصف والأعاصير؟ إن خير ختام لى ما قاله عميد الأدب العربى طه حسين حينما ذهب بعد ثورة يوليو 1952 إلى مديرية التحرير في أحد الحقول الزراعية وأمسك بالسنابل وقال ببصيرته دون بصره، هذه ثمار يجتنيها من يعملون، ودرساً للذين لا يريدون لغيرهم أن يعملوا".