مع اقتراب مرور شهرين على بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر، يبدو أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تتمكن من السيطرة على القطاع وما زالت المقاومة الفلسطينية صامده أمام آلات القتل والدمار الإسرائيلية، بعد النصر الكبير الذي حققوه، عندما اقتحم مقاتلو حركة حماس مستوطنات غلاف غزة في عملية نوعية لم يشهدها التاريخ العسكري، وألحقوا بإسرائيل هزيمة لم تشهدها منذ حرب أكتوبر 1973.
وقالت القناة الـ 12 العبرية، إن من يعول على استسلام حركة المقاومة الفلسطينية وزعيمها يحيى السنوار يعيش في عالم آخر.
وأضافت أن السنوار، الذي قضى 23 عاما في السجون الإسرائيلية، لن يعود بأي حال من الأحوال إلى السجن، فهو يفضل الاستشهاد على قضاء يومٍ واحد في سجنٍ إسرائيلي.
وأكدت الصحيفة التي اعتمدت على مصادر أمنية مطلعة، أن قائد حركة حماس في غزة لن يمنح الإسرائيليين متعة رؤيته برفقة قادة آخرين يغادِرون قطاع غزة وهم يحملون الرايات البيضاء تأكيدًا لاستسلامهم، فالشهادة بالنسبة لهم هي أمر محسوم، على حد تعبيرهم.
من جانبها أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الجيش الإسرائيلي لم ينجز حتى اللحظة ربع المهام التي ألقيت عليه، مشيرة إلى أنه ما زال حي الشجاعية شرقي غزة أمامه.
وقالت الصحيفة أنه معروف للجميع بأن الهجوم على الشجاعية شرقي غزة غير معقول، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال خاض في حي الشجاعية معارك ضارية خلال عملية (الجرف الصامد)، وقد قتل ستة جنود كانوا في الدبابة، وحتى اليوم ما زال الجنديين هدار غولدين وشاؤول أورون في إسر حركة حماس.
وهدد جيش الاحتلال 9 من قادة كتيبة الشجاعية، ووضعهم أمام خيارين إما الاستسلام وإما القتل.
وفي بيان قال جيش الاحتلال، "هذا البلاغ موجه لقادة كتيبة الشجاعية في حماس: اعتبروا هذا الإشعار إشعارا أخيرا.
إنكم جميعا مستهدفون. جيش الدفاع سيعمل بقوة شديدة للغاية في الحي من أجل تفكيك البنى التحتية الحمساوية الإرهابية. أمامكم خياران:
الاستسلام ووضع أسلحتكم أو البقاء ومواجهة مصير مشابه لذلك الذي واجهه وسام فرحات ويونس مشتهى".
وفي أخر إحصائية أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى نحو 16 ألف شهيدًا، وأكثر من 42 ألف جريح، منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء، مضيفًا أن الاحتلال الاسرائيلي يتعمّد قصف المستشفيات في غزة والشمال لإخراجها عن الخدمة، وقتل وإرهاب الطواقم الطبية والجرحى والنازحين في مستشفيات غزة والشمال لإجبارهم على الإخلاء القسري.
على الجانب الأخر، أعلن جيش الإسرائيلي الاحتلال، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة قتلاه منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي إلى 406.
من جهتها، حذّرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر من أن الوضع في قطاع غزة لا يطاق، مجددة نداءها العاجل لحماية المدنيين التزامًا بالقانون الدولي الإنساني.
وقالت إيغر في تدوينة نشرتها المنظمة على منصة إكس:"وصلت إلى غزة حيث معاناة الناس لا تطاق"، مشددة على أنّه "من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن في غزة".
وشددت على ضرورة السماح بدخول المساعدات إلى غزة دون عراقيل، مشيرة إلى أنه "لا توجد استجابة إنسانية كافية حاليًا في ظل الحصار العسكري القائم على غزة".
من جهتها، أعلنت "الأونروا" نزوح نحو 1.9 مليون شخص في أنحاء قطاع غزة أي أكثر من 80% من السكان، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأشارت الوكالة في بيان، إلى "ارتفاع عدد قتلى موظفيها في قطاع غزة إلى 111 منذ بداية الحرب" على القطاع منذ نحو شهرين.