الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

كلمونا عن مصر.. التيجاني وكمال وعلي وبخيت "نبضها وقلبها وأقلامها"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

كلمونا عن مصر.. آه كلمونا عنها.. مدوا إيديهم وجابوا المواويل من رفوف القلب.. حكوا الحكاية كلها من أولها وأنا مصر كانت وحشاني.. ياااااه!.. وحشتنا مصر
ووحشنا ناسها وونسها.. وصوت مداسها ولقمة من قمحها ومن أرضها غموسها.. وحشتنا ضحكة شوارعها وريحة حواريها وسماع حكاويها.. وحشنا صوتها الدفي العفي
وأدها المفرود وشعرها السارح.. وحشنا توتها ونبوتها
ونيلها وليلها.. ومرارها سكرها.. ووردها وأذكارها
وعلمها وأفكارها.. وغصنها الطارح.. وحشنا طلعة الشمس من جبينها وطلة الصبح من عينيها..


أربع دوايات ما إن تغمس فيها القلم إلا وتشبع بالحرف، مين أين تكتب وكل الحروف تصارعت في الثغر؟! فيا ليت السطر "دهر" ليكفي الشرح والوصف للقاء أقل ما يقال عنه: إنه "على اسم مصر".

هذا سيناريو رباني حلقاته ذكر.. نافلة للمحبة.. ركعتين حمد وشكر.. وحديث عن الله وعن الشعر وعن التاريخ وعن مصر.

أما قبل.. 
فاللقلب وضوء وللحرف ثغر إن وضع في غير موضعه عض على شفاه، وإن سكن حيث أراد تبسم وأضاء وأنساب كخرير الماء وعلا كنجم السماء..

أحدهم "عبد الرحيم علي" استخدم الحرف درعًا وسيفًا فحارب كل فكر مغلوط وكان حليفه النصر.

عشرين عامًا،
وأنا أُجاهِدُ أن أريقَ العشقَ
أروي الأرضَ من شغفي،
أجاهد أن أبوحْ!
تتكسر الكلماتُ في عينيَّ
أسكب وجهَكِ المحموم فيّْ،
وأظلُّ أحلمُ بالندى!

والآخر "عبد الرحيم كمال" كتبه وصوره شخوص فعاش في الوجدِ.. وباتت تردده القلوب والألسنة فجمع بالحب بين الخواجة "عبد القادر" وحكيم الغلابة "عرفات".

كل إللي اعرفه
- إن إللي يحب ربنا يحبه
- وإن فلوس الجامع الفقير أولى بيها.
- وإن القلب له وضوء زي ما فيه وضوء للإيدين والراس والرجلين.
- وإللي ينفع الناس هو إللي يخدمهم وتحتيهم مش إللي فوقيهم.
- وإن إللي ما عايزش تدوله، وإللي عايز ويطلب بعدوه.
- وإن إللي ينصح بالفقر وهو غني يبقى شيطان.
- وإللي شاغل نفسه بمين قعد مع مين ومين قال إيه ومين لبس إيه يبقى ناقص أدب.
- وإن ربنا رحيم
- ربنا حنان منان معينساش حد، هو إللي يهدي العاصي، هو إللي يغفر للمذنبين وأنا أولهم.


والثالث "صلاح التيجاني" صنع من الحرف منبرا للعلم وقبلة للمعارف، لضمه في مسبحة فصار ما كتب بعدد حباتها.

والرابع "جمال بخيت".. شاعر الحب والحرية الذي كتب بقلبه قبل قلمه فخرجت الحروف أحاسيس وشخوص فكان فيلسوفا ينطق بألسنتا:

أنا فيلسوف وعينيكي شوك الأسئلة
عاملالي حتة مشكلة..
نظرت يمكن التقي في الكون جواب
ما لقيتش غير حبة سحاب متنتورين
أما اللى ثابت ف الفضا وع الأرض وف طعم السنيين.. سكة حنيين...
خطوة جنون متبرجة.. وتأملات الفلسفة متأجلة.

أربعة زرعوا وحصدوا ثمر الكد فصارت أسمائهم أعلام لا يجاريهم "ند" وليس بينهم وبين  الناس "سد"، فتحت لحروفهم القلوب والعقول وأتاهم الله مدادا ومددا ومد.

