سجل سعر الذهب عالميا مستوى تاريخيا جديدا متخطياً حاجز المستوى 2100 دولار للأونصة في ظل التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة الأمريكية نهاية الربع الأول من العام القادم، بالإضافة إلى عودة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
وارتفعت أسعار الذهب الفوري خلال تداولات اليوم الاثنين ليسجل أعلى مستوى على الإطلاق عند المستوى 2148 دولارا للأونصة، قبل أن ينخفض بشكل حاد وسريع ليتداول حالياً وقت نشر تقرير جولد عند المستوى 2066 دولارا للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2071 دولارا للأونصة.
وخلال الأسبوع الماضي ارتفع سعر الذهب بنسبة 3.5% مقترباً من القمة التاريخية الأخيرة عند 2080 دولارا للأونصة، قبل أن يخترقها مع بداية تداولات هذا الأسبوع بشكل سريع وعنيف ليعود بعدها إلى التراجع.
التصريحات الأخيرة لرئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة الماضية بأن مخاطر التشديد الزائد أو الافراط في السياسة النقدية أصبحت أكثر توازنا، لكن البنك الاحتياطي الفيدرالي لا يفكر في خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي.
الأسواق اعتبرت هذه التصريحات حذرة بشكل كبير من قبل رئيس البنك واستمرت في التسعير باحتمال 70% أن تنخفض الفائدة خلال اجتماع البنك الفيدرالي في مارس القادم، بينما تخطت التوقعات 97% أن البنك الفيدرالي سيثبت أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأسبوع القادم وهو الأخير لهذا العام.
من ناحية أخرى تغذي الطلب على الذهب بسبب الهجوم على سفينة حربية أمريكية وسفن تجارية في البحر الأحمر، مما زاد المخاوف بشأن تصعيد التوترات الجيوسياسية مع مخاوف من مناوشات بين الولايات المتحدة وإيران.
أما عن الدولار الأمريكي فقد ارتفع اليوم وفقاً لمؤشر الدولار بنسبة 0.2% وذلك على الرغم من تحرك الذهب العنيف بداية الجلسة، يأتي هذا بعد انخفاض مؤشر الدولار خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.2% وكان قد سجل أدنى مستوى منذ 3 أشهر، وسجل العائد على السندات لأجل 10 سنوات ارتفاع بشكل طفيف اليوم ليبقى بالقرب من أدنى مستوى سجله منذ شهرين ونصف خلال الأسبوع الماضي عند 4.197%.
الارتفاع الكبير مطلع تداولات اليوم في أسعار الذهب جاء مفاجئ ولم يستمر إلا لفترة وجيزة للغاية قبل أن يعود إلى التراجع بشكل سريع ويتداول حالياً على انخفاض، وبالتالي يعد هذا التحرك بمثابة تغيرات فنية للأسعار والدليل على ذلك عدم حدوث انخفاض كبير في مستويات الدولار أو في العائد على السندات الحكومية.
وبشكل عام اتجاه تداولات الذهب يظل مرتفع بشكل كبير بعد أن تغيرت توقعات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي التي تشير الآن إلى انتهاء سياسية التشديد النقدي، وأن الفيدرالي قد يعود إلى التحفيز النقدي وخفض الفائدة خلال العام القادم وهو ما يعد أخبار إيجابية للذهب.
هذا بالإضافة إلى عمليات الشراء القوية والمستمرة للذهب الفعلي من قبل البنوك المركزية العالمية وعلى رأسها الصين، حيث تعمل البنوك على زيادة احتياطيها من المعدن النفيس منذ بدء الحرب بين روسياً وأوكرانيا.
ماذا نترقب هذا الأسبوع؟
تنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات الوظائف عن الاقتصاد الأمريكي، حيث يصدر يوم الجمعة القادمة تقرير الوظائف الحكومي للقطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة الأمريكية عن شهر نوفمبر، مع توقعات بتسجيل وظائف جديدة بمقدار 185 ألف وظيفة بعد القراءة السابقة بقيمة 150 ألف وظيفة.
تقرير الوظائف يعد أحد أهم التقارير التي يعتمد عليها البنك الفيدرالي في تقييم أوضاع الاقتصاد الأمريكي قبل اتخاذ قرار السياسة النقدية خلال اجتماع البنك خلال الأسبوع القادم، ومن شأن هذا التقرير التأثير على أداء الدولار الأمريكي وبالتالي على تحركات الذهب خلال الفترة القادمة.