قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة عاطل بالسجن المؤبد، والمشدد 15 سنة على آخر لاتهامهما بقتل شاب خلال مشاجرة نشبت بينهما بسبب خلافات الجيرة بين المجني عليه والمتهم الاول فى دائرة قسم شرطة عين شمس.
البداية كانت بتلقى ضباط مباحث قسم شرطة عين شمس بلاغا بنشوب مشاجرة بين اثنين من العاطلين وشاب أسفرت عن مصرع الأخير إثر طعنات نافذة بالصدر والبطن أودت بحياته ولاذ المتهمان بالفرار.
على الفور انتقلت قوة من قسم الشرطة والمباحث الجنائية إلى مسرح الجريمة لكشف ملابسات الحادث.
وبفحص جثة الشاب بمعرفة فريق من النيابة العامة والطب الشرعي تبين وجود عدة إصابات نافذة بمنطقتي الصدر والبطن.
وأمرت النيابة العامة بنقل جثة المجني عليه إلى مشرحة المستشفى مع التكليف بسرعة انتهاء الصفة التشريحية وإعداد تقرير لبيان سبب الوفاة.
وأمرت النيابة بسرعة تكثيف التحريات وتوسيع دوائر البحث لضبط المتهمين واستدعاء عدد من شهود العيان للاستماع إلى أقوالهم.
وأقر عدد من شهود العيان في تحقيقات النيابة بحسن خلق المجني عليه، وأنه لم يعتاد التشاجر مع أي من الجيران فكان معروف عنه حسن السمعة وطيب الخلق إلا أنه قبل الواقعة بقرابة اليومين نشبت بينه وبين أحد جيرانه (المتهم الأول) مشادة كلامية تطورت إلى تشاجر بالأيدي وتراشق بالألفاظ إثر قيام المتهم الأول ويدعى (خ. ج)، 26 سنة عاطل، ويحمل كارت إجرامي، سرقات بالإكراه وتعاطي مخدرات، باعتراض طريق شقيقة المجني عليه ومعاكستها.
وما أن اعترض المجني عليه على تصرفاته ووجه له اللوم فقام المتهم بتوجيه السباب والألفاظ النابية له ولشقيقته مما أسفر عن تطور المشادة إلى اشتباك بالأيدي قام على إثرها المجني عليه بتوجيه اللكمات إلى المتهم الأول فتدخل الجيران للفض بينهما.
وأضاف الشهود: أنه بمجرد انتهاء المشاجرة توعد المتهم الأول المجني عليه بالانتقام بعدما قام الأخير بتحذيره من التواجد أمام منزله مرة أخرى أو اعتراض طريق شقيقته.
وفي يوم الواقعة أثناء توجه المجني عليه إلى عمله فوجئ بالمتهم الأول ومعه أحد زملائه يجلسان على المقهى المواجه لمنزله فتوجه إليه، قائلا: "إيه اللي مقعدك هنا.. هو أنا مش حذرتك متعترضش طريق أختي تاني؟".
فما كان من المتهم الأول والثاني إلا أن قاما بمناوشته والسخرية منه وتوجيه الألفاظ النابية له ولشقيقته مما أشعل غضب المجني عليه فأمسك فتلابيب ملابس المتهم الأول وحاول صفعه فتدخل المتهم الثاني وانهال عليه باللكمات فأسقطاه على الأرض.
وأخرج المتهم الأول سلاح أبيض (مطواة قرن غزال) من بين طيات ملابسه مهددا المتواجدين بالاقتراب، قائلا: "أنا بس هعلمه الأدب وهربيه مش هموته".. فقام المجني عليه محاولا الانقضاض على المتهم الأول فقام المتهم الثاني بتكبيله وانهال عليه الأول بالطعنات في منطقتي الصدر والبطن فسقط المجني عليه غارقا في دمائه حتى وصلت قوة من المباحث بعدما فر المتهمان الأول والثاني هاربين.
وشكلت المباحث الجنائية دوائر بحث وكثفت من جمع التحريات السرية والمعلومات اللازمة عن المتهمين الاول والثاني، حتى أمكن التوصل إلى مكان اختباء المتهم الثاني لدى أحد أقاربه بمنطقة المرج، وبتكثيف الإجراءات وإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة أمكن القبض عليه وبمحاصرته في التحقيقات أقر باشتراكه مع المتهم الأول في ضرب المجني عليه إلا أن الأخير هو من قام بقتل المتهم بتوجيه الطعنات التي أردته قتيلا.
وأرشد المتهم الثاني إلى مكان اختباء المتهم الأول والذي ألقي القبض عليه وعثر بحوزته على السلاح المستخدم في الجريمة.
وتم اتخاذ الاجراءات القانونية حيال المتهمين وإحالتهما لمحكمة الجنايات التي قضت بحكمها سالف الذكر.