أشارت وزارة التضامن الاجتماعي إلى أن نسبة ختان الإناث وتأييد السيدات لها انخفضت و فقًا للإحصاءات القومية، حيث بلغت نسبة انتشار ختان الإناث خلال المرحلة العمرية من 15 لـ17 سنة 36% عام 2021، وذلك بعد أن كانت 61% في 2014 و 74% عام 2008.
وأضافت أن نسبة تأييد السيدات الذين تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 49 عاما لممارسة ختان البنات، انخفضت إلى 30% عام 2021 مقابل 58% في 2014 و62% في 2008 فيما كانت 68% عام 2005 و 75% عام 2000.
ولفتت وزارة التضامن الاجتماعي إلى أن 74% من حالات ختان الإناث تمت على يد أطباء، و10% من حالات ختان الإناث تمت على يد ممرضات، وذلك في بيان صادر لها العام الماضي، في إطار حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، تحت شعار «امسكوا طرف الخيط وشاركوا في القرار».
هل ختان الإناث سُنة؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أن ختان الإناث حرام واعتداء على جسد المرأة، ولا يوجد أمر أو إشارة في القرآن الكريم لختان الإناث، ولا يوجد دليل واحد من السُنة النبوية الصحيحة على وجوب ختان الإناث.
وأضافت الإفتاء أن تعاليم الإسلام تؤكد حرمة الجسد وحق الإنسان في أن ينعم بصحة جسدية ونفسية سليمة، وذلك تحقيقًا للحديث النبوي الصحيح "لا ضرر ولا ضرار"، موضحة أن تعاليم الإسلام تؤكد حق المرأة في علاقة زوجية سعيدة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور هنيدي عبد الجواد، أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر، إنه لا يوجد نص ديني صحيح يأمر بختان الإناث شرعًا، وما يستند عليه من أحاديث لادعاء أن هذا الأمر سنة نبوية فهي أحاديث ضعيفة، بل هو مجرد عادة مأخوذة عن العرب في العصر الجاهلي أي قبل الإسلام.
وأكد أستاذ الدراسات الإسلامية، أن الرأي الذي يعتمده الأزهر الشريف يستند على الرأي الطبي بأنه ألم جسدي يسبب أذى نفسي للفتاة المختونة، وضرر جسدي يؤثر على مستقبلها نتيجة لإصابتها ببرود جنسي يؤثر على علاقتها الزوجية.
جريمة يٌعاقب عليها القانون
أشارت وزارة التضامن الاجتماعي إلى أن ختان الإناث يمثل جناية وفقًا للمادة (242) مكرر من قانون العقوبات، والتي تنص على أن أي شخص " داية أو طبيب" يُختن بنت يٌعاقب بالسجن مدة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات.
وأوضحت التضامن أن ختان البنت إذا نتج عنه عاهة مستديمة أو وفاة، تصل العقوبة إلى السجن 15 سنة، مشيرة إلى أن الأهل الذين يختنون بناتهم يعاقبون بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد 3 سنوات.
الدولة: بالوعي نقدر نغلبها
والجدير بالذكر، أن وزارة التضامن الاجتماعي تناهض جريمة ختان الإناث من منظور ثقافي واجتماعي، وقانوني، وذلك من خلال برنامج وعي للتنمية المجتمعية، حيث أطلقت حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، تحت شعار «العنف يبدأ بفكرة..بالوعي نقدر نغلبها»، والعام الماضي انطلقت الحملة تحت عنوان «امسكوا طرف الخيط وشاركوا في القرار»، كما أطلقت في عام 2021 مبادرة بعنوان «ختان الإناث جريمة.. عائلات كتير بطلت وانتوا كمان تقدروا».
وتنطلق حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، تحت شعار «العنف يبدأ بفكرة..بالوعي نقدر نغلبها»، خلال الفترة من 26 فبراير و حتى 10 ديسمبر القادم، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وتستهدف الحملة توعية قطاعات مختلفة من المجتمع، منها الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، الفئات الأولى بالرعاية، وتعتمد في التوعية على عدة طرق منها: التعريف بمنظومة الخدمات التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي، استعراض قصص سيدات نجحن في التغلب على التحديات الاجتماعية والاقتصادية، عرض مجموعة من الرسائل والمعلومات الموثقة حول اتجاهات وممارسات العنف في المجتمع المصري والدولي والتي قام بإصدارها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية،
ينفذ الحملة برنامج «وعي للتنمية المجتمعية»، بالمشاركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي «جي آى زد».