مرصد الأزهر لمكافحة التطرف هو أحد المراكز المستحدثة التابعة لمؤسسة الأزهر الشريف، حيث نبعت فكرةُ إنشائه بتوجيه من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف في 3 يونيو عام 2015، للقيام بدوره في نشر السلامِ العالمي، وترسيخِ تعاليم الدينِ الإسلامي الحنيف، وتعظيم رسالتِه القائمةِ على الوسطية، والاعتدالِ، والتسامحِ، والأخوةِ الإنسانيةِ، مؤكِدًا عالميةِ الأزهرِ الشريف، ومعززًا مكانةَ مصرَ العالمية في مجال مكافحةِ التطرفِ، وبناءِ السلمِ المجتمعي.
«البوابة نيوز»، حاورت الدكتورة ريهام سلامة، مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، التي أكدت أن المرصد عمل عبرَ وحداتِه البالغةِ الآن ثلاثةَ عشرَ وحدةً على تحقيق التوازن بين مكافحة التطرف، وترسيخِ ثقافةِ الحوارِ وقيمه، والتسامحِ، واحترامِ الأديان، وأن المرصد يلعب دورًا كبيرًا في تفكيك الأفكار المؤسسة للتنظيمات المتطرفة، وذلك من خلال إصدار العديد من الدراسات والبحوث والتقارير المتخصصة في هذا الشأن، والتي تهدف إلى كشف زيف هذه الأفكار، وتقديم بدائل فكرية صحيحة، وإلى نص الحوار:
■ ما طبيعة عمل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف.. وما الذي حققه على مدار أكثر من ٨ سنوات منذ إنشائه؟
- نبعت فكرةُ إنشاءِ مرصدِ الأزهرِ لمكافحةِ التطرفِ، الذي افتتحه فضيلةُ الإمامِ الأكبرِ الدكتور أحمدِ الطيبِ شيخِ الأزهر، في الثالث من شهر يونيو عام ٢٠١٥، للقيام بدوره في نشر السلامِ العالمي، وترسيخِ تعاليم الدينِ الإسلامي الحنيف، وتعظيم رسالتِه القائمةِ على الوسطية، والاعتدالِ، والتسامحِ، والأخوةِ الإنسانيةِ، مؤكِدًا عالميةِ الأزهرِ الشريف، ومعززًا مكانةَ مصرَ العالمية في مجال مكافحةِ التطرفِ، وبناءِ السلمِ المجتمعي.
ومنذ تأسيسِه، عملَ مرصدُ الأزهرِ عبرَ وحداتِه البالغةِ الآن ١٣ وحدةً، هي: العربيةُ، والإنجليزيةُ، والفرنسيةُ، والإسبانيةُ، والألمانيةُ، والصينيةُ، والتركيةُ، واللغاتُ الإفريقيةُ، والإيطاليةُ، والأرديةُ، والفارسيةُ، والعبريةُ، واليونانيةُ؛ على تحقيق التوازن بين مكافحة التطرف، وترسيخِ ثقافةِ الحوارِ وقيمه، والتسامحِ، واحترامِ الأديان.
ومنذ إنشائه اضطلع المرصد بمسئوليته تجاه الإنسانية لمحاربة التطرف والإرهاب، وإرساء قيم السلام والحب والإخاء حيث بلغ عددُ الندوات والورش الداخلية التي نظمها المرصد ١٣٤ ندوة وورشة، وبلغت أعداد الدراسات والكتب بلغات العالم المختلفة ١٣٣ إصدارًا.
وفيما يتعلق بالدورات التدريبية فقد أجرى المرصد ٩٤ دورةً، واستقبل المرصد زيارات من شخصيات ومؤسسات دولية بلغت في مجملها ٢٧٨ تنوعت ما بين الوفود الدبلوماسية، والعسكرية، والفكرية، هذا بخلاف الفعاليات المحلية والدولية التي بلغت (١٦٩) فعالية، أبرزها مشاركة مرصد الأزهر في عدد من فعاليات الأمم المتحدة، ما أسفر عن اختياري مديرا لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف وسفيرة لمنظمة "أديان من أجل السلام" التابعة للأمم المتحدة.
