من وكر لتهريب المخدرات إلى مصدر لإنتاج الأثاث".. هذا هو المشهد الحالى داخل حى الباطنية الشهير بالقاهرة، بعد نحو ٤٣ عاما من تطهيره من تجارة الكيف. خلال الثمانينيات، كانت منطقة الباطنية مركزًا لتجارة المخدرات فى مصر، وكان يسكنها عدد كبير من المتاجرين بالمخدرات. يتردد عليه مدمنو المخدرات، حتى قرر اللواء أحمد رشدى وزير الداخلية آنذاك شن حملات واسعة للقضاء على تجار المخدرات فى الباطنية وقاد حملة ناجحة ضدهم، مما جعله الآن من أهم الأماكن التى تنتج الأثاث فى مصر.
"الباطنية أصبحت لوحة فنية".. بهذه الكلمات بدأ أحد المواطنين المقيمين بالمنطقة، والذى عاش فترة تهريب المخدرات داخل الباطنية، يروى لـ«البوابة» أسرار كيف تحول حى «الباطنية» الشهير إلى مصدر لإنتاج الأثاث بعد القضاء على أباطرة الكيف.
وبين أن المنطقة خلال السنوات الماضية أصبحت تحت السيطرة الأمنية لرجال وزارة الداخلية، ما جعل الوضع يتغير ١٨٠ درجة، واتجه الجميع للبحث عن الرزق الحلال.
وبعد القضاء على تجار السموم المخدرة، كانت نقطة تحول للمنطقة بأكملها، فأصبحت الباطنية التى يبلغ عمرها ما يقرب من ألف عام، مكانًا يقصده السياح الأجانب بعد الاهتمام بالمواقع الأثرية الموجودة هنا، بما فى ذلك أبو ظبي. مجمع الذهب، مجموعة السلطان قايتباي، بيت ست وسيلة، بيت الهروي، بيت زينب خاتون، الجامع العينى والمدرسة.
وأضاف: أثناء تجولك داخل الباطنية تشعر وكأنك داخل لوحة فنية وأنت تنظر إلى منتجات الأثاث التى يصنعها أصحاب الورش والمحلات التجارية. وقد بدأت هذه الحرفة فى توفير العديد من فرص العمل للشباب وساهمت بشكل كبير فى القضاء على البطالة. وسوف تجد الشاب ينزل من منزله فى الصباح ليعمل ليكسب لقمة عيشه. ليكسب لقمة العيش لعائلته بدلاً من الانحراف والدخول فى عالم الجريمة.
وقال محمد حسن، صاحب إحدى الورش، تفاصيل الحديث قائلا: “كان عمرى وقتها ١٢ عاما، وكانت تلك الفترة صعبة للغاية، حيث كان تجار المخدرات ينتشرون فى منطقة السايا، ويبيعون المخدرات علناً داخل الخيام، ووقف المدمنون فى طوابير أمام تلك الخزائن، حتى نجحت”. الأجهزة الأمنية فى القضاء عليهم.
وتابع قائلا:"أصبحت المنطقة الآن من أفضل الأماكن التى تنتج الأثاث، مما محا السمعة السيئة التى كانت تطارد الحى الشهير طوال السنوات الماضية".
