المتهم وضع جثته داخل جوال وألقى به بالترعة وشارك فى البحث عنه
“الدم بقي ميه”.. هناك في عزبة الحكيم بقرية مها بمركز العياط جنوب محافظة الجيزة سجلت واحدة من أبشع جرائم القتل التي شهدها الشارع المصري خلال العام الجاري، والتي قام فيها العم بدور الشيطان وراح يزهق حياة ابن أخيه الطفل الذي أتم عامه الثالث قبل بضعة أيام دون شفقة ولا رحمة بسبب خلافات مع شقيقه وزوجة شقيقه، ليدفع الطفل «مالك» ضريبة تلك الخلافات ويقتل دون ذنب اقترفه.
الخلافات الأسرية
اندلعت الخلافات الأسرية داخل منزل عم الطفل «مالك» ملاك العياط، بين عمه وزوجته، والتي قررت ترك المنزل وطلب الطلاق، لم يتحمل المتهم ترك زوجته عش الزوجية واتهم شقيقه وزوجة شقيقه والدي الطفل في المشاكل بينه وبين زوجته، وأنهما وراء تركها المنزل، ودقت طبول الحرب بينه وبينهما من الجهة الأخرى، ليقرر الانتقام منهما وقتل نجل شقيقه الطفل، الذي لم تقترف يداه شيئا من تلك الصراعات.
تعالي أجبلك حلوي
بعدما تملك الشيطان من عقل ذلك العم القاتل وضع خطته للتخلص من الطفل وقام باستدراجه أثناء لهوه أمام المنزل بحجة إعطائه الحلوي «تعالي يا مالك هجبلك حلوى»؛ ليتحرك الطفل مع عمه دون خوف، ولما لا فهو يعرفه جيدًا، ولا يمكن لطفل الذهاب مع غريب دون بكاء.
لم يرحم العم القاتل ضعف وبراءة نجل شقيقه الطفل ودلف به داخل المنزل وسرعان ما انقض عليه خنقًا دون رحمه حتى أزهق روحه «أبوك وأمك خربوا بيتي.. لازم أحرق قلبهم»، لحظات حتي هدأ روعه وخرج الشيطان من رأسه وعلم أنه ارتكب جرما كبيرا، «ايه اللي عملته ده؟.. أنا قتلت ابن أخويا» مع رهبة الموقف حاول استجماع قواه والتفكير في الهروب بجريمته من طبلية عشماوي التي باتت أمام أعينه.
جثة داخل الجوال
اختمر في ذهنه وضع جثة الطفل داخل جوال وحمله وإلقائه كمخلفات داخل ترعة الجيزاوية بقرية جزرا بمنطقة بعيدة عن العزبة التي يقطنون بها، وقام بحمل الجثة ونفذ خطته وعاد إلى منزله ينتظر معرفة شقيقه بتغيب نجله وتحضير نفسه للتفاجؤ والصدمة حتي لا تفتضح جريمته، على الجانب الآخر كانت زوجة شقيقه قد شعرت بتغيب نجلها.
وبدأت وزوجها البحث عنه حتى علم المتهم بذلك، فخرج يشاركهم رحلة البحث «يقتل القتيل ويمشي في جنازته»، بل وقام بكتابة بوست علي مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مدعوما بصورة الطفل «مالك» مناشدا رواد الموقع بالتواصل معه أن وجده أحدهم.
البحث عن «مالك»
ساعات وانتشر خبر تغيب الطفل بين قاطني عزبة الحكيم بل ومركز العياط برمته وذلك بسبب الشير لبوست تغيبه والذي لقي رواجا كبيرا بين أهالي المركز داعين له بالعودة، وكذا توجه والد الطفل لتحرير محضر بتغيب نجله داخل ديوان مركز شرطة العياط.
خلال ذلك ظهر الجوال علي سطح الماء وبداخله جثة الطفل، صدمه تلقاها الجميع لتتحول بوستات الدعاء بالرجوع إلي دعاء بالرحمة، وتنقلب العزبة رأسا على عقب فبمجرد العثور علي الجثة تحولت المنطقة إلى ثكنة عسكرية من ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة لكشف ملابسات وتفاصيل الجريمة النكراء.
الجثة تكشف عن قاتلها
وبحنكة ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة علموا بأن الجريمة أسرية منذ الوهلة الأولي وتم استجواب الأسرة جميعًا عدة مرات من قبل تطابق جميع كلام الأسرة معادا العم الذي في كل مرة تنقص أو تزيد إجابته وتختلف من محقق أمني لآخر، ليجتمع ضباط المباحث علي أنه القاتل.
وبدأوا في البحث والتحري عن علاقة العم بشقيقه وزوجة شقيقه والخلافات بدأت تظهر علي السطح والخيوط بدأت تتجمع، بالإضافة إلى خط آخر لا يدخل موضع الشك إلا وهو الكاميرات التي فضحت القاتل وأظهرت الطفل برفقته لتتجه كل أصابع الاتهام تجاهه ومع محاولته الهروب بجريمته إلا أن تضيق الخناق عليه دفعه للانهيار والاعتراف بجريمته وقام الرائد أحمد عبدالفتاح الملطاوي رئيس مباحث مركز شرطة العياط بضبطه واقتياده إلى ديوان المركز وتحرير محضر بالواقعة.
قرارات النيابة العامة
وبالعرض علي النيابة العامة بجنوب الجيزة أمرت بانتداب طبيبا شرعيا لتشريح جثة المجني عليه الطفل «مالك سعيد ماهر عبدالفتاح» 3 سنوات، وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحة لها وتسليم الجثمان لذويه لإجراء مراسم الدفن.
كما واجهت النيابة العامة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بصحتها وارتكاب الجريمة بدافع الانتقام من شقيقه وزوجة شقيقه وظنه بأنهما وراء خلافه مع زوجته وتركها المنزل، وعليه أمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسه 15 يومًا واصطحب فريقا من النيابة العامة المتهم إلى مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.