حسبما يعتقد اليهود بعقيدتهم الصهيونية وحلمهم في بناء "إسرائيل الكبرى" أو ما يُسمى بـ حلم «من النيل إلى الفرات» والتى لا تضم بيت المقدس فقط، ولا أرض الشام فحسب بل هى أكبر من ذلك بكثير، فهم ينسبون إلى التوراة المنزلة على موسى عليه السلام عندما قرر اعتزال أبيه وقومه "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أريك"، أما حدود هذه الأرض فتدل عليها نصوص أخرى "وظهر الرب لإبرام وقال: لنسلك أعطى هذه الأرض، فبنى هناك مذبحا للرب"، "ففى ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات".
شهادات لقيادات صهيونية تكشف خطط الاحتلال
وعرضت قناة «إكسترا نيوز» فيلمًا وثائقيًا عن العقيدة الصهيونية و"المخطط.. من النيل إلى الفرات"، ورصدت شهادات لعدد من القيادات الإسرائيلية حول ذلك المخطط للسيطرة على الدول العربية من النيل إلى الفرات، حيث عرضت تصريحات دانيلا فايس رئيس إحدى المنظمات الاستيطانية التي قالت:"لقد جئت إلى هنا من خلال إدراكى أن في قناة 14 مسموح لى أن أقول أن اراضى إسرائيل تابعة للشعب الإسرائيلي وكذلك غزة كلها هي جزء من أرض إسرائيل من نهر الفرات وحتى العريش، أنا لست أدعو لشن حرب لكن نصل إلى نهر الفرات أو نهر النيل ".
فيما قال كان رالف شونمان أمين عام مؤسسة برتراند راسل للسلام خلال الفيلم الوثائقى:"لقد وضعوا خريطة كما ناقشنا في كثير من الأحيان حول تحديد الهدف بناء على المجلد الثاني من عمل تيودور هرتزل التاريخي حول المشروع الصهيوني ".
وتابع:"الخريطة أعتقد أنها موجودة في الصفحة 731 من المجلد الثاني، حيث توضح بشكل لا لبس فيه وبوضوح ما يفعله هؤلاء الأشخاص ومن بينهم بنيامين نتنياهو ".
وقال:"ماذا يقصدون بأرض إسرائيل ؟ كل فلسطين وكل الضفة الغربية وكل لبنان وثلثى العراق ونصف سوريا والطبقة الجنوبية من تركيا وثلث الجزيرة العربية ومصر حتى النيل بما في ذلك القاهرة بل وحتى الكويت ".
وعرضت أيضا تصريحات ليجال ألون وزير الخارجية الإسرائيلي 1975، الذي يقول:"أعتقد أنه في المنطقة ما بين البحر الأبيض المتوسط من الغرب والحدود العراقية في الشرق يجب أن تكون هناك دولتان إحداهما يهودية تعرف باسم إسرائيل
وأضاف خلال الفيلم الوثائقي: "بالطبع مع إضافة أقلية عربية كبيرة كما لدينا في التلمود ودولة عربية يمكنك تسميتها فلسطين – الأردن، ويمكن تسميتها فلسطين أو أي شيء يرغبون فيه، وينبغى التفاوض على الحدود بين هذين الكيانين ".
ياسر عرفات يكشف مخطط الاحتلال للسيطرة على الدول العربية
كما عرض الفيلم الوثائقى تصريحات لـ ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية الراحل الذي يعرض عملة إسرائيلية بها خريطة إسرائيل الكبرى والتي تشمل من النيل إلى الفرات وتحدد الدول العربية التي تخطط للاستيلاء عليها.
حاخام يهودي يزعم أن حدود إسرائيل تمتد من النيل للفرات
زعم الحاخام اليهودي المتطرف، اليعازر ميلاميد، إن حدود الاحتلال الإسرائيلي، يجب أن تمتد من نهر النيل في مصر إلى الفرات في العراق، ليعيد روايات الاحتلال التى تثبت رغبة تل أبيب فى الهيمنة على المنطقة العربية.
وقال اليعازر ميلاميد، في درسه الأسبوعى اليوم: إن "الأعداء مستمرون في قتلنا طالما لا يوجد عدد كاف من اليهود في أرض إسرائيل، وزعم الحاخام المتطرف بأن حدود إسرائيل تمتد من نهر النيل في مصر حتى الفرات بالعراق، وأنه لم يتم الاستحواذ سوى على المنطقة المحيطة بنهر الأردن.
ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية مزاعم الحاخام اليهودي المتطرف، والتي جاء فيها:" أحيانا يسأل الأولاد الصغار أسئلة كبيرة بصدق ويفتحون الباب للتفكير العميق، فعندما التقيت مؤخرا بأطفال لإجراء محادثة، سأل أحدهم بجدية وألم: لماذا توجد هجمات إرهابية؟ لماذا يقتل اليهود الصالحون؟"، فأجابهم: "لأنه لا يوجد عدد كاف من اليهود في إسرائيل".
وكشفت تلك التصريحات المتطرفة عن أطماع دولة الاحتلال الإسرائيلي التوسعية في السيطرة على مزيد من الأراضي في محيطها، لتحقيق الحلم في إقامة دولة يهودية تمتد من نهر النيل وحتى نهر الفرات.
- سيناء خط أحمر
ولم تلق المخططات الصهيونية الساعية إلى إجلاء الأشقاء الفلسطينيين عن أرضهم التاريخية سوى الرفض التام من القيادة السياسية المصرية؛ بإعلان موقفها الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية القضية وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة؛ لكي يظل الخط المصري بلونه الأحمر حائط صد في وجه الطموحات الإسرائيلية أبد الدهر.
تداول خريطة لـ«مملكة داوود» المزعومة
تداول عدد من النشطاء الإسرائيليين على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" خريطة عما وصفوه بـ"مملكة إسرائيل الكبرى - مملكة داود"، وتضم الخريطة لإسرائيل الكبرى مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان وجزءا من العراق والسعودية.
ويأتى تداول هذه الخريطة تزامنًا مع قصف جيش الاحتلال الإسرائيلى لغزة وسط دعم أمريكى للمجازر التى يرتكبها الإسرائيليون فى حق الشعب الفلسطيني، ووسط تجدد أحلام شباب إسرائيل فى توسيع رقعة الأراضى المحتلة حسبما توضح الخريطة المتداولة على نطاق واسع فى أوساط الإسرائيليين على شبكة الإنترنت.
مملكة إسرائيل
"مملكة إسرائيل" هو اسم مملكة جاء ذكرها فى التوراة كمملكة لجميع أسباط بنى إسرائيل الاثنى عشر، سماها باحثو التوراة بمملكة إسرائيل الموحدة للتفريق بينها وبين مملكة إسرائيل التى انفصلت عنها لاحقًا (إضافة إلى مملكة يهوذا)، وهذه المملكة الموحدة حكمها كل من شاول، وداود وسليمان، وتوصف هذه المملكة فى سفرى صموئيل الأول والثانى كاتحاد لأسباط بنى إسرائيل، ومن تحليل نصوص السفرين، يقدر معظم دارسى العهد القديم تبعًا لما ورد فيه فترة وجود هذه المملكة الموحدة بأكثر من 100 عام، أى منذ سنة 1050 قبل الميلاد وحتى سنة 930 قبل الميلاد تقريبا.
وكانت المملكة حسب النصوص التوراتية تمثل الجزء الجنوبى الغربى لبلاد الشام، أى منطقة فلسطين، ولكن لا تشمل الفينيقية والأراضى الساحلية الجنوبية التى خضعت لسلطة الفلسطينيين وباقي شعوب البحر.
واسم "مملكة إسرائيل الموحدة" لا يدل على دولة إسرائيل الموجودة حاليا فى الشرق الأوسط، غير أن اليهود المعاصرين يظنون أنفسهم أبناء مملكة يهوذا الجنوبية التى انفصلت حسب الرواية التاريخية عن مملكة إسرائيل الموحدة، ويرى معظمهم الأحداث التى جرت على هذه المملكة المفترضة كجزء من تاريخ أتباع الديانة اليهودية ودولة إسرائيل الحالية التى يفترض بها أن تكون دولة اتباع الديانة اليهودية، كما يتم تدريس ذلك فى مناهجهم الدراسية، وهذا هو أحد أسباب اختيار اسم "إسرائيل" للدولة اليهودية عند تأسيسها عام 1948.
وتكشف النصوص القديمة، وتفسيراتها القديمة والمعاصرة بوضوح عن حدود تلك الأرض الموعودة والتى وعد بها إبراهيم الموصوفة فى كتاب موسى والتى تمتد من جبل هور إلى مدخل حماة، ومن نهر مصر العريش إلى النهر الكبير نهر الفرات، وأكثر هذه الأراضى كانت تحت سلطة سليمان عليه السلام فكان التخم الشمالى حينئذ سوريا، والشرقى الفرات وبرية سوريا، والجنوب برية التيه وأدوم فى سيناء، والغربى البحر المتوسط".
