الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

نهاية الحرب أم نهاية السلام؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عادت إسرائيل بعد الهدنة المؤقتة إلى سابق عهدها، وارتكبت مجازر في جنوب قطاع غزة، وأعادت ارتكاب جرائم الحرب التي تناقض كل القوانين  والأعراف الدولية، مثل تلك التي مارستها في شمال القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. قامت الطائرات بهدم البيوت فوق ساكنيها، وقامت بإجبار السكان إلى النزوح نحو جنوب القطاع بالقرب من الحدود المصرية في رفح. وأصبحنا أمام معضلة حقيقية، فإما ترتدع إسرائيل وتقبل بوقف الحرب، وإما تستمر في ممارستها الإجرامية، وتجبر السكان (حوالي ٢ مليون نسمه) على النزوح نحو سيناء. إذا حدث ذلك لا قدر الله، فقد لن يكون أمام مصر أى بديل سوى عودة أجواء الحرب مرة أخرى إلى المنطقة. لقد وصلنا إلى المرحلة الحاسمة، وأصبحنا في انتظار أحد خيارين لا ثالث لهما، وهما إما انتهاء الحرب وإما انتهاء السلام.

أولًا: انتهاء الحرب،

وضعت إسرائيل شروطًًا تعجيزية لإنهاء الحرب وهي القضاء على حماس واستعادة الأسرى والسيطرة على قطاع غزة. ومن الواضح أن إسرائيل غير قادرة على تحقيق أي من الأهداف الثلاثة في الوقت القريب. فلا حماس ستنتهي، لأنها فصيل مسلح يقاوم الاحتلال. واذا اختفت حماس فسوف يظهر فصيل آخر باسم آخر يقاوم الاحتلال. ولن تكون إسرائيل قادرة على تحرير الأسرى، إلا إذا أرادت أن تستردهم جثثًا هامدة. الأسرى في أنفاق تحت الأرض، ولن يكون بإمكان إسرائيل الدخول إلى الأنفاق وتحرير الأسرى إلا إذا اضطرت إلى هدم الأنفاق، وعندها سوف يموت الجميع، الأسرى وعناصر حماس سويًا. ولن تستطيع إسرائيل أيضًا إعادة احتلال غزة، فقد خرجت منها طواعية سنة ٢٠٠٥. كما أن  العودة إلى احتلال قطاع غزة يعني أنها ستكون مسؤولة قانونيًا عن إعاشة أكثر من ٢ مليون إنسان، وهو إمر مستبعد في الوقت الحالي.

ثانيا: انتهاء السلام،

إذا استمرت ممارسات إسرائيل في تهجير سكان القطاع من الشمال الي الجنوب، فلن يكون هناك أمام سكان القطاع إلا اقتحام معبر رفح والدخول إلى رفح المصرية في سيناء كما حدث من قبل سنة ٢٠٠٨.

رغم تأكيدات كل من مصر وكل الدول العربية والإسلامية، على أن تهجير سكان غزة نحو سيناء، سيكون بمثابة إعلان حرب على مصر، فلا أظن أن إسرائيل ترى الصورة هكذا. قادة إسرائيل الحاليون خاصة نيتنياهو، في مأزق، فنهاية الحرب تعني نهايته، ولذا فسوف يكابر ويعاند لإطالة أمد الحرب، وهذا هو الخطر الحقيقي والخطأ الذي يرتكبه.

دخول سكان غزة إلى سيناء يعني عودة أجواء الحرب، ليس فقط على الجبهة المصرية، ولكن أيضا علي حدود لبنان وسوريا والاردن، وفي الضفة الغربية، فهل تقدر إسرائيل علي ذلك؟

أعتقد أن قادة إسرائيل أمامهم خياران أحسنهما مر. إما خيار وقف الحرب والتفاوض على استعادة الأسرى، وايجاد مخرج سياسي لحكم القطاع من غير حماس، وإما توحيد الجميع ضدها واحتمال عودة الحرب الشاملة. أعتقد أن الغرض من إعادة الحرب على جنوب القطاع تكتيكي أكثر من كونه استراتيجيًا، وذلك بغرض تحسين شروط التفاوص مع حماس. واعتقد ايضا ان الحرب سوف تتوقف بعد هدم عدة مئات من البيوت وقتل عدة ألاف من الابرياء في جنوب قطاع غزة. بدون شك سوف تتوقف الحرب مهما طالت، وسوف تشرق شمس جديدة في المنطقة. كما أظن اننا سوف نصل في نهاية هذه المأساة إلى إسرائيل بدون نيتانياهو، وإلى مجتمع دولي أكثر تفهمًا لمعاناة الفلسطينيين، وأكثر جاهزية لمساعدة كل الاطراف للعيش في سلام في ظل الدولتين.

قولوا يارب.

*رئيس جامعة حورس