بدأت النيابة العامة بأسوان، تحت إشراف المستشار عصام خليفة المحامى العام لنيابات أسوان، التحقيق في واقعة الأهمال الطبى داخل أحد عيادات العظام الشهيرة بأسوان، والتى أودت بحياة سيدة أسوانية فى العقد الرابع من العمر، بجرعة مخدر " بنج" خاطئة ، أثناء إجراء عملية عظام لها.
إستدعت النيابة، شهود العيان وأسرة السيدة الضحية لسماع أقوالهم، وإنتدبت الطب الشرعى لتشريح جثة المتوفاة للوقوف على أسباب الوفاة، وإستعجلت تقرير الطب الشرعى فى الواقعة.
ورد بلاغ يحمل رقم 16097 لسنة 2023 جنح أول أسوان، إلى نيابة قسم أول أسوان برئاسة المستشار محمد عصام مدير النيابة، مفاده تعرض أسماء صلاح الدين محمد حسب الله 41 سنة، تقيم بمنطقة الخزان بمدينة أسوان، لخطأ طبى جسيم داخل أحد عيادات العظام الشهيرة بمنطقة البركة وسط أسوان، مما أسفر عنه وفاتها، على يد إستشارى جراحة عظام شهير يدعى "سيد.ع . م".
وإستمعت النيابة لأقوال شقيقة المجنى عليها هبه صلاح الدين،والذى أكدت فى أقوالها، كانت شقيقتى فى رحلة منذ ثلاثة أشهر إلى مدينة الغردقة، وتعرضت للسقوط على كتفها الأيسر، وعقب عودتها إلى أسوان، توجهت للعديد من إستشارى وإخصائى العظام لعلاج حالتها، لشعورها ببعض الألام وعدم تحسن حالتها، حتى إستقر بها الحال فى نهاية الطاف إلى التوجه للمدعو الطبيب "سيد. ع . م " إستشارى جراحة العظام بعيادته الخاصة بمنطقة البركة وسط مدينة أسوان، والذى طلب منها إجراء اشعه على الكتف الايسر بأحد مراكز الاشعه الخاصة، وتبين وجود قطع جزئى فى وتر الكتف، وهو الذى تسبب لها فى وجود رشح أدى إلى تورم وبعض الالتهابات بالكتف بحسب ما أخبرها الطبيب، وأنه وصف لها روشته علاج تتضمن عقاقير وأمبولات للحقن مضاده للإتهاب والتورم و مرهم جيل، و طلب منها الحضور له مرة أخرى بعد مضى أسبوعين لحين إنتهاء فترة العلاج.
وتابعت أنه عقب حضورها للمرة الثانية لاحظ الطبيب، وجود ميل فى كتفها، وأخبرها بضرورة إجراء عملية بسيطة غدا، لن تستغرق سوى عشرة دقائق لرد الكتف مرة أخرى، وأنه سيستخدم لذلك " مخدر بنج موضعى " ، فى حين طلبنا إجراء تحاليل طبية قبل خضوعها للعملية، إلا أن الطبيب المعالج رفض، مؤكدا أن العملية بسيطة ولن تستغرق سوى دقائق معدودة.
وأضافت "هبه صلاح الدين" شقيقة ضحية الأهمال، أننا حضرنا فى اليوم التالى لموعد إجراء العملية، يوم الاحد ٢٦ نوفمبر الماضى، وطلب الطبيب من مساعدية، تجهيز غرفة العمليات، فى حين رفض مرافقتى لشقيقتى داخل غرفة العمليات
وإستطردت قائله، أنه بعد مضى خمس دقائق من دخول شقيقتى غرفة العمليات، شعرت بأمور مريبة وضجيج غير عادى، طاقم التمريض خرجوا مسرعين للخارج، وأحدهم دخل غرفة العمليات مرة أخرى يحمل جهاز تنفس، والأخر يحمل انبوب اكسجين، وحاولت الإستفسار عما يحدث والكل رفض الرد عن تساؤلاتى، كما أحكموا غلق باب غرفة العمليات، الأمر الذى إستدعى الإتصال بشقيقى الاصغر " محمد" والذى ساعدنى فى فتح باب غرفة العمليات الموصود، وكانت المفاجئة بأن وجدنا شقيقتى الضحية، على ترول العمليات فى حالة تشنجات دخلت بعده فى إغماء تام، فاقده للوعى مع تغير تام فى لون الجلد مائلا إلى اللون الأزرق.
