أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، بارتكاب الاحتلال مجازر مروّعة وكبيرة خلال الساعات الماضية راح ضحيّتها مئات الشهداء والجرحى، مشيرًا إلى أن ما تم انتشاله ووصوله للمستشفيات بلغ 316 شهيدا و664 جريحا، فيما لا يزال العدد الأكبر منهم تحت الأنقاض.
وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء جراء العدوان على قطاع غزة الى 15.523 شهيد وأكثر من 41.316 جريح منذ السابع من أكتوبر الماضي، 70% منهم من الأطفال والنساء.
وقال القدرة، في مؤتمر صحفي عقد في اليوم 58 من العدوان على غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي يقصف كل مناطق قطاع غزة دون استثناء، مؤكداً أن الاحتلال يدعي كذباً وجود مناطق آمنة كي يلجأ اليها سكان القطاع ثم ما يلبث ان يقصفهم بلا هوادة.
وأضاف "الاحتلال الإسرائيلي يريد إنهاء الوجود الفلسطيني في قطاع غزة اما بالقتل او التهجير القسري تحت القصف ولا زال يوسع دائرة استهداف المدنيين بعد انتهاء الهدنة".
وأكدّ أنّ الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية فاقت الوصف وبكل وحشية, مشيراً الى استشهاد 281 من الكوادر الصحيّة واصابة المئات منهم, فضلاً عن استهداف الاحتلال وتدميره 66 مؤسسة صحيّة بالكامل وتدمير 56 واخراجه عن الخدمة.
وقال انّ الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أمس 4 مسعفين هم مدير الإسعاف جنوب قطاع غزة ا. انيس الاسطل والمسعف محمد أبو سمك والمسعف حمدان عنابة والمسعف عبد الكريم أبو غالي, رغم التنسيق لهم وذهابهم من خان يونس للشمال طيلة الفترة الماضية عدة مرات لإخلاء الجرحى والمعتقلين.
وذكر استمرار اعتقال الاحتلال الإسرائيلي 35 كادراً صحيا بينهم مدير عام مجمع الشفاء الطبي د. محمد أبو سلمية في ظروف قاسية وتحت التعذيب والجوع والعطش.
وفيما يتعلق بالوضع الصحي, بيّن القدرة ان الاحتلال الإسرائيلي لا زال يتحكم في حجم ونوعية ومسار المساعدات الطبيّة وهو يسعى لخنق المنظومة الصحيّة واخراجها عن الخدمة.
وأكدّ أنّ المنظومة الصحية عاجزة عن تقديم الخدمات الصحية المطلوبة لجرحى العدوان الإسرائيلي نتيجة عدم توفر الإمكانيات العلاجية والسريرة والبشرية, لافتاً الى الطواقم الطبية التي تتعامل مع مئات الجرحى بعد كل مجزرة وبإمكانيات متواضعة للغاية.
ولفت الى مستشفيات شمال قطاع غزة والتي أصبحت عاجزة تماماً عن تقديم الرعاية الصحية المطلوبة لجرحى العدوان الإسرائيلي نتيجة عدم توفر الإمكانيات العلاجية والسريرية والبشرية, مضيفاً " الجرحى ينزفون حتى الموت نتيجة عدم توفر الخدمة الصحية المطلوبة لهم شمال قطاع غزة".
وتابع " الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف ما تبقى من مستشفيات شمال غزة بشكل مستمر لإخراجها عن الخدمة وارغام السكان على النزوح و المستشفيات مكتظة بأعداد الجرحى التي فاقت قدراتها الاستيعابية وتفتقر للأدوات الجراحية ومثبتات العظام".
ووصف عملية مغادرة الجرحى للعلاج بالخارج أنّها تسير ببطيء شديد وعشرات من الأرواح تفقد نتيجة تأخر المغادرة, مشيراً الى عدد الذين غادروا القطاع للعلاج في الخارج والذي بلغ 403 منذ بداية العدوان.
وأضاف " كشوفات الجرحى التي يتم الموافقة بعد أيام طويلة من ارسالها يكون عدد من الجرحى المدونين فيها قد فارق الحياة وهو ينتظر".
وأشار الى اكثر من 1.5 مليون نازح موجودين في مراكز الإيواء ويفتقرون الى ابسط المقومات الحياتية والصحية والنظافة الشخصية وهم يتعرضون لكارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة ستحصد أرواح الالاف منهم في نتيجة الانتشار الواسع للأمراض التنفسية والجلدية والامراض المعدية الأخرى.
وعليه, ناشد القدرة الضمائر الإنسانية الحية في دول العالم الحر بالعمل الجاد والفوري لوقف المجازر والابادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة .
وطالب كافة الأطراف بالعمل الفوري على توفير ممر انساني آمن يضمن تدفق الإمدادات الطبية والوقود والمستشفيات الميدانية والطواقم الطبية وخروج مئات الجرحى.
وطالب الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بالعمل الجاد للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للأفراج الفوري عن الكوادر الصحية وإيجاد آليات فاعلة وعاجلة لمنع الكارثة الإنسانية والصحية لأكثر من 1.5 مليون نازح في مراكز الايواء.