«النعماني»: حلم بـ«إسرائيل الكبرى» على الخرائط فقط
يقول السفير الدكتور بسّام النعماني المتابع لقضايا الحدود بين الدول، أنّ هذه الخريطة (المرفقة) هي إحدى الخرائط العبرية العديدة، وهي موجودة على شبكة “الإنترنت” منذ سنوات. وقد جرى نشرها من قبل أحد المواقع الإلكترونية حمل إسم livejournal.com، إلا أن هذا الموقع الإلكتروني لم يعد بالخدمة. ولكن المهمّ بأنّ هذه الخريطة تصور منطقة “من النيل إلى الفرات”، أمّا تاريخ رسمها فغير معروف، ولكنها على الأرجح خريطة حديثة العهد.
وأوضح أنّ الكثير من الخرائط حول “إسرائيل الكبرى” يتفاوت رسم حدود المطامع الصهيونية فيها من واحدة إلى أخرى، وسبب ذلك هو لأن المصطلحات الجغرافية العبرية الموجودة في التوراة لم يعد الكثير منها مستعملًا في العصر الحديث (مثلًا صحراء النقب في الخريطة تسمى “كادش- برناعي”، وترجمتها هي على الأرجح “أرض التطهير المقدسة”، وصحراء سيناء تسمى “صحراء التيه”، وصحراء النفود قد سميت “صحراء عرب”، بينما سميت بادية الشام بـ “الصحراء القديمة”، وهو مصطلح فضفاض بعض الشيء، ويمكن تطبيقه على أماكن أخرى). ثم إن حدود “إسرائيل” في التوراة، أو “أرض المعاد”، أو “الأرض المقدسة”، أو “الأرض” التي وُعد بها الأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب وسلالالتهم، تتناثر في أماكن مختلفة في التوراة، ويُستعمل فيها تعابير جغرافية بعضها ممكن التعرف عليه واستبيانه، وبعضها الآخر بات مبهمًا وغير معروف أو إندثر.
علماء: لا توجد دلائل تاريخية على وجودها
فى حين لا توجد أى دلائل تاريخية أو أثرية على وجود مملكة إسرائيل الموحدة، ولكن هناك بعض الدلائل لوجود مملكتين منفصلتين لم تتوحدا- مملكة السامرة أو مملكة بيت عُمرى أو إسرائيل فى منطقة المرتفعات الشمالية من فلسطين التاريخية، ومملكة يهوذا فى المرتفعات الجنوبية.
وأدت طبيعة المعثورات الأثرية إلى أن بعض المؤرخين والأثريين، أبرزهم البروفيسور إسرائيل فينكلستاين من جامعة تل أبيب والمؤرخ نيل آشر سيلبرمان من بوسطن، أكدوا أن فكرة أن توحيد مملكتي إسرائيل ويهوذا لا يعدو كونه اختراع لكتبة التناخ، يهوذيى الأصل، بدوافع أيديلوجية، وأن وصف المملكة الموحدة فى الكتاب المقدس مبالغ فيه لصالح الدعاية الدينية والسياسية. حسب هذه النظرية، أراد أدباء مملكة يهوذا، التى بقيت بعد خراب مملكة إسرائيل الشمالية، الافتخار بالملوك من الأصل الجنوبى (اليهوذى) فاوصفوهم كقادة ضموا لنفوذهم مملكة إسرائيل وكمن دلوا بنى إسرائيل إلى طريقة العبادة الصحيحة.
ويقول الأثرى والثيولوجى توماس تومبسون من جامعة كوبنهاجن عن تاريخ منطقة فلسطين فى القرن الـ10 ق.م: "إن كتاب العهد القديم يقدم لنا تاريخًا لا يمكن الوثوق به، وما صرنا الآن نعرفه عن تاريخ سوريا الجنوبية، وما نستطيع إعادة بنائه اعتمادًا على الشواهد الأثرية، يعطينا صورة مختلفة تمامًا عن الصورة التى تقدمها الروايات التوراتية"، وبالمثل يشير إريك كلين "إن كثيرًا مما ورد فى التوراة حول القدس يثير انقسامًا فى الوقت المعاصر".