وانطلاقًا من أهمية المكون الشبابي باعتباره الركيزة الأساسية في قاطرة التنمية، فقد شارك مرصد الأزهر في النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
كما نظم المرصد معسكرًا تثقيفيًّا بمدينة الطور بجنوب سيناء، بمشاركة طلاب يمثلون ٢٨ دولةً، تحت شعار: "معًا ضد التطرف" بهدف تدريب هؤلاء الشباب على التمييز بين الأفكار المتداولة عبر صفحات الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي، هذا بخلاف مبادرة "اسمع واتكلم" التي تضمنت تنفيذ عدد من الفعاليات داخل الجامعات المصرية.
■ هل طبيعة عمل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تختلف عن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية؟
- تتضافر الجهود داخل مؤسسة الأزهر الشريف لنشر قيم الوسطية، والاعتدالِ، والتسامحِ، والسلام، والأخوةِ الإنسانيةِ، وبينما يُعنى مرصد دار الإفتاء المصرية بتتبع الفتاوى التكفيرية والرد عليها، ويتابع مرصد الأزهر بشكل أشمل بحوالي ١٣ لغة على مدار الساعة أحوال المسلمين حول العالم، ويرصد ويحلل ويواجه خطاب العنف والكراهية والأفكار المتطرفة التي تؤجج العنف والإرهاب في العالم، ويعمل على تحصين عقول الشباب والحفاظ على هويتهم.
■ أغلب تقارير مرصد الأزهر ترصد ظاهرة التطرف دون أن تسعى إلى تفكيكها.. ألا ترين أن دور المرصد مرتبط بتفكيك أفكار التنظيمات وليس رصدها فقط؟
- المتابع لما يقوم به المرصد يستطيع أن يدرك الدور الذي يقوم به ليس فقط في رصد وتتبع الأفكار المتطرفة بل تحليل تلك الأفكار وتفكيكها والرد عليها بالدليل من خلال لجان متخصصة في هذا الشأن.
ولم يكتف المرصد بدور رد الفعل بل أصدر العديد من الإصدارات المقروءة مثل كتاب: «الإسلام دين الرحمة لا دين السيف» باللغة الإنجليزية، يبين أساس عقيدة التوحيد في الإسلام وعالمية رسالة الدين الإسلامي وكفالته لحرية الاعتقاد، وأسس الوسطية في العقيدة الإسلامية من خلال بيان مدى سماحته ورحمته ورأفته بالأخر، مسلطًا الضوء على مفهوم «الآخر» من المنظور الإسلامي، لينتقل السياق تباعًا للحديث عن الجهاد في الإسلام وحكمه ومشروعيته وصوره وأخلاقياته، هذا بخلاف ما يقدمه المرصد من مواد عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة حيث أنتج حتى الآن أكثر من ١١٣ تصميمًا.
كما أنتجَ نحو ٥٠٠ مقطعٍ مرئيٍّ بالعربية، وباللغات الأجنبية، ونشرها عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
■ ما هو الدور الذي لعبه مرصد الأزهر في تفكيك الأفكار المؤسسة للتنظيمات المتطرفة.. وإذا كان من دور كبير في هذا الشأن لماذا فشلت جهود مكافحة هذه التنظيمات من الناحية الفكرية؟
- لعب مرصد الأزهر دورًا كبيرًا في تفكيك الأفكار المؤسسة للتنظيمات المتطرفة، من خلال إصدار العديد من الدراسات والبحوث والتقارير المتخصصة في هذا الشأن، والتي تهدف إلى كشف زيف هذه الأفكار، وتقديم بدائل فكرية صحيحة.
ومن أبرز الأدوار التي لعبها مرصد الأزهر في تفكيك الأفكار المتطرفة، تحليل ودراسة الأفكار المتطرفة، إذ قام مرصد الأزهر بتحليل ودراسة الأفكار المتطرفة، وذلك من أجل فهمها بشكل عميق، وكشف زيف هذه الأفكار.
كما كشف زيف الأفكار المتطرفة من خلال تقديم الأدلة والبراهين التي تثبت عدم صحة هذه الأفكار.
وقام مرصد الأزهر بتقديم بدائل فكرية صحيحة للأفكار المتطرفة، وذلك من أجل بناء فكر وسطي معتدل.
