السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

أشرف عبد الغفور.. عاشق اللغة العربية

الفنان أشرف عبدالغفور
الفنان أشرف عبدالغفور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ودعت الساحة الفنية أحد فرسان المسرح المصري والعربي الفنان أشرف عبد الغفور، الذي رحل عن عالمنا الأحد الماضي، عن عمر ناهز 81 عامًا إثر حادث سير على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، ووالد الفنانة ريهام عبد الغفور، تاركا إرثًا فنيًا ضخمًا يظل باقيًا في وجدان الجميع رغم رحيله.

برع في تقديم الأدوار التاريخية المميزة

برع ابن مدينة المحلة الكبرى الفنان أشرف عبدالغفور في تقديم الأدوار التاريخية المميزة، التى تتطلب أداءً متمكنًا، وهو ما قدمه بسهولة ويسر، فهو صاحب الموهبة والصوت المميز الذى لا يختلف عليه أحد، جعلته حبيب الفنانين من الوسط الفنى، فانتخب نقيبًا للفنانين لفترة زمنية، أحبه الجميع من خلال صوته المميز فى أداء حلقات أسماء الله الحسنى بل وظل صوته فى أذهان الجميع.

عشق أشرف عبدالغفور الفن منذ الصغر، وبدأ هواية فن التمثيل من المسرح المدرسى، وبالتحديد مدرسة الجيزة الثانوية، وعقب ثورة ٢٣ يوليو نشأت منشآت فى الأحياء تحت عنوان «هيئة التحرير» التى تعتمد على النشاط السياسى، والاجتماعى، والثقافى، فكان أبناء حي الجيزة يجتمعون فى هذا المنتدى بهيئة التحرير، ومن هنا اندلعت شرارة بداية مشواره الفنى مع هيئة التحرير بالجيزة، ويشرف عليها الدكتور محمود على فهمى الطالب بكلية الهندسة.

وقد اختبر أشرف عبد الغفور وهو طالب بالصف الأول الثانوى، أثناء انضمامه للفرقة، حيث كان الاختبار منحصرًا فى ذلك الوقت، فقد قام بتقليد دور الفنان عبدالسلام النابلسي، واجتاز هذا الاختبار حتى أصبح عضوًا بفرقة هيئة التحرير، كان الملازم الأول والأخير والمرفق الآمن لكل الهواة فى هذا الوقت هى مسرحيات نجيب الريحاني.

وكانت أول أدواره فى مسرحية «قسمتي» قدم خلالها شخصية الولد الشقى الذي يدعى «صف صف»، وحصل على كأس التمثيل عن مسابقة الجمهورية، وهو طالب بالمرحلة الثانوية، وتسلم الجائزة بدار الأوبرا التى احترقت، وكانت بمثابة المرة الأولى التى يعتلي بها خشبة مسرح دار الأوبرا.

بدأ أشرف عبد الغفور مشواره الأكاديمي والفني بكل الوعي، فقرر أن يمتهن الفن والتحق بالمعهد العالى للسينما قسم التمثيل وتخرج فيه فى ١٩٦٣، وبدأ العمل الفنى من خلال مسرحيته «جلفدان هانم» للمؤلف على أحمد باكثير، وإخراج عبدالمنعم مدبولى، ولعب دور حفيد «جلفدان هانم»، وشاركه البطولة الفنانين: نعيمة وصفى، وفيفى يوسف، ومحمد عوض، والسيد راضى، ونوال أبوالفتوح وغيرهم، وبرزت موهبته العالية من خلال هذا الدور.

لم يكتشف موهبته بعد التحاقه بمعهد السينما بالشكل الحقيقى، فكانت موهبته تتجه نحو المسرح فى بداية ظهورها، وبدأ فى قراءة المترجمات والأعمال المسرحية العالمية، على الرغم أن المخرج يوسف شاهين كان يدرس له فى معهد السينما مادة الإخراج، وذلك من خلال كتيب مسرحى، فكان كل شىء يوجهه ويدفعه للمسرح.

وعندما وصل أشرف عبدالغفور للبكالوريوس فى معهد السينما، أعلن المسرح القومى، ومسارح التليفزيون التى أنشئت فى فترة الستينيات عن قبول ممثلين، وبالفعل تقدم لها واجتاز كل اختباراتها، وأصبح عضوًا بالمسرح القومى، وهو لم يتخرج فى المعهد، وتذكر اللجنة المهولة التى اختبرته.

وكان فى ذلك الوقت من الصعب الدخول للمسرح القومى فى ظل اختباراته التى كانت شديدة الصعوبة عكس الوقت الراهن، وعندما تطلع الفنان أحمد حمروش، رئيس اللجنة إلى أوراقه عقب الاختبارات فقال له: "إياك أن تتحول للسينما وتترك المسرح وخاصة بعد قبولك واختيارك عضوًا للمسرح القومى".

عشق أشرف عبدالغفور، اللغة العربية وبدأت العلاقة الترابطية معها فى مرحلة الثانوية العامة من الناحية الدراسية، أما الناحية العملية فى هذا الموضوع فيرجع ذلك للمخرج الإذاعى الشهير محمد الطوخي، الذى يمتلك استوديو خاصا بعنوان «القاهرة» بوسط البلد، وأنتج من خلاله أعمالا عديدة للمنطقة العربية، الـ«بى بى سى» بلندن، باللغة العربية الفصحى، على يد أساتذة متخصصين بها مستخدما التشكيل اللغوى فى النصوص.

ومن هنا بدأ أشرف عبد الغفور فى شراء القواميس، والمعاجم فى اللغة العربية من أجره بالإذاعة، وأخذ يبحث عن موضع الكلمة فى الرفع، والنصب، والجر، وغيرها، حتى وصل إلى درجة من الثقة بالنفس، ما أتاح له الفرصة فى إخراج بعض الأعمال الإذاعية لـلـ«بي بى سي»، التى ما زالت تذاع فى لندن والمنطقة العربية حتى الآن، جعلت حبه يزيد باللغة العربية واستمراره فى تمكنه منها لأنها فى حقيقة الأمر مجهود شخصي بحت نابع منه، وليس نابعا من دراسة بل من مجهود وإصرار حتى أصبحت عشقه الأول والأخير بجانب المسرح.

شارك أشرف عبدالغفور بالوقوف على خشبة المسرح مع مجموعة من كبار الفنانين من بينهم: حسين رياض، وشفيق نور الدين، وحسن البارودي، وعبدالمنعم إبراهيم، وتوفيق الدقن، ومحمد السبع، وسميحة أيوب، وسناء جميل، ونعيمة وصفي، وغيرهم.

كما أخرج له العديد من الأعمال كبار المخرجين من بينهم: كرم مطاوع، وسعد أردش، وكمال ياسين، وغيرهم، من خلال هذه العلاقات والممارسة وسط هذه النخبة العظيمة ساعدت فى تشكيل وجدانه وخاصة أن المسرح عالم قائم بذاته، يختلف تماما عن السينما.