نالت صور العذراء مريم والطفل يسوع بالشال الفلسطيني، للفنان التشكيلى وديع خالد شهرة وانتشارا واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ خلال الأيام الماضية و فى ظل أحداث غزة الحالية.
ويعد الفنان التشكيلى الفلسطينى وديع خالد من أبرز الرسامين الذى يحتل مكانة كبيرة فى الأوساط التشكيلية العربية وتجذب أعماله محبى وعشاق الفن التشكيلي.
وهو من مواليد مخيم العروب أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين عام ١٩٤٨م، وأنهى دراسته الأساسية فى مدارس وكالة الغوث التابعة للانروا، ثم استكمل الثانوية فى إحدى القرى المجاورة لهذا المخيم، وكان ضمن الفرع العلمى وبعدها التحق بجامعة القدس لدراسة الفنون الجميلة، ليستكمل مشواره مع موهبة الرسم التى بدأت معه منذ طفولته.
عن لوحة العذراء مريم وأعماله الأخرى ورؤيته للفن التشكيلى الفلسطينى تحدث الرسام وديع خالد لـ"البوابة نيوز"؛ وإلى نص الحوار:
إسرائيل تقمع كل إبداع والفن التشكيلى بفلسطين صرخة احتجاج وَمقاومة
حركة الفن التشكيلى الفلسطينية متقطعة وليس لها مسار واضح
■ كيف جاءت فكرة لوحة العذراء مريم والطفل يسوع بالشال الفلسطيني؟
- فكرة العذراء هى فكرة الأم الفلسطينية الوجود الفلسطينى المسلم المسيحى ضد المحاولات العديدة لطمسه وتهويده.
■ وكيف ترى ردود الأفعال على السوشيال ميديا عن هذه اللوحة؟
- هناك العديد من الرسائل كانت تصلنى تخص هذه الأعمال. أولا وجدتها لامست قلوب الكثيرين فمنهم من أخبرنى بتواصل صلاته من أجل فلسطين. ومنهم من كان يبكي. لأجل المولد ومهد المسيح.
■ وما رؤيتك لدور الفن التشكيلى فى مثل هذه الظروف التى تمر بها فلسطين؟
- أرى أن الفنان هو مواطن يعيش فى بلده يرجو دائما السلام والمحبة. وهذه هى أساس رسالته، لطالما أنا جزء من هذا الكل (المجتمع). وهنا يأتى دور الفنان بطريقة فهمه لمشاعر المجتمع وحالات الارباك والمتاهة فى لحظات الحروب والتى يحاول فى كل مرة تذكير مجتمعه بنقطة ارتكاز، كلوحة تلامس الحدث اليومي. ووضعه عند هذه النقطة. محاولا إعطاء المعنويات العالية لمجتمعه.
■ كيف تصف حركة الفن التشكيلى فى فلسطين؟
- حركة الفن التشكيلى فى فلسطين حركة متقطعة ليس لها مسار واضح. فكثيرا ما كانت أوضاع الحرب والتهديد تهدد حركة الفنان، بل وأيضا كانت تخسره أعماله، وتمنع أعمالا أخرى من ظهروها تحت صنف الممنوع أو الخطر أو غير المرغوب به.
■ ماهو رد الفعل الإسرائيلى تجاه الفن التشكيلى الفلسطينى وخاصة الذى يخدم القضية الفلسطينية؟
- هو رد قمعى لكل إبداع يحاول إظهار الموروث الكنعانى والقيم الفلسطينية. وهو يحاول كتم بل ومحو هذه الرواية وتقديم رواية قاصرة متخبطة تاريخيا.
■ ما هى أبرز اللوحات لفنانين آخرين نالت إعجابك؟
- لوحة العشاء الأخير هى لوحة المؤامرة التى بدأت ولا تزال على شعبنا الفلسطينى ومقدساته. وهى للتذكير بهذه المؤامرة المستمرة، كما هو واضح فى لوحة دافنشى كيف تمت المؤامرة على السيد المسيح فى ضوء النهار.
■ فى رأيك كيف أثر الاحتلال فى تطور الرمز لدى الفنان التشكيلى الفلسطينى بصفة عامة ولديك بصفة خاصة؟
- أولا هناك العديد من الرموز الفلسطينية فموروثنا الكنعانى موروث مليء وعميق من ما يقارب الـ ١٠٠٠٠سنه قبل الميلاد.
ولا نزال نحتاج لوقت لا نهائى لإعادة صياغتها أو الحديث عنها. فالعامل الأهم فى وجود الرموز هى الأرض الكنعانية وحضرتها.
ولا ننسى هناك جزء تم انتشاره بشكل سريع بفعل سياسات وعقوبات الاحتلال، كشجرة الزيتون والكوفية والبطيخة والتى كانت لبدايات الحركة التشكيلية عندما منعوا من رسم العلم الفلسطيني. بألوانه الأربعة.