■ ما الذي يمكن أن تطورين به المرصد خاصة أن عمره تجاوز الـ٨ سنوات؟.. وهل ترين وضعًا جديدًا أو تحولًا مختلفًا للتنظيمات المتطرفة يستدعي أن يغير المرصد استراتيجية مواجهتها؟
- من المهم دائمًا تطوير الاستراتيجيات والجهود المخصصة لمكافحة التطرف، خاصة مع تطور التنظيمات المتطرفة وتغيرات البيئة الاجتماعية والتكنولوجية، إذا كان مرصد الأزهر قد تجاوز عمره الثماني سنوات، يمكنه أن ينظر في تحديث استراتيجياته وتوسيع نطاق جهوده بشكل مستمر.
هنا بعض الجوانب التي يمكن أن ينظر في تطويرها: التوسع في نطاق الأنشطة والتعاون مع المؤسسات الدولية، وذلك من أجل الوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور، وتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة التطرف.
أيضا إنشاء فرق عمل متخصصة في مختلف المجالات، مثل: مكافحة التطرف على وسائل التواصل الاجتماعي، ومكافحة التطرف الفكري، ومكافحة التطرف العنيف.
ومتابعة التطورات، ومن المهم أن يبقى المرصد حذرًا ويتابع التطورات في عالم التنظيمات المتطرفة والتحديات التي تطرحها، إذا كان هناك تحول جديد يستدعي تغيير استراتيجية المرصد، فيجب على المؤسسة أن تكون جاهزة للتكيف والتعامل مع هذه التحديات بفعالية.
كم نعمل على التعاون مع المؤسسات الدينية والإعلامية والأكاديمية في مختلف دول العالم، وتطوير برامج تدريبية وتأهيلية للعاملين في مجال مكافحة التطرف.
■ لماذا غاب دور المرصد على المستوى الشعبي؟.. وهل تخصص دوره في تغيير قناعات التنظيمات المتطرفة دون أن يحتك بالقاعدة الشعبية العريضة؟
- لا يمكن القول إن دور مرصد الأزهر غاب على المستوى الشعبي، حيث أنه يقوم بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي تستهدف الجمهور بشكل عام، ومن أبرزها أنه أصدر المرصد دراسة بعنوان "الخطاب الديني المتطرف في مصر"، والتي تم نشرها على موقع المرصد وحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، وتهدف هذه الدراسة إلى رصد وتحليل الخطاب الديني المتطرف في مصر، وكشف زيف هذا الخطاب.
ونظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف العديد من الندوات في مختلف المحافظات المصرية، بهدف نشر الوعي بخطورة التطرف والإرهاب، وتعزيز القيم الوسطية والسلمية لدى الجمهور آخرها محافظة الغربية على مدار أكثر من يوم.
ونظم مرصد الأزهر منتدى "اسمع وتكلم" في عام ٢٠٢٢، بهدف بناء جسور التواصل مع الشباب الذين قد يكونون عرضة للتطرف، وفهم أفكارهم وتوجهاتهم، ومحاولة إقناعهم بالتخلي عن أفكارهم المتطرفة. ويعتبر منتدى "اسمع وتكلم" من المبادرات المهمة التي قام بها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف.
ويعمل مرصد الأزهر على تنظيم معسكرات شبابية تثقيفية بهدف زيادة وعي الشباب بخطورة التطرف والإرهاب، من خلال جلسات الحوار والنقاش والأنشطة التعليمية، يتمكن المشاركون من فهم تأثير التطرف على المجتمع وكيفية الوقاية منه.
ولعل أبرز ما يميز معسكرات مرصد الأزهر لمكافحة التطرف هو أنها تعتمد على أسلوب الحوار والمناقشة، حيث يحرص المرصد على إشراك الشباب في الأنشطة والفعاليات، من أجل ضمان مشاركة فعالة وتفاعلية من جانبهم. كما يحرص المرصد على تقديم محتوى تعليمي وتثقيفي غني ومتنوع، وذلك من أجل جذب اهتمام الشباب وتحفيزهم على المشاركة.
■ هل يتمتع المرصد بمصداقية كبيرة لدى أنصار التنظيمات المتطرفة حتي يمكنه التأثير عليهم؟
- مكافحة التطرف هي مهمة صعبة ومعقدة، وتتطلب جهودًا كبيرة من المؤسسات المعنية، ويجب أن تركز هذه الجهود على تعزيز الوعي بخطورة التطرف، ونشر القيم الوسطية والسلمية، ويتمتع المرصد بمصداقية كبيرة لدى العديد من الدول وذلك بسبب كونه ينتمي لمؤسسة دينية عريقة لها تاريخ طويل في نشر الوسطية والاعتدال.
