كشفت دراسة قام بها علماء الأحياء والمرممون الصينيون عن أهمية تأثير العوامل الطبيعية فى ظهور أنواع البكتيريا والطحالب المختلفة حول سور الصين العظيم وطبيعة استخدامها وأن البكتيريا الزرقاء والطحالب تغطي حوالي 67% من أجزاء السور العظيم بالصين وأظهر التحليل اللاحق لهذه الأقسام أن تلك القشرة من الميكروبات والطحالب تزيد من الاستقرار الميكانيكي للسور وتقلل من معدل تدميره تحت تأثير مختلف أشكال التآكل وكان قد توصل إلى هذا الاستنتاج فريق من المرممين وعلماء الأحياء بقيادة شياو بو الأستاذ في جامعة الصين الزراعية في بكين في أثناء دراسة حالة قسم يبلغ طوله 600 كيلومتر من سور الصين العظيم والذي يمتد إلى أربع مناطق في جمهورية الصين الشعبية وهي مقاطعتا شانشي وشنشي وكذلك منغوليا الداخلية ومنطقة نينغشيا هوي ذاتية الحكم.
وجمع العلماء عينات من مواد السور من ثمانية مواقع مختلفة في هذه المنطقة الشمالية الصينية ودرسوا خصائصها وقام العلماء بقياس مسامية التربة وهي التربة المضغوطة التي تشكل جدران أكبر تحصين عسكري على وجه الأرض كما قاموا بقياس مدى قدرة عينات من هذه المادة على مقاومة الإجهاد الميكانيكي ورصدوا تأثير الماء على هذه العينات وجدوا أنها تأثرت بشكل غير عادي بما إذا كانت تلك المناطق مغطاة بالطحالب والبكتيريا المختلفة. وإذا كانت موجودة في التحصينات فإنها كانت أكثر استقرارا وأفضل مقاومة للضغط وأشكال مختلفة من التآكل الناتج عن الماء والرياح مقارنة بأجزاء الجدران الخالية من الطحالب والميكروبات.
وجد العلماء أن التأثير الوقائي يختفي في حال تدني مستويات هطول الأمطار الأمر الذي يوضح سبب انهيار العديد من التحصينات الموجودة في المناطق الأكثر صحراوية في الصين، في حين نجت أجزاء أخرى من السور حتى يومنا هذا.
يذكر أن سور الصين العظيم بصفته أحد عجائب الدنيا السبع وتم إنشاؤه في الفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد وعصر حكم أسرة مينغ ويبلغ طوله بجميع فروعه حوالي 21 ألف كيلومتر ويمتد السور من مقاطعة لياونينغ في شمال شرق الصين إلى مقاطعة قانسو في شمال غرب الصين وفي عام 1987 تم إدراج هذا الأثر المعماري الأكبر في تاريخ البشرية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.