وضعت روسيا، السبت، شروطها الخاصة بعملية السلام الدائم مع غريمتها أوكرانيا، لكي تضع أوزار الحرب القائمة منذ فبراير 2022، في وقت حث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قواته على أن يظلوا مبادرين في القتال، الذي تستحوذ خلاله روسيا على مزيد من الأراضي شرقي أوكرانيا، بحسب مراقبين.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن السلام الدائم في أوكرانيا، لن يكون ممكنًا إلا إذا توقف الغرب عن نقل الأسلحة إليها، وتقبل الواقع الإقليمي الجديد.
وقالت زاخاروفا، في مقابلة مع “فرانس برس”: "التوصل إلى حل شامل، ومستدام، وعادل للصراع الدائر حول أوكرانيا، يعتمد إلى حد كبير على معالجة أسبابه الجذرية، ويتعين على الغرب أن يتوقف عن تزويد القوات المسلحة الأوكرانية بالأسلحة، وعلى كييف، وقف الأعمال القتالية وسحب قواتها من الأراضي الروسية، ومن الضروري تأكيد وضع أوكرانيا المحايد وغير المنحاز والخالي من الأسلحة النووية وتنفيذ عملية نزع الأسلحة والقضاء على النازية فيها، والاعتراف بالواقع الإقليمي الجديد وضمان حقوق المواطنين الناطقين بالروسية، والأقليات القومية التي تعيش في هذا البلد".
وشددت زاخاروفا، على أن روسيا منفتحة على المفاوضات، لكنها أضافت بأن موسكو لا ترى، في الوقت الحالي، إرادة سياسية في كييف، أو في الغرب لإجراء هذه المفاوضات، وأشارت إلى أن أوكرانيا تريد من روسيا أن تستسلم.
وأضافت زاخاروفا: "بالطبع، وبناء على مثل هذه الشروط، لن نتحدث مع أي شخص من القيادة الأوكرانية"، مشيرة إلى أن روسيا لن تسمح بوجود دولة نازية عدوانية على حدودها، ينطلق من أراضيها تهديد لروسيا وجيرانها.
ومنع الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي مساعدة لأوكرانيا بقيمة 66 مليار دولار، مطالبين بأن تشدد الإدارة الأمريكية الإجراءات الحدودية في جنوب الولايات المتحدة ضد مهاجرين أمريكا اللاتينية.
إلى ذلك، دعا البرلمان الأوكراني، الاتحاد الأوروبي، لإطلاق مفاوضات انضمام البلاد إلى التكتل. وناشد النواب الأوكرانيون في البرلمان، دول الاتحاد الأوروبي، للموافقة على خوض مفاوضات الانضام مع أوكرانيا يوم الجمعة المقبل، وفقًا لبيان وافقت عليه أغلبية أعضاء البرلمان.
وكتب النائب البرلماني، ياروسلاف جيليزنياك، منشورًا عن التصويت على "تيليجرام". ومن المقرر أن يقرر القادة الأوروبيون في قمة للاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل ما إذا كانوا سيمضون قدمًا في المحادثات مع أوكرانيا. إذ شجع قادة التكتل تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كثيرًا خلال الحرب.
ورغم ذلك، تتردد مخاوف في بعض العواصم الأوروبية بشأن تحديات محتملة وتكاليف لضم أوكرانيا، وهي دولة كبيرة بها قطاع زراعي كبير وأفقر كثيرًا في المتوسط من دول الاتحاد الأوروبي.
كما دعا البرلمان الأوكراني دول الاتحاد الأوروبي إلى الاستمرار في مواصلة الدعم العسكري والمالي للبلاد وسط تواصل القتال الدموي على خطوط الجبهة ضد روسيا.
وأشارت المناشدة إلى استمرار الحاجة الملحة للمساعدات العسكرية، وتلك المالية اللازمة لإصلاح الدمار البالغ الذي سببته روسيا.