وبناءً على هذه المصداقية، يصبح تأثيره أكثر فعالية على التنظيمات المتطرفة، ومع ذلك، فإن التأثير على هذه الفئة ما زال يشكل تحديًا نظرًا لعوامل مثل الرفض المسبق لأفكار التطرف، والتأثيرات الخارجية التي تعمل على تشجيع هؤلاء الأشخاص على رفض أي جهود لمكافحة التطرف. كما أن كل فرد يختلف عن الآخر، ولذلك يجب تطوير استراتيجيات مختلفة للتعامل مع هذه الفئة والتأثير عليها.
ومع ذلك، يجب أن نفهم أن التنظيمات المتطرفة غالبًا ما تكون متشددة ومتحيزة تجاه الجهات والمؤسسات التي تعارض أفكارها، وبالنسبة للأنصار ومؤيدي هذه التنظيمات، قد يكون من الصعب أن يثقوا في مؤسسة مثل مرصد الأزهر، وقد يعتبرونها معادية لأفكارهم.
■ ما هي المكاسب والانتصارات التي حققها المرصد على مستوى تفكيك أفكار التنظيمات المتطرفة التي نشأت وانتشرت في مصر؟
- حقق مرصد الأزهر العديد من المكاسب والانتصارات على مستوى تفكيك أفكار التنظيمات المتطرفة التي نشأت وانتشرت في مصر.
ومن أبرزها إصدار الأبحاث والتقارير: مرصد الأزهر أصدر العديد من الدراسات والبحوث المتخصصة في مجال مكافحة التطرف وتفكيك أفكار التنظيمات المتطرفة. هذه الدراسات تساهم في توفير أدلة وأفكار تساهم في تعزيز الوعي والفهم الأفضل للأمور المتعلقة بالتطرف.
أيضا الحملات التوعوية، إذ نظم مرصد الأزهر العديد من الحملات التوعوية والندوات والمحاضرات حول مخاطر التطرف،هذه الجهود ساهمت في نشر الوعي بخطورة التطرف ودور المجتمع في مكافحته.
كما تم بناء جسور التواصل مع الشباب: ركز مرصد الأزهر على مخاطبة الشباب بشكل أكبر، وذلك من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، وتقديم محتوى إعلامي وثقافي يخاطب قضاياهم واهتماماتهم.
كما تم التعاون مع الجهات الرسمية والأكاديمية: مرصد الأزهر قام بالتعاون مع مختلف الجهات الرسمية في مصر والعديد من المؤسسات الأكاديمية والإعلامية، هذا التعاون ساهم في تعزيز الجهود الوطنية والدولية في مكافحة التطرف ونقل الرسائل السلمية والوسطية.
كما تم إعداد الندوات والدورات التعليمية، إذ قدم مرصد الأزهر الإشراف على العديد من الندوات والدورات التعليمية في مجال مكافحة التطرف وتعزيز الوسطية الدينية، وهذا يساعد في تأهيل القادة الدينيين والمجتمع بشكل عام على مكافحة التطرف.
■ حدثينا عن استراتيجية المرصد خلال العشر سنوات القادمة على مستوى برامج تفكيك الأفكار المتطرفة والهدامة؟
- تركز استراتيجية مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال العشر سنوات القادمة على تفكيك الأفكار المتطرفة والهدامة، من خلال التركيز على النقاط التالية:
- توسيع نطاق أنشطة المرصد لتشمل المزيد من الدول والمناطق، وذلك من خلال التعاون مع المؤسسات الدينية والإعلامية والأكاديمية في هذه الدول.
■ التركيز على مخاطبة الشباب بشكل أكبر، وذلك من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة.
- تطوير وسائل التواصل الاجتماعي للمرصد لتكون أكثر فعالية في مواجهة أفكار التنظيمات المتطرفة.
■ التركيز على تقديم محتوى إعلامي وثقافي يخاطب أنصار وحوارى التنظيمات المتطرفة بشكل مباشر.
- السعي إلى بناء جسور التواصل مع أنصار وحوارى التنظيمات المتطرفة، وفتح قنوات الحوار معهم.
وفيما يلي بعض البرامج التي يخطط مرصد الأزهر لتنفيذها خلال هذه الفترة:
- برنامج تفكيك الأفكار المتطرفة: يهدف هذا البرنامج إلى تحليل ودراسة الأفكار المتطرفة، وكشف زيف هذه الأفكار، وتقديم بدائل فكرية صحيحة.
