الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

المطران عطا الله حنا: المسيحيون في هذه الديار ليسوا أقلية ونرفض محاولات النيل من أصالة وجودهم وانتمائهم

المطران عطا الله
المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 أكد المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس لدى استقباله صباح هذا اليوم لوفد من أبناء الرعية الارثوذكسية في مدينة حيفا، حيث استقبلهم في كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم، عراقة الحضور المسيحي في هذه البقعة المباركة من العالم.

 وقال في كلمته إننا نريد مسيحيين حقيقيين وليس مسيحيين مزيفين يدعون الانتماء للمسيحية ولكنهم لا يعرفوا شيئا عن روحانيتها وقيمها ورسالتها .

وأضاف “حنا ” خلال ما نشره عبر صفحته الرسمية علي شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك ، اليوم الإثنين، أن المسيحية ليست شعارات وليست أوشاما ترسم على الاجسام بقدر ما هي محبة لا حدود لها فالصليب المقدس قبل ان يكون معلقا على صدورنا يجب ان يكون مغروسا في قلوبنا وما قيمة الصليب الذي يتزين به البعض اذا لم يكن موجودا في وجداننا وفي حياتنا لكي يقوينا ويعزينا ويرشدنا الى الطريق القويم .

وتابع “حنا”: من المؤسف أن نرى اليوم أن هناك مسيحيون يدعون انهم مسيحيين ولكن ما ينادون به لا علاقة له بالمسيحية لا بل بعضهم اصبح منخرطا في أجندات ومشاريع وبرامج معادية للكنيسة ورسالتها وحضورها في هذه البقعة المباركة من العالم .

واستطرد “ حنا ” ان وسائل التواصل الاجتماعي وفرت منصات اعلامية لهؤلاء وهذه هي احدى سيئات وسائل التواصل الاجتماعي انها توفر منصات اعلامية لاولئك الذين يبثون سمومهم وخطاب الكراهية والتجرد عن أية قيمة إنسانية وروحية نبيلة .

تابع “حنا” نحمد الله أن هؤلاء هم قلة في عددهم ولكنهم يشكلون خطرا كبيرا على الحضور المسيحي ولربما اخطر من اي شيء اخر لانهم يسعون لتدمير الكنيسة من الداخل ويسعون للمس بقيم المسيحية وهم الذين يدعون الحرص عليها ولكنهم لا يعرفون شيئا عن قيم الإنجيل ورسالته في هذا العالم .

وأشار" حنا " إلى ان مواجهة هذا المد لا يمكن ان تكون الا من خلال التوعية والدور الذي يجب ان يقوم به الرعاة مع تأكيدنا بأن هذه الفئة من المنحرفين والضالين نحن لا نعاديهم فنحن لا نعادي احدا ولا نكره احدا ولكننا نصلي من اجلهم ومن اجل هدايتهم لكي يتوقفوا عن اساءاتهم للكنيسة ولقيم الانجيل المقدس في مجتمعنا .

واستطرد “حنا” عدونا ككنيسة وكمؤمنين هو في بعض الأحيان يكون اشخاصا يدعون انهم مسيحيون ولكنهم يشكلون ظاهرة كارثية على الحضور المسيحي تحتاج الى المعالجة والى الاهتمام بشبابنا وتوعيتهم ، فوجود الظاهرة الداعشية التي نعرف من أوجدها ومن هو المستفيد منها لا يبرر وجود داعشية " مسيحية " وان كنا نتحفظ على هذا المصطلح لانه ليس موجود عندنا ، وذلك اعتقادا منا بأن مواجهة الكراهية والعنصرية التي يتعرض لها المسيحيون لا يمكن ان تكون من خلال ايجاد كيانات عنصرية عندنا كمسيحيين منعزلة عن محيطها العربي ومحيطها الوطني .

تابع “حنا ”البعض يريدنا ان نكون في حالة تيه وضياع وكأننا نعاني من ازمة هوية والحقيقة انها موجودة في عقول هؤلاء الذين يدعون ان هنالك ازمة ، فهويتنا واضحة المعالم في هذه الديار فنحن مسيحيون ونفتخر بهذا ونفتخر بأننا ننتمي الى اول كنيسة شيدت في العالم ونحن فلسطينيون نفتخر بانتماءنا لهذا الشعب ونتمنى ان تتحقق العدالة في هذه الديار لكي ينعم شعبنا بالسلام الحقيقي الذي يضمن الحقوق والعيش الكريم بحرية وكرامة وسلام في هذه البقعة المباركة من العالم .

وكشف “حنا” بانهم ليسوا أقلية مهمشة او مستضعفة او مضطهدة ونحن نرفض ان يصفنا احد بأننا اقلية في وطننا سواء هنا في هذه البقعة المباركة من العالم ام في هذا المشرق ، والمسيحيون في هذه الديار هم مطالبون بأن يكونوا ملح وخميرة لهذه الأرض ومصدر بركة لسكان هذه البقعة المباركة من العالم .

وتابع “حنا” : اننا لا نؤمن بالكراهية والعنصرية والعنف والقتل وثقافة الانتقام فهذه هي ثقافتنا وهذه هي قناعتنا التي لا يمكن ان تتبدل وان تتغير ، بل نحن دعاة خير ومحبة وسلام واحترام متبادل بين الانسان واخيه الانسان ، نفكر بأهلنا في غزة في هذه الاوقات العصيبة ونصلي من اجلهم ومن اجل ان تتوقف الحرب والتي ضحاياها هم من المدنيين والابرياء وخاصة الاطفال.

قدم  المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس للوفد شرحا تفصيليا عن تاريخ كنيسة القيامة ومن ثم أجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات، مؤكدا أهمية الانتماء المسيحي الحقيقي القويم وكذلك الوعي والرصانة والحكمة في مواجهة التيارات المنحرفة وفي مواجهة اولئك الذين يريدون للمسيحيين ان يتخلوا عن هويتهم وانتماءهم وحقهم في ان يدافعوا عن شعبهم وعدالة قضية هذا الشعب المظلوم.