تمر علينا اليوم الإثنين الموافق 11 شهر ديسمبر ذكري تاسيس اليونيسيف أو منظمة الأمم المتحدة للطفولة،
وتأسست في 11 شهر ديسمبر عام 1946 بفضل تصويت بالإجماع في الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتقرر وقتئذ أن يقدم صندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة، كما كان يعرف آنذاك بتقديم إغاثة قصيرة الأجل للأطفال في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا.
وكانت اليونيسف،كما هي الآن، تمول بالكامل من التبرعات، وعندما لبيت احتياجات أطفال أوروبا فور انتهاء الحرب، واستمرت اليونيسف في عملها بعد الحرب بوصفها منظمة تابعة للأمم المتحدة هي الوكالة الحكومية الوحيدة المكرسة للأطفال على وجه الحصر، والمفوضة من قبل حكومات العالم لتعزيز وحماية حقوق الأطفال ورفاهيتهم.
وتشترك منظمات المجتمع المدني، بما فيها الشركاء من المنظمات الدولية غير الحكومية، بشكل كبير في أعمال اليونيسف في 158 دولة تمارس فيها اليونيسف نشاطها. كما يتم التشاور مع المنظمات غير الحكومية في المقر الرئيسي حول صياغة السياسة. وحالياً توظف اليونيسف أكثر من سبعة آلاف شخص يعملون في 155 بلد في سائر أنحاء العالم.
تاريخ المنظمة
في عام 1959 : إنشاء وكالة من أجل الأطفال حيث كإن الأطفال في مختلف أنحاء العالم يواجهون دوامة مستمرة من المرض والفقر تحبط التنمية العالمية، وكانت مهمة اليونيسف هي مهمة قيمة ولا تزل لا تقدر بثمن. وكانت حجته هي الغالبة: ففي الوقت الذي أصبحت فيه اليونيسف جزءًا دائماً من الأمم المتحدة.
و في عام 1953، كان عمر تلك المنظمة سبع سنوات، حيث كانت تعمل في حوالي 100 بلد. وفي عام 1959، جاء في إعلان الأمم المتحدة لحقوق الطفل أن ما يعانيه ملايين من الأطفال من جوع وفقر ومرض وتمييز وجهل إنما يشكل انتهاكاً لحقوقهم الأساسية، ومن ثم تغيرت حياة الأطفال إلى الأبد.
1960 – 1979: عقود التنمية
وتقرر أن تقدم اليونيسف ما هو أكثر من مجرد الإغاثة الإنسانية. وفي الستينات والسبعينات من القرن العشرين أصبحت قضايا التغذية والصحة والتعليم والأسرة مجالات تركيز إضافية لليونيسف. وفي تلك الفترة كان نصف إنفاق اليونيسف يكرس للتعلُّم وأصبحت اليونيسف محط أنظار العالم في سنة 1965 لنيلها جائزة نوبل للسلام وثبتت فعالية إدخال استراتيجيات غير باهظة التكلفة ـ من قبيل تقديم المغذيات الدقيقة واليود وفيتامين (أ) ومقويات الحديد ـ من أجل إنقاذ الأرواح.
1980 – 1989 : حالة الطوارئ الصامتة
ورغم عقود من العمل الإنساني، وبحلول عام 1980 توفي حوالي 15 مليون طفل لأسباب يمكن منعها كل عام. ففي هذا الوقت، بدأت ثورة بقاء الطفل على قيد الحياة وهي: فقد بدأ تنظيم ’أيام الهدوء‘ لتحصين الأطفال في المناطق التي تشهد صراعات وأصبح شعار ’التعليم للجميع‘ صيحة استنفار من أجل التنمية العالمية ووجد الأطفال والنساء بأن الحروب وأعمال العنف، والانتشار وباء فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز تحاصر حياتهم بدرجة متزايدة.
1990 – 1999 : الإقرار بحقوق الطفل
وأصبحت اتفاقية حقوق الطفل، التي اعتُمدت في عام 1990 من أكثر المعاهدات الدولية التي اعتُمدت دولياً في التاريخ. وأثناء هذا العقد أيضاً:
وضم مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل أكبر تجمع لقادة العالم وتُعرِّض النزاعات وأعمال الإبادة الجماعية الأطفال للخطر نتيجة للألغام الأرضية والمجاعة والاتجار بهم، كما أنها تحرمهم من حقهم في أن ينعموا بطفولتهم.
2000 – 2006 : الأطفال يمثلون محور التنمية
ولقد كانت الأهداف الإنمائية للألفية التي وُضعت في عام 2000 بمثابة مشروع للتنمية العالمية حتى سنة 2015. ومنذ بداية القرن الجديد:
احتلت مشاركة الشباب مركز الصدارة في الدورة الاستثنائية للأمم المتحدة المعنية بالأطفال وكان لوباء فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز الشامل تأثير على حياة الأطفال لم يكن له مثيل من قبل، مما شكَّل تحديات جديدة فيما يتعلق بالتقدم الاجتماعي.
الحاضر والمستقبل
علم اليونيسف
وما بدأ كتجربة مؤقتة قبل 60 عاماً قد أصبحت اليونيسف الوكالة الرائدة في العالم فيما يتعلق بشؤون الأطفال. واليوم تعمل اليونيسف في أكثر من 190 بلداً، بحيث تعمل مع الناس والشركاء لجعل العالم مكانا أفضل للأجيال القادمة.
وستون عاماً هي مجرد غمضة عين في مسار التاريخ، ولكن في تلك الفترة الزمنية القصيرة أصبح العالم مكاناً مختلفاً تماماً بالنسبة للأطفال. وباسترشادنا بالأهداف الإنمائية للألفية ستواصل اليونيسف تطورها ومواجهة التحديات التي يواجهها الأطفال في العالم.