- برنامج الحوار مع أنصار التنظيمات المتطرفة: يهدف هذا البرنامج إلى بناء جسور التواصل مع أنصار التنظيمات المتطرفة، وفتح قنوات الحوار معهم، ومحاولة إقناعهم بالتخلي عن أفكارهم المتطرفة.
- برنامج التوعية بمخاطر التطرف: يهدف هذا البرنامج إلى نشر الوعي حول مخاطر التطرف، وكيفية الوقاية منه.
وتهدف هذه البرامج إلى تحقيق الأهداف التالية:
- تفكيك الأفكار المتطرفة والهدامة، ونشر الوعي حول مخاطرها.
- بناء جسور التواصل مع أنصار التنظيمات المتطرفة، ومحاولة إقناعهم بالتخلي عن أفكارهم المتطرفة.
- تعزيز الأمن والاستقرار في العالم، ويدرك مرصد الأزهر أن مكافحة التطرف هي مهمة صعبة، ولكنها مهمة ضرورية للحفاظ على الأمن والاستقرار في العالم.
ولذلك يسعى المرصد إلى تطوير دوره في هذا المجال، وتقديم مساهمة فعالة في جهود مكافحة التطرف.
- كيف تعطى الأزمة الحالية في غزة مبررًا لجماعات متطرفة عدة بالتحرك نحو أهدافها في دول عدة؟
ما يحدث في غزة من دفاعٍ عن الوطن المحتل لا يمكن أن يكون مبررًا لأي جماعات متطرفة لارتكاب أعمال تخريبية في أي دول بالعالم، ما يحدث في غزة ليس إلا ردًا على أطول احتلال عرفه التاريخ في العصر الحديث، احتلال اليهود الصهاينة لأرض فلسطين التاريخية.
■ كيف يتجنب عالمنا العربي انزلاق شبابه إلى مستنقع التطرف؟
- الخطاب المضاد للفكر المتطرف أحد الإجراءات التي يجب اتباعها على نطاق واسع لمنع انزلاق الشباب العربي إلى هاوية التطرف، وللحفاظ على أمن وسلامة البلاد والعباد.
ويجب دمج الشباب بالمجتمعات وإقناعهم أنهم شركاء في بناء الوطن العربي ، وعلى الجامعات العربية تخريج شباب أكفاء قادرين على التعامل مع الشبكة العنكبوتية للتعاطي مع كل فكر منبوذ متطرف.
وينبغي زيادة المراكز المعنية بمكافحة التطرف وزيادة الأبحاث والدراسات عن كيفية محاربة الفكر المتطرف وينبغي ملء الفراغ الفكري الذي يعاني منه شبابنا بالدراسات الهادفة والعلم النافع حتى لا ينزلق إلى مستنقع التطرف.
كما يجب توفير مساحات حرة للتساؤل والاعتراض والنقد حول مختلف الموضوعات الحياتية، الأمر الذي يخلق حالة من الوعي والنضج الفكري والسلوكي بين شبابنا مع مرور الوقت، ونتطلع للوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور وتعزيز التعاون الدولى.
- كيف رصدتم تسويق إسرائيل لنفسها بأنها تتعرض لهجمات إرهابية أمام الرأي العام العالمي؟
لقد نجح الكيان الصهيوني عبر أبواقه الإعلامية ومنصاته الرقمية المتنوعة في تزييف الحقائق وادعاء الأكاذيب حول حرب غزة، لدرجة أن الإعلام الغربي المتنوع تبنى السردية الصهيونية الزائفة التي تشبه كذبًا المقاومة الفلسطينية بداعش، وأنهم سفكوا دم الأطفال، واغتصبوا النساء، ولم تأخذهم رحمة بأحد، وأن جنود الاحتلال أبناء النور يحاربون من أجل العالم كله الفلسطينيين أبناء الظلام، وأكثر الأمور استغرابًا هو إصرار حكومات الغرب على حق الاحتلال في الدفاع عن نفسه ردًا على طوفان الأقصى، وفي الحقيقة هذا منطق معوج قائم على التسويف وغض الطرف عن حقيقة هذا الاحتلال الغاصب للأراضي الفلسطينية منذ عام ١٩٤٨، ولا يستقيم هذا الإصرار وهذا الإدعاء الكاذب بتاتًا مع أي رؤية موضوعية لحقيقة هذا الاحتلال الصهيوني.