أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أن أوكرانيا في وضع حرج، ويتعين على دول الحلف الاستعداد لتلقي أنباء سيئة منها، إذ تشهد توسيعًا كبيرًا في بسط القوات الروسية سيطرتها على مختلف جبهات القتال في البلاد، فيما شن عمدة العاصمة كييف، هجومًا ضد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، واتهمه بارتكاب أخطاء عملت على توريط البلاد في حرب مع روسيا لا قبل لها بها.
وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبيرج، في مقابلة مع قناة "إيه. آر. دي" الألمانية، أول من أمس، إنه يتعين على الحلف أن يكون مستعدًا لتلقي أخبار سيئة من أوكرانيا.
وأفاد ستولتنبيرج، ردًا على سؤال: عمّا إذا كان يخشى أن يزداد الوضع في أوكرانيا سوءًا في المستقبل، بأنه "يتعين علينا أن نكون مستعدين لتلقي أخبار سيئة". بحسب ما أوردته وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وأضاف ستولتنبيرج: "الحروب تتطور على مراحل. لكن علينا أن ندعم أوكرانيا في الأوقات الجيدة، والسيئة، على حد سواء". وأكد أنه من الضروري تعزيز إنتاج الذخيرة، معترفًا ستولتنبيرغ بأن دول "الناتو" لم تتمكن من تلبية الطلب المتزايد عليها.
وتابع ستولتنبيرج، أن أوكرانيا الآن في وضع حرج، لكنه رفض أن يوصي بما يجب أن تفعله كييف. واستطرد: "سأترك الأمر للأوكرانيين، والقادة العسكريين، لاتخاذ هذه القرارات العملياتية الصعبة".
وشدد أمين عام حلف "الناتو"، على أهمية عدم السماح بارتفاع أسعار الذخيرة الآن مع ارتفاع الطلب. وقال إنه لم تحدث تطورات مهمة في ساحة المعركة خلال الأشهر القليلة الماضية. وأضاف: أن "الحروب بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها، لكننا نعلم أنه كلما زاد دعمنا لأوكرانيا، كلما انتهت الحرب بشكل أسرع".
في الغضون، شن عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، هجومًا على زيلينسكي، في مقابلة مع قناة "20 دقيقة الإخبارية" السويسرية، حظيت بتغطية واسعة، في روسيا، وأوكرانيا.
وقال كليتشكو، خلال المقابلة: "يتساءل الناس: لماذا لم نكن مستعدين بشكل أفضل لتلك الحرب؟ ولماذا نفى زيلينسكي، حتى النهاية، أن الأمور ستصل إلى هذا الحد؟". وأضاف: "كان هناك الكثير من المعلومات، التي لا تتفق مع الواقع"، متهمًا زيلينسكي بارتكاب أخطاء.
ودعا كليتشكو إلى توخي الصدق، فيما يتعلق بالوضع الحقيقي لأوكرانيا، في أعقاب الحرب مع روسيا، مضيفًا أن زيلينسكي يدفع ثمن الأخطاء التي ارتكبها.
وتابع: "بالطبع، يمكن أن نكذب بكل ابتهاج على شعبنا، وشركائنا، لكن لا يمكن أن تفعل ذلك إلى الأبد"، فيما قدّم دعمًا كبيرًا لرئيس الأركان الأوكراني، الجنرال فاليري زالوجني، الذي أثار انتقادًا قبل شهر، عندما قال، إن الحرب وصلت إلى طريق مسدود. وأكمل كليتشو في المقابلة: "لقد قال الحقيقة".
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها قصفت موقعًا قياديًا محصنًا للدفاع الجوي الأوكراني، والإنذار في شرق البلاد بمدينة دنيبرو. وأضافت الوزارة، إنها نفذت هجمات مشتركة، استخدمت فيها الطيران التكتيكي العملياتي، والطيران العسكري، والمسيّرات، وقوات المدفعية، والصواريخ.
بينما ذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أن روسيا أطلقت 12 مسيّرة، وصاروخ "كروز" خلال الليل، وأن أنظمة الدفاع الجوي، دمرت 10 مسيّرات قبل بلوغها أهدافها. كما أوضحت وزارة الدفاع الروسية، خلال الإفادة اليومية، أنها قصفت مستودعات للوقود في مناطق ميرهورود، وبولتافا، ومدينة خميلنيتسكي، وترسانة للذخيرة في منطقة ميكولايف، فضلًا عن شنها هجومًا ضد جنود، ومعدات، في 107 مناطق مختلفة في أوكرانيا.