فمن سؤال طرحه "بخيت": دين أبوهم اسمه إيه؟ ل18 مجلدًا ومئات الأبحاث والمقالات ليشرح فيها عبد الرحيم علي من هم الإخوان؟ وكيف يتاجرون بالدين ويشكلون تهديدًا على الأوطان، لتعريف سمح لمعنى الدين الحقيقي جرى على لسان التيجاني وعلى سطور عبد الرحيم كمال ليكون جميعا فرسان للأقلام في معركة الوطن.


أما بعد
دارت نقاشات واستدعيت ذكريات خلال اللقاء كان من بينها تخليد لذكرى شاعر شارك عبد الرحيم علي وجمال بخيت في مؤتمر الأدباء الذي انعقد في المنيا عام 86 ومن روعة القصيدة التي ألقاها بعنوان هذه دنشواي الجديدة والتي لم تدرج في ديوان حيث مات شاعرها محمد إبراهيم بعدها بعام متأثرا بمرض البلهارسيا.

هذه دنشواي الجديدة
عالم من ورق وبقايا نساء
قطار يمر يدوس على واجهات المدن
أرجوحة من عذاب
يطيش على إثر تطويحها
المثقلون بهم الحقيقة دون رقاب
ويرجح من يأكلون على طاولات الخليفة
أفئدة البسطاء..
من الطبقات الذين زيت أرواحهم
خفضة الجفن عند مرور صبية
تثنت.. هي الكاس والآس والخز والبدر
في جملة واحدة..
هذه دنشواي الجديدة 
أنت فيها المعذب بحمل الحقيقة وحدك
فوق الذي يتأبط زنديك من موقرات ثقال..
عالم من ورق وبقايا نساء
وقطار يمر.. يدوس على واجهات المدن


ومن ذكريات مؤتمر الأدباء للوحة على الجدار لفيكتور هوجو سأل عنها الشيخ التيجاني ففتحت صفحة من الحديث عن فرنسا وكيف أن هوجو حافظ على بقاء برجل "إيفيل"، حينما ثار الفرنسيون ضد نابليون الثالث لبنائه برج من الحديد في قلب باريس، لدى زيارة إمبراطور ألمانيا، تباهيا بأن فرنسا لا تقل عن ألمانيا في عصر الصناعة.. وهنا جاءت قيمة هوجو الذي كتب مقالا قال فيه للفرنسيين أنتم لديكم حق في الاعتراض ونابليون لديه حق، فاجعلونا نترك الأمر 10 سنوات فإذا خرجت بعدها مظاهرات ضد إنشاء البرج فلنهدمه.. وها هو قد أصبح هذا البرج مزارا يجلب ملايين الدولارات.

والتقط "بخيت" طرف الحديث حيث دلف إلى الحديث عن مصر من ان بها كنوز من البشر والطبيعة تؤهلها لأن تكون رائدة في كل المجالات بشرط تبني مشروع تعليمي وثقافي وتوعوي كبير..
وتناقش الحضور في المخاطر المحيطة بمصر وما تحملته من كلفة عالية في القضاء على الإرهاب وإفساد ما كان مخططا لها من دمار بعد انتصار أكتوبر المجيد.
فمصر ما زالت تدهش العالم بكونها قادرة على تخطي حواجز المستحيل والحفاظ على أمنها وهويتها فمن يقرأ التاريخ سيعرف أن مصر تعرضت لاحتلال من كل صنف ولون حتى وصلت سنوات الاحتلال إلى 2000 عاما.

وتبادل علي وكمال وبخيت الحديث على مشروع عمل درامي يتناول طريق الإخوان للوصول إلى الاتحادية حيث يتعاونوا فيه ليكون راصدا حقيقيا لتلك الفترة الخطيرة التي مرت على هذا الوطن.

وفي نهاية اللقاء أهدى عبد الرحيم علي نسخ من اعماله الكاملة إلى الحضور وتبادلوا الصور التذكارية على موعد بلقاء آخر وحديث مستمر عن مصر وكيفية دعم القوى الناعمة لتؤدي دورها المنشود في مستقبل مصر.


الجدير بالذكر أن هذا اللقاء شارك فيه الأستاذة داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير البوابة، وخالد عبد الرحيم، العضو المنتدب، والدكتور حمادة عبد العزيز، أستاذ كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وعدد من صحفي البوابة نيوز.