تمر علينا اليوم الاثنين الموافق 11 شهر ديسمبر، ذكرى بدء محاكمة لويس السادس عشر ملك فرنسا بتهمة الخيانة من قبل المؤتمر الوطني في الثورة. الفرنسية، وجاء ذلك في11 شهر ديسمبر في عام 1792.
لويس السادس عشر
ولد لويس السادس عشر في 23 أغسطس عامو1754 ، وكان آخر ملوك فرنسا قبل سقوط الملكية إبان الثورة الفرنسية،
وأطلق عليه اسم المواطن لويس كابيه في الشهور الأربع التي سبقت إعدامه بالمقصلة، وكان لويس السادس عشر ابن لويس دوفان فرنسا، وهو ابن الملك لويس الخامس عشر ووريث عرشه.
أصبح لويس السادس عشر دوفان فرنسا بعد وفاة جده في العاشر من مايو عام 1774، وتقلد لقب ملك فرنسا ونافارا، وملك فرنسا حتى 4 سبتمبر 1791، واستمر ملكا حتى إلغاء الملكية في 21 سبتمبر عام 1792.
وتميزت فترة حكمه الأولى بمحاولات إصلاح الحكومة الفرنسية طبقًا لأفكار الحكم المطلق المستنير. شملت إصلاحاته إبطال العبودية وإلغاء الضريبة على الأرض وضريبة العمل (السخرة)، وتعزيز التسامح مع غير المسيحيين الكاثوليك، وإلغاء عقوبة إعدام الجنود الفارين من الخدمة العسكرية. أدت هذه الإصلاحات إلى نشوب عداوة بين الملك والنبلاء الفرنسيين، ونجح هؤلاء في منع تطبيق الإصلاحات. نجح لويس في إقرار رفع القيود عن سوق الحبوب الغذائية، مدعومًا بمساعي الوزير تورجو ذي التوجهات الليبرالية الاقتصادية، لكن رفع القيود أدى إلى زيادة أسعار الخبز. أدت السياسية السابقة إلى شحٍّ في الطعام إبان مواسم المحصول السيئة، خصوصًا موسم عام 1775 الذي دفع الناس إلى التمرد. منذ عام 1776،
دعم لويس السادس عشر مساعي المستوطنين الأمريكيين الشماليين للاستقلال عن بريطانيا العظمى، وحصل ذلك في معاهدة باريس عام 1783. مع ذلك، ساهم الدين الناتج والأزمة المالية في تضاؤل شعبية النظام القديم. أدى ما سبق إلى اجتماع طبقات المجتمع عام 1789، فساهم استياء الطبقتين الوسطى والدنيا من المجتمع الفرنسي في تقوية المعارضة المناهضة للأرستقراطية والحكم الملكي المطلق، وهو الحكم الذي تجسّد في لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري أنطوانيت. تميّز العنف والتوترات المتزايدين بأحداث مثل اقتحام سجن الباستيل، حيث اضطر الملك لويس تحت تأثير أعمال الشغب في الشارع إلى الاعتراف قطعيًا بالسلطة التشريعية للجمعية الوطنية.
دفع تعصب وتردد لويس بعض أطياف الشارع الفرنسي إلى وصفه برمز طغيان النظام القديم، فتدهورت شعبيته تدريجيا،و قبل 4 أشهر من إعلان الملكية الدستورية، بدأهروب لويس الفاشل إلى فارين بمثابة مبررٍ للشائعات التي تقول أن الملك ربط آمال خلاصِه السياسي باحتمالات حصول تدخلٍ خارجي. وقوضت مصداقية الملك بشدة،
وأصبح إبطال الملكية وتأسيس الجمهورية احتمالا تزايدت فرصة حصوله، مما أدى نمو العداء لرجال الدين في أوساط الثوريين إلى إبطال ضريبة الزكاة وإقرار سياسات حكومية أخرى تهدف إلى اجتثاث المسيحية من فرنسا.
في إطار الحرب الأهلية والدولية، أُوقف لويس السادس عشر واعتُقل إبان تمرّد 10 أغسطس عام 1792.
و أُبطلت الملكية بعد شهر، وأعلن عن قيام الجمهورية الفرنسية الأولى في 21 سبتمبر عام 1792 ،وتعرض لويس بعدها للمحاكمة على يد المؤتمر الوطني الفرنسي (الذي نصب نفسه محكمة لهذه المناسبة)، وحكم عليه بالخيانة العظمى، أوعدم بالمقصلة في 21 يناير عام 1793 تحت اسم المواطن لويس كابيه، بعد تدنيس منصبه وجعله مواطنا فرنسيا عاديا، وكابيه هو لقب أوغو كابيه مؤسس السلالة الكابيتية، وقد اختار الثوريون لقبه ليكون لقب لويس أيضًا.
كان لويس السادس عشر الملك الفرنسي الوحيد الذي يحاكم بالإعدام، وجلب موته نهاية نحو ألف سنة من الحكم الملكي المستمر لفرنسا.
و توفي ابناه في مرحلة الطفولة، وكانت ماريا تيريزا الطفلة الوحيدة التي بلغت سن الرشد قبل استعادة آل بوربون عرش فرنسا، لكن ماريا تيريزا مُنحت للنمساويين مقابل الإفراج عن سجناء حربٍ فرنسيين، وتوفيت الأخيرة بلا أطفالٍ في عام 1851.