وتابع "محمد صلاح" شقيق الضحية، الحديث، أنه دخل فى نوبة من الصراخ مع الطبيب لمعرفة أسباب تدهور حالة شقيقته الصحية، قائلا له" أنت اديتها ايييه ازاى تديها بنج بدون طبيب تخدير و بدون تحاليل، ليرد الطبيب انت هتعرفنى شغلى دا كلام فارغ هى هتفوق وتبقى كويسه)» كما إستدعى الطبيب المتهم زميل له، يدعى "محمد . س" طبيب تخدير، إستنجد به لمحاولة إنقاذ حياة شقيقتى، ودار بينهم نقاش حاد كنت شاهدا عليه ، قائلا له « ازاى تديها المخدر ده وريد و هو بيتحط فى جهاز »، وطلب منه سرعة نقلها إلى أقرب مستشفى نظرا لوجود خطورة على حياتها ولعدم توافر أى أمكانيات داخل العيادة .
وأكمل شقيق السيدة الضحية، أن الطبيب المتهم إستفسر منه عن خيار نقلها للمستشفى العام بالصداقه ، أو المستشفى الجامعى، الأمر الذى دفعنى إلى ، أصطحاب شقيقتى والتوجة بها مسرعا إلى مستشفى " الهلال"، القريبة من العيادة ، كما إصطحبت معى الممرضين الأثنين الذين كانوا فى العيادة، لتقديم الإسعافات الأولية اللازمة، وفور وصولنا للمستشفى تم إيداعها بغرفة العناية المركزة، وأجريت لها كافة عمليات الإفاقة وتوصيلها على جهاز تنفس صناعى، وتقديم كافة الإسعافات اللازمة والإنعاش القلبى، وإجراء بعض الفحوصات والتحاليل وكانت الحالة العامة سيئة جدا ودرجة الوعى 3/15، بحسب التقرير الطبى الذى حصلنا عليه من مستشفى ‘الهلال‘ إنذاك، فى حين فوجئت بطبيب العظام "سيد . ع " الذى وجهنا له الإتهام فى وفاة شقيقتى " بالحضور مصطحبا معه طبيب زميل له يدعى ‘أحمد . ش ‘أستاذ مخ وأعصاب بمستشفى أسوان الجامعى، للإطمئنان على الحالة الصحية العامة لضحية الأهمال، وعقب ملاحظته بتدهور حالتها الصحية إنصرفا من المستشفى، وعاد فى اليوم الثانى برفقة نفس الطبيب وطبيب تخدير أخر للإستفسار ومتابعة حالة شقيقتى.
وأكد أنه مع إستمرار عدم تحسن حالة شقيقته، أصرت الأسرة إلى نقلها من مستشفى الهلال، إلى قسم عناية الإفاقة بمستشفى أسوان الجامعى نظرا لتوافر الأمكانيات اللازمة، فى حين طلبت إدارة المستشفى الأولى سداد قيمة المستحقات المالية مقابل تكاليف العلاج على مدار يومين والتي وصلت إلى 30 ألف جنيه، وعقب إنهاء إجراءات النقل لمستشفى أسوان الجامعى، طلبنا من الطبيب المتهم الحضور للتوقيع على إقرار دخولها للمستشفى الجامعى بحسب الإجراءات المتبعة فى ذلك الشأن، وهو ما وافق عليه الطبيب مرغما عنه، وفى اليوم التالى للاسف الشديد حدث ما كنا لا نتمناه تدهورت الحالة العامة لشقيقتى الى أن فارقت الحياة، وفاضت روحها إلى بارئها لتشتكى له جشع وإهمال ذلك الطبيب، مخلفة لنا أصعب الذكريات.
وقد إستدعت النيابة الطبيب المتهم لإستجوابه وسؤاله عن الواقعة، ولكنه إمتنع عن الحضور هاربا إلى جهة غير معلومة.